ذكرى ميلاده.. فرقة مسرحية تستغنى عن نجيب الريحاني بعدما تفوق على بطلها وسرق منه البريق - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى ميلاده.. فرقة مسرحية تستغنى عن نجيب الريحاني بعدما تفوق على بطلها وسرق منه البريق

محمد حسين
نشر في: الجمعة 21 يناير 2022 - 9:01 ص | آخر تحديث: الجمعة 21 يناير 2022 - 9:01 ص

تحل اليوم (21 يناير) ذكرى ميلاد الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي ولد بالقاهرة عام 1889، وتعود أصوله إلى العراق، التي هجرها والده للعمل بتجارة الخيول في مصر.

تلقى الريحاني تعليمه بمدرسة الفرير الفرنسية، ومع تخرجه التحق بالعمل المصرفي بأحد البنوك، لكن لازمه تعلقه بفن التمثيل، الذي أحبّه منذ صغره وقت أن قدم للمسرح المدرسي شخصيات من المسرح الكلاسيكي الأوروبي. وكان أحد زملائه في البنك يدير فرقة مسرحية، فأشار عليه بالالتحاق بها، وكانت أولى خطوات مشواره.

يعد الريحاني من رواد الكوميديا في تاريخنا الفني، إذ قدمها في قالب درامي يجعل الضحكات تعلو ويعقبها الدموع، وكان ذلك ظلا لحياته وواقعه الذي شهد على كثير من صور المعاناة والإيذاء النفسي الذي طاله مع نجاحه.

وفي ذكر ذلك، روى الريحاني في مذكراته، التي نشرت لمرات عديدة، كان آخرها عن مؤسسة "هنداوي" الثقافية، قائلا: "بعد فصلي من البنك، اتخذت من (قهوة الفن) محلا مختارا للإقامة، وبعد أيام صادفني فيها الأستاذ أمين عطا الله، فعرض علي أن أسافر معه إلى الإسكندرية؛ لأن أخاه الأكبر المرحوم سليم عطا الله، ألّف فرقة هناك هي محل عطف البلدية (جهة للحكم المحلي مثل الأحياء حاليا) التي تساعدها بإعانة مالية مصرية في الشهر، وهو أول مرتب ذي قيمة تناولته من التمثيل".

وكانت فرقة المرحوم سليم عطا تُحضر لمسرحية "شارلمان الأكبر"، وكان العرف يقضي آنذاك بأن يسند دور البطولة إلى مدير الفرقة وهو سليم، ويكون الدور الثاني من نصيب الريحاني، الذي عدها فرصة ممتازة لإثبات النفس وإظهار الموهبة، خاصة مع دور درامي وليس هزليا كمان كان في سابق البدايات.

وبالفعل، مع بداية ليالي عرض المسرحية، أبدى الريحاني نجاحا كبيرا في تقديم الشخصية، وما جعل ذلك أكثر وضوحا هي مشاهده المشتركة مع البطل، التي كانت تظهر تفوقه عليه، ونال عن ذلك إعجابا كبيرا؛ ما جعل الجمهور يطلب مقابلة مدير الفرقة، ليبلغوه بإعجابهم بموهبته، مطالبين مدير الفرقة بالاحتفاظ به؛ "إذ إن له مستقبل كبير لا يشق له غبار"، على حد وصف المذكرات المنشورة.

وبعد إحدى ليال العرض، طلب بطل المسرحية ونجمها -الذي فقد جزءا من بريقه- الريحاني لمكتبه، الذي كان خبرا مفرحا بالنسبة لـ"الريحاني" إذ توقع منه الشكر والإعجاب، وترجمه إلى زيادة في الأجر، ويحكي ذلك الموقف قائلا: "حبكت أزرار جاكتتي، ودخلت على مديري باسما متهللا معللا نفسي بالآمال، قائلا في سري إنه (يكفيني أن تكون العلاوة جنيها واحدا وخليني لطيف، لأن الطمع يقل ما جمع). وبعد هذا الحوار الظريف بيني وبين نفسي التي هي أمارة بالسوء، ابتدرني المدير قائلا تلك الجملة المأثورة التي لا يزال صداها يرن في أذني (أنا متأسف جدا يا نجيب أفندي لأن الفرقة استغنت عنك!)"، ليقع الريحاني في إشكال "هل النجاح خطأ أستحق عنه عقابا؟!".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك