أطباء: أهالي المريض اقتحموا قسم الطوارئ بعدما فارق الحياة
مصدر: الأطباء حاولوا إنقاذ المريض بإجراء عملية جراحية ولكنه فارق الحياة بعد ساعتين من دخوله غرفة العمليات
المعتدون تسببوا في حالة من الهلع والفوضى داخل المستشفى.. والأطباء يطالبون بتعويضات

شهد مستشفى معهد القلب بإمبابة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، اقتحام مجموعة من المواطنين لقسم الطوارئ بالمستشفى والاعتداء على الأطباء والممرضين المتواجدين وتحطيم مجموعة من الأجهزة الطبية تقدر بـ20 مليون جنيه، وذلك بعد وفاة أحد أقاربهم داخل غرفة العمليات.

انتقلت «الشروق» على الفور إلى المستشفى، مكان الواقعة، ورصدت حالة التخريب والدمار التي شهدها قسم الطوارئ بمعهد القلب والتقت بالأطباء والمسؤولين في المستشفى الذين أكدوا عدم قدرتهم السيطرة على الموقف بسبب حالة الفوضى التي انتشرت داخل المستشفى بعد اقتحام المعتدين الذين راحوا يدمرون أي شئ أمامهم.

وقال مصدر بالمستشفى، إنه في تمام الساعة الثالثة فجرًا حضر إلى المستشفى مريض يدعى أحمد السعيد عبدالقادر، مقيم روض الفرج، 31 عامًا، مصابا بجلطة حادة في القلب، كان قد تم تحويله من مستشفى النيل، وبعد الكشف عليه تبين أنه في حاجة إلى عملية جراحية عاجلة، وبالفعل تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة وقامت إدارة المستشفى بتمضية شقيق المريض على إقرار بأنها غير مسؤولة في حالة وفاة المريض لأن العملية خطيرة جدًا ونتائجها ضعيفة.

وأضاف أن المريض كان يعاني من انسداد شرياني في القلب وفي أثناء إجراء العملية لم يستطيع جسده التحمل وفارق الحياة بدون وقوع أي أخطاء طبية أو إهمال من قبل الأطباء بل أنهم قاموا بما تتطلب مهنتم منهم من واجبات تجاه المريض.

بعد علم أهل المريض بوفاته تجمعوا أمام المستشفى ثم اقتحموه ودمروا الأجهزة الطبية المتواجدة في قسم الطوارئ وذلك بعد الاعتداء على الأطباء والممرضين وأفراد الأمن المتواجدين أمام البوابات كما تعرض بعض المرضى للاعتداء أيضا.

وأشار إلى أن إدارة المستشفى لم تتحصل على أي أموال أو رسوم من المريض، ورغم ذلك تم استقباله وإدخاله إلى غرفة العمليات لسوء حالته الصحية، وبعد ساعتين من دخوله العمليات فارقت روحه الحياة.

وأوضح سعيد 40 عامًا، يعمل ممرضًا بالمستشفى، شاهد عيان على الواقعة، أن شقيقة وزوجة المتوفى تعملان ممرضتان في مستشفى النيل وقامتا بتحويله إلى معهد القلب بعد علمهما بسوء وتدهور حالته الصحية وبعد علمهما بوفاته أثناء إجراء العملية جمعا عددا يتراوح بين 20 و 25 رجلًا وامرأة، واقتحموا معهد القلب ودمروا قسم الطوارئ وأتلفوا أجهزة تكلفتها من 15 لـ20 مليون جنيه.

وقال سعيد، إن المستشفى دائمًا ما تستقبل الحالات الحرجة التي تعاني في مراحلها الأخيرة، ورغم علم الأهالي بصعوبة الموقف وتدهور حالة المريض إلا أنهم يطالبون بضرورة إنجاح العمليات الجراحية وإذا حدث عكس ذلك فيتم اتهام الأطباء بقتل المريض.

ومن جانبه قال الدكتور ياسر كامل، نائب مدير معهد القلب بإمبابة، إنه قدم بلاغ باسم الهيئة الرسمية للمستشفيات، طالب فيه بحق المرضى الذين تعرضوا للاعتداء وأصابتهم حالة من الهلع والفزع داخل المستشفى وأيضًا الأطباء والعاملين الذي تم الاعتداء عليهم من قبل أهل المتوفى، مطالبا بتعويض مالي من المعتدين بشأن الأجهزة الطبية التي تم تدميرها وإتلافها نتيجة للاعتداء الهمجي الذي وقع من قبلهم.

كما طالب كامل الدولة بتوفير نقطة شرطة في كل مستشفى لحماية المرضى والعاملين بها من مثل هذه الاعتداءات الغاشمة، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات قوية وصارمة ضد المتهمين حتى لا يتجرأ أي شخص آخر بأن تسول له نفسه بارتكاب مثل هذه الجرائم.

ومن جانبها، انتقلت نيابة العجوزة برئاسة المستشار إسلام الخطيب، وسكرتارية التحقيق شريف سمير وخالد السيد، إلى مستشفى معهد القلب وقامت بمعاينة مكان الواقعة، وتم حصر التلفيات التي سببها المعتدين، كما استدعى الطبيبين محمد إمام وأحمد طارق، اللذين أجريا العملية الجراحية التي توفى على إثرها المريض أحمد السعيد عبدالقادر.