كتاب يحاول إعادة الحق لزعيم نسيه المررخون.. الحديدي: لماذا مصطفى النحاس؟ لماذا الآن؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 8:12 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتاب يحاول إعادة الحق لزعيم نسيه المررخون.. الحديدي: لماذا مصطفى النحاس؟ لماذا الآن؟

سامح سامي
نشر في: الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:50 م | آخر تحديث: الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:53 م

لماذا يتجاهل الكثيرون من الكتّاب والمؤرخين مصطفى النحاس وكأنه سقط من الذاكرة الشعبية رغم أنه قاد الحركة الوطنية لمدة 25 عاما متصلة؟
سؤال مباشر وواضح بدأ به الدبلوماسى الدكتور علاء الحديدى كتابه «مصطفى النحاس زعيم الطبقة الوسطى 1927 ــ 1952» الصادر عن دار الشروق. ولعل الإجابة عن هذا السؤال لا يحتاج فقط إلى تبريرات وإنما إلى جرأة فى أن يأخذ النحاس مكانته التى تليق به فى مناهج التعليم المصرى الأساسى والإعدادى والثانوى بل والجامعى.


هذا إذا أردنا أن نعيد الحق إلى الزعيم الذى نسيه المؤرخون كما أكد الدكتور عبدالعظيم رمضان فى كتابه الصادر منذ أكثر من 45 عاما.
يقول الدكتور الحديدى: «فعلى الرغم من أن النحاس باشا لا يحظى بشهرة سعد زغلول أو أحمد عرابى وآخرين، فإن للرجل دورا وتاريخا لا يمكن إنكارهما أو تجاهلهما»، مشيرا إلى نقطة مهمة، وهى أن الدكتور علاء الحديدى لا ينتمى هو أو عائلته لحزب الوفد على عكس ما يعتقد البعض. وهذه نقطة محورية أن النحاس كشخصية تاريخية لها دور بارز فى الحياة السياسية المصرية لا يمكن أن نغلفه داخل حدود حزب الوفد الضيقة.
الجيد فى كتاب علاء الحديدى الذى تقلد العديد من المناصب الدبوماسية حيث كان سفيرا لمصر فى كل من تركيا وروسيا ورومانيا هو طرح ما يريده عبر عدة أسئلة منها السؤال المهم عن ما القاعدة الاجتماعية لزعامة النحاس؟ فقال بوضوح إن دراسته تركز على شخص النحاس باعتباره زعيما سياسيا فى تعامله مع انتخابه زعيما للوفد ثم توليه منصب رئيس الوزراء سبع مرات، وتعاملاته مع الاحتلال البريطانى والقصر الملكى مثل معاهدة 1936 مع بريطانيا وحادثة 4 فبراير الشهيرة عام 1942 عندما حاصرت الدبابات البريطانية القصر الملكى وأخيرا ثورة يوليو وأفول اسم النحاس، دون التطرق إلى سياساته الاجتماعية والاقتصادية إلا إذا كانت ذات صلة مباشرة بالفكرة الرئيسية لهذه الدراسة.
المخيب للآمال ــ والذى يجب أن يعاد النظر فيه حتى يأخذ النحاس وغيره المكانة التاريخية التى تليق به ــ تأكيد الحديدى أن المصادر المصرية فقد كانت أكثر تحديا فى العثور عليها «فالمصادر الأولية مثل محاضر اجتماعات الوزارات المصرية المختلفة، ناهيك عن محاضر اجتماعات حزب الوفد، لم تكن للأسف متوافرة أو موجودة، وهى مشكلة تواجه أى باحث لهذه الحقبة المهمة من تاريخ مصر».
الكتاب يضم 9 فصول هذه عناوينها: مصر فى بديات القرن العشرين، نشأة النحاس باشا وصعوده، الصراع بين الوفد وخصومه، النحاس زعيما 1927 ــ 1930، المفاوضات ثم المعاهدة 1930 ــ 1936، التراجع الكبير 1936 ــ 1942، حادثة 4 فبراير، 1942 ــ 1950: سنوات التراجع والغربة، معركة النحاس الأخيرة ثم الخاتمة التى يقول فيها الحديدى: «مصطفى النحاس الذى تجاهله الكثير من المؤرخين للأسف عن عمد أو دون عمد كان زعيما وطنيا بحق، يجب أن يفرد له ما يستحقه من مكانة ودور فى الحركة السياسية والوطنية المصرية، كغيره من الزعماء الوطنيين الذين لعبوا دورا فى الدفاع عن شعوبهم».
أما اللقطة الأبرز والتى تشكل محتوى الكتاب وهى أن النحاس زعيم الطبقة الوسطى، فى صورة غلاف الكتاب التى التقطت بعد أن هبط النحاس باشا إلى بنى سويف فى أبريل عام 1931، أحد أهم معاقل حزب الوفد فى ذلك الوقت، بهدف حشد الناس ضد مقاطعة الانتخابات البرلمانية.
كان النحاس باشا قد اختار بنى سويف أول محطة له لحث الناس على مقاطعة الانتخابات، بعد أن ألغى إسماعيل صدقى، رئيس وزراء مصر آنذاك، الدستور فى ذات العام، ليعطى مساحة من الحكم المطلق للملك، ويعود صدقى لسياسة الحديد والنار، بينما رأى النحاس أن أفضل طريقة لمواجهة تلك السياسة هى مقاطعة الانتخابات. لكن مرت 12 ساعة والنحاس ورفاقه، فى محطة بنى سويف، حتى غلبهم التعب ونال منهم الإرهاق، ليستلقى النحاس باشا على «دكة« فى محطة القطار، ويستسلم للنوم.
أخيرا يأتى كتاب «مصطفى النحاس»؛ زعيـم حزب الوفد لربع قرن، من منظور العلوم السياسية الـذى يُخضع الوقائع التاريخية للتحليـل معتمدا فى ذلك على مفهوم القوة / السلطة، وهو فى هذا يختلف عن البحث التاريخى بمنهجه التقليدى الذى يسعى إلى الكشف عن أسرار الماضى عبر استقراء الوثائق والمخطوطات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك