وبشكل عام، فإن الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة من فروعه في أفريقيا جنوب الصحراء مجتمعة انخفضت إلى 508 في 2023، من إجمالي 847 هجوماً العام الماضي. غير أن هذا الرقم ما زال يشكل 60 في المئة من العدد الكلي لهجمات تنظيم الدولة على المستوى العالمي-وهي أعلى نسبة بالنسبة لأفريقيا حتى الآن.
وتفيد التقارير بأن تنظيم الدولة يتوسع في شرقي مالي بالقرب من الحدود مع النيجر منذ أبريل وتوسع التنظيم هنا يأتي وسط اضطرابات أمنية وسياسية متواصلة تؤثر على دول الساحل، وتبدي الجماعات المتطرفة حرصها على استغلالها.
وبين يوليو وأكتوبر، نشر تنظيم الدولة تقارير وصوراً تُظهر "حملات عسكرية" زعم التنظيم تنفيذها منذ مايو بهدف "محاربة الجريمة" وتطبيق "العدالة". وبدا أن مواده الدعائية تروج لتطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر، حيث يقوم بدور السلطة المحلية الفعلية.
وفي النيجر، وفي أعقاب انقلاب يوليو العسكري في البلاد، تبنى تنظيم الدولة سلسلة من الهجمات التي تسببت بإصابات بشرية جماعية ضد الجيش في غربي البلاد. وتفيد التقارير بأن هجوماً واحداً وقع في أوائل أكتوبر أودى بحياة قرابة 60 جندياً، وهو ما دفع حكومة النيجر إلى إعلان الحداد ثلاثة أيام.
ومنذ 2014، يتلقى تنظيم الدولة تعهدات بالولاء من جماعات مسلحة في جنوب- شرق آسيا كذلك. وتنشط فروع التنظيم في المنطقة في الجزر الواقعة جنوبي الفلبين حيث تعيش أغلبية مسلمة في الدولة ذات الأغلبية المسيحية.
ومنذ يوليو، تبنت فروع التنظيم 20 هجوماً هذا العام، مقارنة مع سبع هجمات في 2022.
وتبنى تنظيم الدولة أيضاً المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف قداساً كاثوليكياً في جنوبي الفلبين في الثالث من ديسمبر، خارج نطاق الفترة الزمنية التي تنظر فيها إحصائياتنا، وأصدر دعوة للتعبئة والتجنيد في المنطقة.
ما الذي نعرفه عن قادة تنظيم الدولة الإسلامية؟
تكبد التنظيم مؤخراً خسائر فادحة في صفوف قادته.
وخسر ثلاثة قادة مختلفين خلال ما يربو على العام، وجميعهم قتلوا في سوريا خلال الفترة من فبراير 2022 إلى أبريل 2023.
وفي أعقاب مقتل أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية في 27 أكتوبر 2019، تزعم التنظيم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، ثم أبو الحسن القرشي وتلاه أبو الحسين القرشي.
وهؤلاء القادة الثلاثة لا تربطهم صلة قرابة، فاسم العائلة القرشي يشير إلى صلتهم بقبيلة قريش في مكة التي ينحدر منها النبي محمد.
ومنذ إعلان التنظيم عن "الخلافة" من جانب واحد في يونيو 2014، استمر بالإشارة إلى قادته بلقب "خليفة"، وكان أولهم البغدادي.
وفي أغسطس 2023، قدّم تنظيم الدولة زعيمه الجديد، أبو حفص الهاشمي القرشي، لكن لا يُعرف عنه الكثير ولا يزال يتعين عليه إلقاء خطاب القيادة.
وخسر تنظيم الدولة أيضاً بعضاً من قادته البارزين، وبخاصة في سوريا والعراق، معظمهم في ضربات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي أغسطس الماضي، قال الجيش الموزمبيقي إنه قتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، لكن التنظيم نادراً ما يعلّق على مثل عمليات القتل هذه، ما عدا في حالة مقتل "الخليفة" والمتحدث باسم التنظيم.
ما هو تأثير الحرب في غزة؟
يُعتقد أن العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، والمنافسة من التنظيمات الأخرى في بعض الدول ومن بينها الصومال ومنطقتي الساحل وبحيرة تشاد وسوريا، هما من بين العوامل المساهمة في تراجع نشاطات التنظيم.
وتُعتبر الخسائر في صفوف القيادة- والغموض النسبي حول هوية القيادة الحالية- عاملاً رئيسياً أيضاً.
لكن لا تزال هناك المئات من هجمات تنظيم الدولة، وبخاصة في أفريقيا، كما يواصل التنظيم عمله في العديد من الدول من خلال استغلال نقاط الضعف السياسية والأمنية والمجتمعية.
وقد يُنظرُ إلى الحرب في غزة باعتبارها واحدة من هذه "الفرص" من قبل تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات المتطرفة الأخرى، التي قد تسعى لإيجاد طرق لاستغلال الصراع في إعادة توجيه الغضب إلى أعدائها.
وتفيد التقارير الآن بأن قرابة 20 ألف شخص قتلوا وأكثر من 52 ألفاً جرحوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب، التي جاءت بعد أن أدى هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى مقتل 1200 إسرائيلي (وأسر 240 آخرين واحتجازهم كرهائن).
وبينما دعا تنظيم القاعدة المسلمين إلى المشاركة في القتال إلى جانب المسلحين الفلسطينيين، فإن استجابة تنظيم الدولة الإسلامية، المنشورة في جريدة "النبأ" الأسبوعية التابعة للتنظيم، لم تحمل أي إشادة بالفصائل الفلسطينية، ولم تدعُ المسلمين إلى دعم حماس.
وكان التنظيم قد اتهم حماس في السابق بقمع أتباعه في قطاع غزة. وبدلاً من ذلك، ركز تنظيم الدولة على التحريض على تنفيذ هجمات انتقامية على مستوى العالم، من بينها هجمات ضد الحكومات العربية التي اتهمها بـ "حماية" إسرائيل.