قال الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن إجمالي استثمارات الهيئة المرتقب تنفيذها على مدار العام الحالي تبلغ 2 مليار دولار، مقسمة ما بين 1.3 مليار دولار تحت مرحلة التطوير، و750 مليون دولار تحت مرحلة الدراسة.
وأكد الخياط في تصريحات لـ"الشروق"، أن تلك الاستثمارات تعادل استثمارات مشروع محطات الطاقة الشمسية بنبان في أسوان، ما يعطي مؤشر ودفعة إيجابية لأي مستثمر، ويوجه رسالة مضمونها أنه مازال الاهتمام بالسوق المصري والرغبة الشديدة من جانب المستثمرين الأجانب، خاصة أنهم يسعون لتكثيف تواجدهم والاستفادة من الموارد المصرية المؤهلة للاستثمار الجيد.
وأوضح أن جائحة كورونا التي تضرب دول العالم المختلف لم تؤثر على أية استثمارات أو مشروعات تنفذها الهيئة خلال الفترة الحالية على الإطلاق، منوها بأن الهيئة تنفذ حزمة مشروعات مختلفة بقدرة تبلغ ألف ميجاوات من الرياح والطاقة الشمسية.
وأكد أن المشروعات التي تتم حاليا مقسمة بين استثمارات حكومية وبعضها تابع للقطاع الخاص ممثلة في ٧٥٠ ميجاوات طاقة رياح تحت التطوير و٢٥٠ ميجاوات طاقة شمسية تحت التطوير، مؤكدًا أن ما يحدث حاليا نتج عنه بعض التباطؤ في تنفيذ المشروعات على مستوى العالم، بينما مصر تسير بخطى منتظمة في ظل اتخاذ وتطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.
وأشار إلى أن المشروعات التي يجري تنفيذها في مصر يطلق عليها تحت التطوير كونها لا تتأثر بتوريد معدات أو تواجد عمالة معينة، بالإضافة إلى أن هناك بعض المشروعات تخضع للدراسة وهذا لا يتطلب التواجد وانما من خلال المراسلات أو الفيديو كونفرانس بين المستثمرين ومؤسسات التمويل المختلفة، بالإضافة للاستعداد للتركيبات، مؤكدا أن مراحل تنفيذ كافة المشروعات تسير بخطى منتظمة ومستقرة.
وأكد أنه سيتم البدء في تركيب الـ٢٥٠ ميجاوات الخاصة بمشروع شركة ليكيلا الفرنسية بمنطقة خليج السويس بنظام البناء والتشغيل والتملك، بالإضافة لمشروع آخر يبلغ ٢٥٠ ميجاوات تابعين للهيئة، حيث من المرتقب أن يبدأ العمل في تنفيذ المشروعين قبل نهاية العام الحالي من خلال أعمال التركيبات.
وفيما يتعلق بالجزء الثاني المتعلق بالدراسات وما إلى ذلك، هناك مشروعين ما بين ٢٥٠ ميجاوات إلى ٥٠٠ ميجاوات وهي عبارة عن تحالفات جزء منها فرنسي _ياباني _ مصري حصل على مشروع ٥٠٠ ميجاواتي، ومنها تحالف إماراتي ايضا.
أما فيما يتعلق بالجزء المختص بالطاقة الشمسية، أكد أنه يجري حاليا تنفيذ مشروع طاقة شمسية لشركة أكواباور السعودية في كوم أمبو، بالإضافة لـ٥٠ ميجاوات ستبدأ الهيئة في تنفيذها العام الحالي بحيث يصل إجمالي ما يتم تنفيذه من قدرات كهربائية لألف ميجاوات في مراحل التركيب.
أما طاقة الرياح فهي تتوزع بين ٢٥٠ ميجاوات خلايا شمسية بدأت التركيبات فيها، بالإضافة للمشروعات الأخرى التي قيد التطوير حاليا، موضحًا أن مشروعات الـ٢٥٠ ميجاوات تبلغ استثماراتها ما بين ٢٥٠ إلى ٣٠٠ مليون دولار ومن المرتقب وصول استثماراتها ٥٠٠ مليون دولار، بالإضافة إلى٢٠٠ مليون دولار طاقة شمسية بما يعني أن الاجمالي يصل إلى ٧٥٠ مليون دولار استثمارات مرتقبة خلال العام الحالي على أن يبدأ تركيبها أيضا.
وشدد على أن الهيية نجحت خلال الثلاث سنوات الأخيرة في إنجاز خطوات كبرى فى ملف تسوية المديونيات المستحقة عليها التي كانت تبلغ مليارات الجنيهات، وهو ما نتج عنه تحسن الوضع المالي، بالإضافة لسير الهيكلة المالية للهيئة بخطى منتظمة جدا علما أن هناك علاقة ثقة متبادلة بين الهيئة والمؤسسات المختلفة مؤخرا سواء المحلية أو الأجنبية.
وتنفذ الهيئة حاليا جميع مشروعات الطاقة المتجددة سواء الشمس أو الرياح بنظام BBO "التملك والبناء والتشغيل"، خاصة بعد وقف العمل نهائيا لجميع المشروعات الجديدة التي يتم طرحها بنظام تعريفة التغذية الذي كان يعتمد على تحديد توفير الأرض للمستثمر وتحديد سعر الكيلو وات الذي تقوم الشركة المصرية لنقل الكهرباء بشرائها إلزاميا وبيعه على الشبكة.
وتستهدف الهيئة التوسع في مشروعات توليد الكهرباء من الشمس والرياح لتلبية احتياجات المواطنين المستقبلية وفقا لاستراتجية الحكومة وخطة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إذ من المتوقع أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى 42% حتى عام 2035، مؤكدا أنه بحلول عام 2022 ستصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة في مصر إلى 20%.
وتتولى الشركة المصرية لنقل الكهرباء، التي تتبع القابضة لكهرباء مصر، شراء الطاقة من كل مصادر إنتاجها سواء الطاقة المتجددة من هيئة الطاقة الجديدة، بالإضافة إلى شراء الكهرباء من المحطات الحرارية المملوكة لشركات إنتاج الكهرباء، بخلاف ما يتم شراؤه من المستثمرين المنفذين لمشروعات B.O.O وB.O.T أبرزها مشروعات بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، وتلتزم الشركة بشراء الطاقة المنتجة منها لمدة 25 عاما.
وتمتلك مصر شبكة كهربائية موحدة بقدرات إسمية تصل إلى 55 ألف ميجاوات، منها فائض يصل إلى 20 ألف ميجاوات، كما تقوم مصر بتصدير طاقة إلى السودان وفلسطين والأردن وليبيا، وتسعى للربط مع السعودية وقبرص واليونان وغيرها من دول الخليج العربى، ويصل متوسط استهلاك مصر من الطاقة خلال فصل الصيف إلى 32 ألف ميجاوات.