قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن "اليوم يمثل تاريخا مجيدا للأمة المصرية وعيدا لتأسيس الجامعة المصرية، ففي هذا اليوم منذ قرن من الزمان وثمانية أعوام تلته، أطلق المؤسسون كلمة البدء في إنشاء الجامعة المصرية لتكون منبرا للتنوير والعلم والتعليم".
وأضاف نصار، خلال احتفالية الجامعة بالأديب العالمي نجيب محفوظ «الأديب والإنسان والقيمة والقامة» بمناسبة عيد تأسيس الجامعة الـ108، أن "الاستعمار وقف ضد فكرة إنشاء الجامعة، حيث كان يريد أمة جاهلة ولم يستطع أهل الحكم وقتها أن يجاهروا بمناصرة الفكرة فأيدوها، ولكن نور الفكرة اخترق وتأسست الجامعة المصرية لتكون منطلقا للابداع والابتكار وناشرة لنور العلم والتنوير".
وأوضح أن الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، وقفت وراء الفكرة وتبرعت بكل ما تملك فخلدها التاريخ، قائلا: "كم من أميرات وانتهت بهم الحياة ولم يذكرهن أحد، ولكن جعلت الجامعة المصرية من فاطمة بنت إسماعيل تاريخ يدرس وذكرا يداوم الخلق علي ذكره"، وتابع: الجامعة انطلقت كمشعل للتنوير والحداثة وخرجت العلماء والمثقفين والأدباء وملءوا لعالم نورا وعلما وفكرا وادبا ورفعوا اسم مصر.
واستكمل: "ويأتي في المقدمة نجيب محفوظ ابن الوطن وابن هذا التراب وابن مصر العظيمة، ملأ الدنيا علما ونورا وحاربه التطرف وحاول الاعتداء عليه، كان كريما وآخر ما تمناه أن يهدي من سعى إلى قتله عصارة فكره وأدبه وإبداعه، وهو ذهب إلى ربه لكنه عاش معنا بفكره وأدبه".
وتابع: "عندما تحتفل الجامعة بنجيب محفوظ فإنما تحتفي بالعمل والأدب والثقافة، ورسالة أن مظاهر التطرف والعنف وضيق الأفق لا علاج لها إلا بالثقافة والأدب والفنون والتعليم، وتحكي حكاية أديب استخدم قلما مازال بعد وفاته يؤرق مضاجر المتطرفين، وعندما نحتفي بمحفوظ فنحن لا نريد بذلك أن ندافع عنه ضد من تطاول عليه أو يتطاول، فقدر الشخصيات العظيمة أن يتطاول عليها الصغار دائما، وهو لا يحتاج دفاعا ولكن نحتفي بالقيمة والقامة".
وأكد نصار أن الأدب والثقافة والتعليم يمثلون طوق النجاة لهذه الأمة من تطرف بغيض يهدم فيها كل جميل، وأن خط الدفاع الأول ضد الذين خرجوا من إطار الزمن وحساباته هو الأدب والثقافة والفنون وهكذا فعلت جامعة القاهرة.