«العسل الأمريكى».. الحياة الأمريكية بشعارها الجديد «لا للقيم.. نعم للمال» - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:06 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«العسل الأمريكى».. الحياة الأمريكية بشعارها الجديد «لا للقيم.. نعم للمال»

كان ــ خالد محمود
نشر في: الأربعاء 25 مايو 2016 - 11:13 ص | آخر تحديث: الأربعاء 25 مايو 2016 - 1:16 م

- أندريا أرنولد: اكتشفت أمريكا مختلفة أثناء رحلتى مع الفيلم.. وشعرت بالانزعاج وصدمت من مستوى الفقر الذى شهدته

نظرة قاسية من الخارج قدمتها المخرجة البريطانية أندريا أرنولد للمجتمع الأمريكى، التى قامت بتشريح حياته المعاصرة، فيما يشبه بكشف الغطاء عن الوهم الأمريكى الكبير، والحلم المزيف، أندريا فى فيلمها «العسل الأمريكى»، الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الـ٦٩، توغلت بجرأة فى فقر قاسٍ وصادم لامرأة تمثل واقع كثيرات مثلها، وكشفت الحياة الملهاة لشباب اليوم، حيث يقضون يومهم ما بين عبث، وادمان، وسلوك معوج، حتى وهم ذاهبون للعمل، تللك الصورة، التى تصدرها أمريكا على أنها «الحياة المودرن»، جعلتنا أرنولد نشفق عليها ونسخر منها، وذلك عبر لغة سينمائية أكثر حداثة فى ارتباطها بالواقع دون التخلى عن سحر التركيبة الفنية الثرية، سواء بصورتها، أود بأداء شخوصها.

تفتح أندريا فيلمها الذى يقترب من الثلاث ساعات على امرأة اسمها «استار» مع طفليها تعيش حياة بائسة، تسعى لإيجاد أى فرصة لإطعام طفليها وإعاشتهم حياة كريمة، لكنها تفشل فى الوقت التى ترى أمامها مواطنون يلهون، وتبدو عليهم حياة البذخ، وبدوا وكأنهم يعيشون يومهم، فتترك ولديها وتهرب مع مجموعة من المراهقين الشباب والفتيات، الذين يفعلون كل شىءداخل السيارة، وفى الشارع وفى المنزل، ادمان وشذوذ، وعنف وحب، لهم موسيقاهم ولغتهم الخاصة، وغياب اللقيم جزء أصيل من المشهد، انها النظرة الساخرة لحياة بدت بطلتنا مندهشة بها بل وقعت فى هواها واعتادت عليها بل تبنتها، ربما ليس لديها خيار أو طريق آخر، حيث واتتها الفرصة لتعمل معهم فى بيع اشتراكات المجلات عبر الولايات، حيث يسوقون للعقارات والقوارب وغيرها، والمدهش أن هؤلاء الشباب لا يعرفون شيئا خارج عوالمهم، لدرجة لا يعرفون شيئا اسمه الحلم أو الهدف، وقد يبدو السؤال غريبا عليهم إذا ماسألت أحدهم: بماذا تحلم؟!

أندريا المخرجة البريطانية، فى تجربتها الأمريكية الأولى بدت مغايرة تماما عن طريقها فى فيلمها السابق «الطريق الأحمر»، لكنها فى العسل الأمريكى تقدم فيلما كبيرا بدلالته الخاصة للمجتمع الأمريكى، والنظرة العميقة على ما تؤول إليه بين الحين والآخر من أحوال مثيرة ونظريات هشة والتفكك العائلى الذى افترضت أن أمريكا صارت عليه، والواقع أن النظرة من الخارج بالنسبة لأمريكا أهم دولة فى العالم، هو أهم شىء فى الأمر الذى طرحته برصد دقيق وتحليل نفسى لمجتمع صار شعار واقعه اليومى «المال هو كل شىء» بعد أن طلقنا الأحلام والطموحات، أصبح شعاره الجديد الحياة على خير ما يرام.

«العسل الأمريكى» منح الفرصة للمثلة سارة لأن التى جسدت شخصية ستار، لأن تظهر بشكل جديد، وقد تألقت فى تقمصها للشخصية وعبرت بحق عن فكر المخرجة، ومعها من أبطال العمل شيئا لابوف الذى جسد دور جاك، الذى وقع فى غرام ستار، ورفض أن ينجب منها عندما سألته عن المستقبل، فقط قال: إنه يحلم بشراء منزل، وكذلك اجادت الممثلة ريلى كيوج دور المرأة صاحبة العمل التى تروض الجميع، والواقع ايضا ان الفيلم لم يكن العمل الوحيد الذى كشف دراما الحياة الجديدة فى أمريكا، فقدمها من قبل لارس فون ترير، وأنطونيونى، وفيم فيندرز، ثم جاءت أندريا أرنولد، التى اشتهرت بأفلامها الجريئة، التى تصور مصاعب الحياة فى بريطانيا، مثل «فيش تانك» و«ريد رود». وأمضت أرنولد فترة وهى تسافر عبر الولايات المتحدة للتحضير للعسل الأمريكى، وقالت: إنها اكتشفت «أمريكا مختلفة» فى البحث الذى قامت به لتصوير الفيلم الدرامى، وإنها شعرت بالانزعاج وصدمت من مستوى الفقر الذى شهدته.

وأضافت المخرجة التى فازت مرتين بجائزة لجنة التحكيم فى كان عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ بدا الأمر مختلفا عما هو عليه فى بريطانيا، لأنه عندما لا يملك الناس المال فإنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية، ولا يستطيعون القيام بأشياء مثل الذهاب لطبيب الأسنان وما شابه، وهذا سبب لى صدمة حقيقية».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك