- حزب الله يؤكد بقاء مقاتليه فى الأراضى السورية ويتوعد إسرائيل.. والأخيرة تستبق وصول وفدها لموسكو بنشر صور لـ"غارات اللاذقية"

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن الاتفاق الذي وقعته تركيا وروسيا، الاثنين الماضي، بشأن إقامة منطقة "منزوعة السلاح" بإدلب، يعطي إشارة لأمريكا وإسرائيل وغيرهما بأن الدور الإيراني في سوريا قد تم تهميشه، بعد استبعاد إيران من طاولة اللقاء الذي تم في سوتشي الروسية.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن ابعاد إيران، التي كانت جزءًا من مفاوضات أستانا ولعبت دورًا رئيسيًا في الاتفاقيات الأخرى، يبرز كيف أن موسكو وأنقرة يظهرا نفسهما على أنهما من أهم الفاعلين بمستقبل سوريا.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، فهذا "تطور مفضل"، نظرا لمعارضتهما للدور الإيرانى في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الجانبين وقعا نسخة إضافية من الاتفاقية باللغة الإنجليزية وأرسلت إلى السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، الثلاثاء الماضي. كما تم إرسال نسخة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش.
وبحسب الصحيفة فإن توقيع روسيا وتركيا فقط على الاتفاق دون وجود إيرانى أو سوري ولا حتى لواشنطن والتحالف الدولى الذي تقوده ويلعب دورًا في شرق سوريا، وفى غياب فصائل المعارضة المسلحة في إدلب، يظهر درجة تمثيل موسكو وأنقرة، كضامنين لكلا الجانبين بالنزاع السوري، فروسيا هي الحليف الرئيسي للحكومة السورية وتركيا هي الداعم الرئيسي لفصائل المعارضة، وتسيطر على عدة مناطق في شمال سوريا، منها إدلب وعفرين وجرابلس.
وبحسب الصحيفة فإن الاتفاق لم يوضح كيفية إجلاء المجموعات "الإرهابية" من إدلب أو ماهي تلك المجموعات، مما يترك إمكانية صراع مستقبلي.
أما بالنسبة لعفرين ذات الأغلبية الكردية، فقد تركت دون تحديد لمصيرها، حيث كان الأكراد يأملون فى إستعادة الجيش السوري السيطرة على بلداتهم وتخليصهم من الأتراك وتمكينهم من العودة إلى نوع من الحكم الذاتي، لكن خاب أملهم من وعود دمشق، بحسب "جيروزاليم بوست".
وفى بيروت، شدد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، على بقاء مقاتلى الحزب في سوريا، "حتى إشعار آخر"، رغم هدوء الجبهات بعد التوصل إلى الاتفاق الروسي- التركي فى إدلب، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال نصرالله، في خطاب متلفز أمام الآلاف من مناصريه في الضاحية الجنوبية لبيروت عشية إحياء ذكرى عاشوراء: "نحن باقون في سوريا حتى بعد تسوية إدلب وبقاؤنا هناك مرتبط بالحاجة ‭‭‬‬‬وبموافقة القيادة السورية" وتابع: "نحن باقون هناك حتى إشعار آخر"، موضحاً أن "تراجع التهديدات سيؤثر بطبيعة الحال على الأعداد المقاتلين الموجودة".
وأكد نصر الله أن حزب الله بات يمتلك صواريخ دقيقة رغم الضربات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لقطع طريق الإمداد عبر سوريا، قائلا: "مهما فعلت لقطع الطريق فقد انتهى الأمر وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة والامكانات التسليحية ما يجعل اسرائيل تواجه ما لم تتوقّعه إذا ما فرضت حرباً على لبنان".
وأضاف أن "نقاط ضعف العدو الصهيوني أصبحت كثيرة وهو يعلم أن لدينا نقاط قوة كثيرة نمتلكها".
إلى ذلك، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صورًا من شركة "إيميدات ساتس" الإسرائيلية للتصوير عبر الأقمار الصناعية، تظهر مستودعا للأسلحة تم تدميره في اللاذقية وبقايا ما يبدو أنها طائرة في محيط مطار دمشق الدولي، خلال الغارات التى شنتها على سوريا ، الاثنين الماضى.
وجاء ذلك قبل ساعات من وصول وفد إٍسرائيلي إلى موسكو، اليوم الخميس، لتسليم السلطات الروسية نتائج التحقيق الذي أجرته تل أبيب في ملابسات إسقاط الدفاعات الجوية السورية للطائرة الحربية الروسية.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان إن الوفد الذى يترأسه قائد سلاح الجو الجنرال أميكام نوركين، سيقدّم "تقرير الحالة لتلك الليلة، بما يتعلق بكل جوانبها"، مشيرا إلى أن الوفد سيستعرض المحاولات الإيرانية المتواصلة لنقل أسلحة استراتيجية إلى حزب الله وإرساء وجود عسكري إيراني في سوريا.