رايت جونسون.. حكاية كاتبة أمريكية وقعت في غرام الإله «بس» منذ 25 عاما - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رايت جونسون.. حكاية كاتبة أمريكية وقعت في غرام الإله «بس» منذ 25 عاما

حمادة عاشور
نشر في: الأربعاء 22 مارس 2023 - 6:40 م | آخر تحديث: الأربعاء 22 مارس 2023 - 6:40 م

تصطحب أصدقاءها سنويا في زيارات لمعبد دندرة.. وتخصصت في الكتابة عنه.. وتعتبره فردا من أسرتها

فى ربيع عام 1998 جاءت السائحة الأمريكية وكاتبة الأطفال الشهيرة «شيلى رايت جونسون» لأول مرة إلى مصر، برفقة عدد من أصدقائها لزيارة الآثار المصرية القديمة بالأقصر وقنا وأسوان، فتحولت رحلتها العابرة إلى رحلة دائمة تصطحب فيها أصدقاءها، بعدما فتنت بسحر «بس» إله الفرح والموسيقى بمعبد دندرة بمحافظة قنا، فعلى مدى 25 عاما تأتى الكاتبة الأمريكية لزيارة المعبد سنويا، وأصدرت عنه ثلاثة كتب. 

تحكى «جونسون» لـ«الشروق» عن رحلتها الأولى لمصر ومعبد دندرة قبل 25 عاما، وتقول إنها انجذبت وانبهرت بهذا التمثال الصغير، وأعجبت بواجباته الإلهية، الأمر الذى أوقفها أمامه منبهرة، بما تسمعه من مرشدى المعبد عن تاريخه، فهو إله الفكاهة والفرح والسرور وأيضا الحامى لكل شىء جيد والمدافع عن كل شىء سيئ، وهى الواجبات التى تختلف عن الآلهة الأخرى، وهنا بدأت رحلة البحث عن «بس» الإله وعلاقته بتاريخ مصر القديمة، ومنذ ذلك الوقت وهى تجىء مرة أو اثنتين سنويا بمجموعة من أصدقائها يصل عددهم لأكثر من 50 شخصا لزيارة مصر وتحديدا الإله الصغير. 

تضيف جونسون: «زيارتى الأولى كانت برفقة جون أنتونى ويست، الذى كان مؤلفا ومحاضرا شهيرا عن مصر القديمة، وحينها فُتنت بالفرعون الصغير الذى كان مختلفا تماما عن جميع الآلهة القديمة الأخرى، ولذلك تحكى كتبى عن الحكايات والأساطير المصرية القديمة من خلال منظور (بس) كشاهد عيان على التاريخ، وآمل أن أغرس فى نفوس قرائى خاصة الأطفال، تقديرا لمصر القديمة، ويفتنوا بسحر وأساطير وغرائب الحضارة المصرية». 

ولفتت الكاتبة الأمريكية، إلى أن «بس» أصبح فردا من أسرتها المكونة من زوج وثلاثة أبناء وثلاثة أحفاد، بعدما سحرت به أول زيارة لها لمصر، حيث الأرجل الصغيرة واللسان البارز، وأيضا السحر الفريد لمصر القديمة، المتمثل فى معابدها، والذى يتخطى جميع الحدود الوطنية والثقافية. 

وذكرت أن شخصية (بس) كان لها تأثير على الإغريق والرومان والفنيقيين والثقافات الأخرى، لذلك يعتبر مصدر إلهام فى أيرلندا، ووضع بلسانه البارز على أسطح الكاتدرائيات والمبانى فى أوروبا، وامتد تأثيره إلى نيوزيلندا وانعكس فى تحدى (هاكا) الشرس الذى نشأ من محاربى الماورى القدامى، ويستخدمه الآن فريق كرة القدم النيوزيلندى لتحية وترهيب خصومهم، ويعد لغزا ملفوفا فى جسم صغير ممتلئ الجسم. 

وأصدرت جونسون نسختها الأولى من كتابها «قصة بس» وتحكى فيها عن حكايات الإله الصغير فى مصر القديمة، وكيف تم التعرف عليه من خلال مكانته وشكله، فكان عضوا فريدا وشائعا فى العصر القديم على عكس الآلهة الذين ظهروا دائما فى الصورة المثالية المميزة، فكان مُهما بشكل خاص أثناء الحمل والولادة، حيث اعتقد قدماء المصريين أن الأم والطفل هم الأكثر عرضة لخطر القوى الشريرة، فكانت صورته على جدران غرف الولادة، حيث كان يُستخدم كسحر دفاعى نيابة عن الأم والطفل، ولذلك نجده حارسا على كل عمود من الأعمدة الحجرية المحيطة بغرف الولادة بمعبدى دندرة وإدفو، وحظى الكتاب بانتشار واسع خاصة بين الأطفال، وفى عام 2017 أصدرت كتابها المصور عن (بس). 

وتابعت شيلى جونسون: «ارتبط أيضا بالترفيه والضحك والسعادة، وكانت مهرجاناته تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين القدماء، ويتفرد عن آلهة الدولة القديمة الـ42 الرسمية الذين لا يمكن الوصول إليهم إلا من خلال كهنة المعبد، فكان (بس) إلها منزليا متاحا للجميع، دون وساطة كهنة المعبد، ومن أدواره أيضا كونه إلها للخصوبة فقد اكتشف علماء الآثار أخيرا وجود غرفة، يزورها النساء اللاتى يواجهن صعوبة فى الحمل».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك