رغم الأفضلية الواضحة التي يمتلكها منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم في مواجهاته السابقة مع نظيره الإيفواري ، تبدو المباراة بين الفريقين اليوم الاثنين هي المواجهة التي لم يكن يتمناها منتخب "الأولاد" في بداية مسيرته ببطولة كأس الأمم الأفريقية (كان 2019) المقامة حاليا في مصر.
ويستهل الفريقان مسيرتهما في البطولة اليوم بمواجهة مثيرة فيما بينهما على استاد "السلام" بالقاهرة في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة التي توصف بأنها مجموعة "الموت" حيث تضم معهما أيضا المنتخب المغربي إضافة للمنتخب الناميبي وهو الوحيد في هذه المجموعة الذي لم يسبق له الفوز بلقب البطولة.
وتمثل هذه المباراة واحدة من مواجهتين في غاية الصعوبة ينتظرهما كل من الفريقين بل إنها واحدة من ثلاث مباريات غاية في الصعوبة بهذه المجموعة وهي المواجهات بين الفرق الثلاثة الكبيرة في هذه المجموعة فيما ستكون مواجهة كل من هذه المنتخبات الثلاثة مع المنتخب الناميبي هي الأسهل على الأقل من الناحية النظرية.
ويدرك كل من منتخبي جنوب أفريقيا (الأولاد) وكوت ديفوار (الأفيال) مدى أهمية تحقيق الفوز في المباراة الأولى له بهذه المجموعة العصيبة.
ولهذا ، تمثل مباراة الغد مهمة انتحارية لكل من الفريقين في مواجهة الآخر علما بأن كليهما عانى من تغييرات جذرية في السنوات الماضية ولا يخوض البطولة الحالية بأفضل أجياله.
ورغم فوزه بلقب البطولة في 2015 للمرة الثانية فقط في تاريخه ، تراجع مستوى المنتخب الإيفواري بشكل حاد في السنوات الأخيرة نظرا لاعتزال العديد من نجومه البارزين مثل المهاجم الفذ ديدييه دروجبا ولاعب الوسط الرائع يايا توريه ما ساهم في خروج الأفيال صفر اليدين من رحلة الدفاع عن اللقب في نسخة 2017 حيث سقط الفريق في الدور الأول (دور المجموعات) .
ومع غياب المنتخب الإيفواري عن فعاليات كأس العالم 2018 بروسيا ، يتطلع الأفيال إلى المنافسة القوية في النسخة الحالية من البطولة الأفريقية أملا في أن تسهم هذه المشاركة بشكل إيجابي في إعادة بناء الفريق وسمعته على الساحة الأفريقية.
ويقود الفريق في البطولة الحالية المدرب الوطني إبراهيما كمارا الذي يعتمد حاليا على مجموعة من المواهب الشابة إضافة لبعض العناصر التي تمتلك قدرا من الخبرة مثل ويلفريد زاها مهاجم كريستال بالاس والذي يعد حاليا من أبرز العناصر في صفوف الفريق لقدرته على تشكيل إزعاج مستمر لدفاع الفرق المنافسة.
ويبرز بين نجوم الفريق اللاعب سيرج أورييه نجم توتنهام الإنجليزي والذي يمثل مع زاها القاعدة التي يعتمد عليها كمارا في إعادة بناء منتخب الأفيال.
كما يعتمد كمارا على نيكولا بيبي نجم خط وسط ليل الفرنسي والذي قد يشق طريقه في الفترة المقبلة إلى أحد الأندية الكبيرة في أوروبا بعدما أصبح هدفا لكل من باريس سان جيرمان الفرنسي وليفربول الإنجليزي.
ويحلم كمارا بضربة بداية قوية في البطولة الحالية لتساعده في المنافسة على التأهل للأدوار الإقصائية من ناحية ومنح الفريق الثقة التي تساعد في إعادة بنائه.
وفي المقابل، يتطلع منتخب الأولاد أو "بافانا بافانا" إلى مواصلة سجله الرائع في مواجهة الأفيال حيث لم يسبق لمنتخب جنوب أفريقيا أن خسر أي مباراة أمام كوت ديفوار.
ولكن البريطاني ستيوارت باكستر يدرك أن الاعتماد على هذه الإحصائيات والنتائج السابقة لا يفيد في مواجهة فريق كبير مثل منتخب كوت ديفوار وأيضا في بطولة مثل كأس الأمم الأفريقية.
وأكد باكستر مؤخرا أن الثقة هي أحد الأسلحة التي يعتمد عليها فريقه لكن يجب ألا تتحول إلى نوع من الغرور.
ويعلق باكستر آمالا كبيرة في مواجهة الأفيال على الانسجام بين لاعبيه بعد فترة الإعداد في دبي والتي تخللها التعادل السلبي في المباراة الودية أمام المنتخب الغاني.
كما يعتمد الفريق على التفاهم الكبير بين ثنائي الهجوم ليبوجانج موتيبا وبيرسي تاو حيث يمكنهما إزعاج أي دفاع من خلال سرعتهما ونشاطهما الكبير أمام مرمى المنافس.