قدم الحكم المصري الدولي جهاد جريشة مباراة جيدة إلى حد كبير في كأس العالم 2018، عندما أدارة مباراة إنجلترا وبنما في المجموعة السابعة من مونديال روسيا، والتي انتهت بفوز منتخب "الأسود الثلاثة" بنتيجة 6-1 في أكبر مباراة تشهدا أهدافًا بالمونديال الروسي حتى الآن.

وبعد معاناة كبيرة وسقطات أكبر بتاريخنا التحكيمي بكؤوس العالم السابقة، وأبرزها مباراة إسبانيا وكوريا الجنوبية بربع نهائي مونديال 2002 والتي أدارها الحكم الدولي السابق جمال الغندور، والتي أثارت جدلاً موسعًا بعد إلغاءه هدفين صحيحين للماتادور، ساهما في خروجه أمام البلد المستضيف للبطولة كوريا الجنوبية، شابها بعض الاتهامات بالحصول على رشوة من طاقم التحكيم بأكمله، وهو ما نفاه قطعًا الغندور في تصريح خاص سابق لـ "الشروق"، مؤكدًا أن الهدفين كانا من أخطاء المساعد وليس من ضمن تقديراته، ملمحًا إلى أنه هو من قبل تلك الرشوة.

ومنذ ذلك الحين ضرب التحكيم المصري في مقتل، وسمعته أصبحت سيئة لدرجة أن في مونديال ألمانيا 2006 الذي تلاه لم يختر سوى الحكم المصري عصام عبد الفتاح فقط، وأدار مباراة واحدة فقط طوال المونديال، كان طرفاها منتخبا أستراليا واليابان، وانتهت بفوز منتخب أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد لليابان، وأثار ضجة كبيرة هدف اليابان الوحيد والذي كان مشكوك في صحته، كما اعترض عليه الجهاز الفني الأسترالي واللاعبين، بقيادة الهولندي جوس هيدينك الذي هاجمه بضراوة في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، قائلا: "إن الحكم سيشكر الله لفوز الأستراليين بسبب خطأه".

لتنتهي الثقة بشكل كبير في التحكيم المصري، ويغيب عن بطولتين متتاليتين في كأس العالم، نسختي 2010 في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل، قبل أن يعود جريشة حاملاً لواء إصلاح الصورة السيئة للعالم عن الحكم المصري في مونديال روسيا، وكان له ما أراد بعد انتظار 10 أيام منذ انطلاق البطولة دون أن يحكم أي مباراة، قبل أن يختار لإدارة مباراة إنجلترا وبنما اليوم، ويقدم أداء جيدًا احتسب خلالها ركلتي جزاء صحيحتين للمنتخب الإنجليزي، وقدم مجمل أداء جيد في المباراة برغم الاعتراضات البسيطة من لاعبي وجهاز منتخب بنما، الذي أحرز هدفًا للتاريخ في أول مشاركاته بالمونديال العالمي.

جريشة أعاد الثقة ولو نسبيًا في الحكم والتحكيم المصري، وربما يكون له حظًا في إدارة المزيد من المباريات القادمة في المونديال وربما بأدوار نهائية في المونديال على أمل إكمال الصورة الجيدة واستكمال المستوى الجيد في قادم اللقاءات لإعادة الثقة كاملة في قدرات وإمكانات الحكم المصري.