توصلت دراسة جديدة إلى اكتشاف بيضة وضعتها إحدى الزواحف العملاقة (وحش بحري) طوله 23 قدمًا- ما يتجاوز 7 أمتار - منذ 66 مليون سنة، بحسب تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

الاكتشاف الجديد توصل إليه فريق من الباحثين من جامعة تكساس، يعود إلى أحد أنواع الوحوش البحرية، التي هي عبارة عن كائنات ذات حجم هائل، عاشت في البحر قبل انقراضها واتخذت أشكالًا عديدة، أبرزها التنانين البحرية، وحية البحر، والوحوش المتعددة الأذرع.
الباحثون خلال سعيهم لاكتشاف حفريات جديدة في القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» وجدوا حجرا بداخله بيضة متصلبة تصل إلى 11 بوصة، وانتهوا إلى أنها تم إنتاجها بواسطة مخلوق بحجم ديناصور كبير، لكن القشرة لا تشبه تمامًا أي بيضة ديناصور معروفة.
البيضة ذات القشرة الناعمة والحجم الكبير تم افتراض أنها تعود إلى سحلية البحر القديمة المعروفة باسم «موساساو»، ولا يوازيها في الحجم سوى بيضة طائر الفيل المنقرض في مدغشقر.
ولم تكن البيضة وحدها ما تم اكتشافه، فقد وجد داخل صخور أخرى هياكل عظمية أيضًا من «الموساسورات» وغيرها من المخلوقات البحرية، تعود إلى ما قبل التاريخ تسمى «بليزيوسورس».
قائد فريق البحث وعالم الجيولوجيا في جامعة تكساس، الدكتور لوكاس ليجيندر، قال إن البيضة كانت أكثر تشابهًا مع بيض السحالي والثعابين، وأنها بالتأكيد «لم تكن لشخص يبلغ طول صغاره وهم في البيضة 7 أمتار (23 قدمًا) على الأقل، بالتأكيد تعود لزواحف بحرية عملاقة».
بصرف النظر عن أبعاده البيضة المذهلة، يتحدى الاكتشاف الجديد الفكرة السائدة بأن مثل هذه الحيوانات البحرية العملاقة - من وقت ما قبل انقراض الديناصورات - لم تكن تضع بيضا.
وعن أهمية الاكتشاف، تقول المؤلفة جوليا كلارك، والتي تعمل في جامعة تكساس أيضا، إن هذه البيضة ذات القشرة الناعمة كاملة الحجم بحجم كرة القدم ربما تغير فهمنا لمخلوقات هذه الفترة.

تضيف: «نسبها وقشرتها الرقيقة - التي تفتقر إلى الطبقة الخارجية البلورية - تشير إلى أن ذاك الحيوان المفترس كان يعتمد على البيض لإنتاج صغاره، ما يعني أن البويضة تتطور داخل الأم وتفقس بمجرد وضعها، والأم التي وضعت هذه البيضة أطلق عليها أنتاركتيكوليثوس برادي».
البيضة وجدت في جزيرة سيمور، وهي جزء من شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، حينما كانت المنطقة في عصور ما قبل التاريخ خالية من الجليد وأكثر دفئًا.

ووفق «ديلي ميل»، فإن بيضة هذا الكائن لديها بعض الاحتمالات لكي تفقس، فقد يخرج الصغير شاقا قشرة البيضة في المياه المفتوحة - وهذه هي الطريقة التي تخرج بها بعض أنواع الثعابين البحرية - أو يمكن أن يتم ذلك على الشاطئ أيضا، وقد تفقس في المحيط مثل السلاحف البحرية الصغيرة.
ويتطلب وضع البيض من الزواحف أن تتلوى ذيلها على الشاطئ وتأتي هذه الحركة مدعومة بتدفق الماء، فيما تقول جوليا كلارك: «لا يمكننا استبعاد فكرة أنهم كانوا يدفعوا بذيلهم في نهاية المطاف، لأنه لم يتم اكتشاف أي شيء من هذا القبيل على الإطلاق».
وفي العام 2011، وجد باحثون تشيليين اكتشافا يشبه كرة قدم مفرغة، وبقي الاكتشاف غير مصنف في مجموعات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في تشيلي لما يقرب من عقد من الزمان، كان فقط يلقب بـ «الشيء»، بسبب طبيعته غير العادية وأصوله الغامضة.
المؤلف المشارك الدكتور ديفيد روبيلار روجرز، أحد أعضاء البعثة التشيلية، أطلع الاكتشاف على كل عالم جيولوجي زار المتحف، على أمل أن يكون لدى شخص ما فكرة، لكنه لم يعثر على أي شخص، حتى زارت «كلارك» المتحف 2011 - عرض «الشيء» على كلارك، وبعد بضع دقائق قالت «يمكنني رؤية بيضة مفرغة».
البيضة المكتشفة تم إثباتها كأول بيضة أحفورية، واليوم بعدما تم العثور على على بيضة القارة القطبية الجنوبية، يصبح من الممكن التفكير والبحث في كيفية نمو البيض ذو القشرة الناعمة للكائنات الكبيرة، وما تمثله هذه الاكتشافات أيضا.