أعلن أحمد الغندور، مقدم برنامج «الدحيح» ترجمة حلقة «فلسطين - حكاية الأرض» للغة العبرية، وذلك استجابة لدعوات العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوه بترجمة الحلقة للعديد من اللغات الأجنبية، حتى تحقق انتشارًا أوسع.
https://www.facebook.com/Da7ee7/posts/pfbid0gHP5fXroJLEE8pFCtF11XBQjek1dngvcgkwLY2eFuRhbysj3NfvqFmvkc1hZbaD7l
ولم تكن حلقة «فلسطين.. حكاية الأرض» الأطول من حيث المدة الزمنية من سلسلة حلقات «الدحيح»، لكن حلقة البرنامج الذي يُقدمه اليوتيوبر المصري أحمد الغندور كانت استثنائية على كل المستويات.
عدد المشاهدات، حجم التفاعل، الحالة التي صنعها.. هي كلها مشاهد استثنائية لحلقة فريدة من نوعها قدمها الدحيح، أعاد من خلالها سرد حكاية الأرض التي تعرضت لأكبر عملية سطو واحتيال، ونال سكانها ما نالهم من قتل وتعذيب وتشريد.
حتى كتابة هذه السطور، تخطّى عدد مشاهدات هذه الحلقة الأسطورية الـ12 مليون مشاهدة، ولعل الظرف السياسي الراهن هو الذي ضاعف من حجم التفاعل مع الحلقة، كونها تتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تمضي في يومها الـ45.
https://youtu.be/f0oy-NicIgE
واستعرض الغندور، في حلقته، القصة الحقيقية والحكاية الأصلية للقضية الفلسطينية، وما أحدثه الاحتلال الإسرائيلي من صراع في المنطقة ممتد منذ 75 عاما.
استهلّ الغندور، حلقته بمشاهد لأحد المنتجعات السياحية الإسرائيلية على شاطئ البحر المتوسط، بين يافا وحيفا.
وبيّن الغندور لاحقا، من خلال عرض الخرائط وصور الأقمار الصناعية الحديثة، أن تلك المنتجعات بُنيت فوق مقابر جماعية وساحات إعدام للمئات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء على يد ميليشيات صهيونية متطرفة.
مجزرة الطنطورة.. تأبى النسيان
الأسلوب المشوّق المعروف عن «الدحيح»، وظّفه الغندور ليروي على جمهوره قصة تأتى أن تُنسى أو تُمحى من دفاتر التاريخ، وهي قصة قرية الطنطورة، تلك القرية التي كان يعمل أهلها في مهنة الصيد، وكانت أولى الأراضي التي دنّسها الاحتلال بعد إعلان قيام إسرائيل، وتحديدا بعد أسبوع فقط.
القرية الصغيرة الهادئة طالتها مجزرة إسرائيلية مروعة، وصلت في بشاعتها إلى إعدام كل رجالها بالرصاص، في مشهد إبادة يُشبه ما يتم اقترافه ضد أهالي غزة حاليا.
وفي تأكيد للمؤكد، استعان «الدحيح»، بما ورد في فيلم وثائقي إسرائيلي ظهر فيه بعض الجناة القتلة وهم يتفاخرون بما اقترفوه ضد الفلسطينيين الأبرياء.
دحض أكذوبة إسرائيل الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط
خلال الحلقة أيضا، دحض الدحيح، الأكذوبة التي روجتها إسرائيل التي اعتادت أن تصف نفسها بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وقد سخر من هذه الأكذوبة قائلا إن إسرائيل هي طبقة من التحضّر والتقدّم وأسفلها بمترٍ واحدٍ تاريخ من القتل والإبادة العرقية.
وزاد متسائلا: «كيف تزعم إسرائيل أنها تمثل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، ومع ذلك تسن ما يعرف بـ(قانون النكبة)، الذي يعاقب أي مواطن إسرائيلي يخالف الرواية الرسمية لتل أبيب حول النكبة الفلسطينية بقطع الدعم الحكومي عنه، ومحاصرته مهنياً وإعلامياً؟».
وعرج الدحيح على قوافل الهجرة المتتالية التي نظّمها اليهود إلى فلسطين، وكان ذلك إبان فترة الحكم العثماني، واستعرض تأسيس إسرائيل التي قامت على فكرة معاداة الآخر.
ولأنّ الحرب الراهنة على غزة أعادت بشكل أو بآخر مشاهد نكبة 1948، فقد عرج الغندور في حلقته على النكبة الأولى وحجم الجُرم الذي ارتكبته إسرائيل آنذاك.
أكذوبة الدفاع عن النفس
ودحضت حلقة الدحيح، الأكذوبة التي تروج لها إسرائيل منذ عقود، حيث زعمت كل هذا الذي ترتكبه في فلسطين على مدار السنوات إنما يأتي من باب الدفاع عن النفس، وهي للمفارقة نفس الحجة المستخدمة إسرائيليا في الوقت الحالي لتبرير المجازر الإسرائيلية على غزة.
مصادر لافتة
حلقة الدحيح الاستثنائية اعتمدت على مصادر إسرائيلية ويهودية، بينها شهادات موثقة لجنود شاركوا في حرب 1948، وباحثين وأكاديميين ومؤرخين.
من بين هؤلاء البروفسور إيلان بابي صاحب كتاب «10 أساطير حول إسرائيل» وكتاب «الهندسة المعمارية للاحتلال الإسرائيلي» للكاتب إيال وايزمان.