محمد عفيفى فى «التفاحة والجمجمة» ساخرا: لماذا لا يأكلنا السمك مرة من نفسه؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:27 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد عفيفى فى «التفاحة والجمجمة» ساخرا: لماذا لا يأكلنا السمك مرة من نفسه؟

كتب ــ عبدالله محمد:
نشر في: السبت 25 مايو 2019 - 2:16 ص | آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 2:16 ص

نجيب محفوظ قال إن السخرية عنده هى لحمه وعظمه، فهو معجون بالسخرية، وتظهر جلية فى كل كتاباته. الكاتب الساخر محمد عفيفى الذى عرف بمقالاته النقدية الممزوجة بالفكاهة والضحك الساخرة من أحوال المجتمع، ويتمتع عفيفى بقلم رشيق قرأناه فى كتبه العديدة ومنها «ابتسم من فضلك»، و«ابتسم للدنيا»، و«ضحكات عابسة»، و«ضحكات صارخة»، أو فى رحلاته: «سكة سفر»، ومن قصصه «أنوار»، و«بنت اسمها مرمر» التى تحولت إلى فيلم سينمائى، ورواية «التفاحة والجمجمة»، وكتابه الشهير «ترانيم فى ظل تمارا». يقول فى كتابه للكبار فقط: «إذا مات رجل من شدة الجوع فهذا لا يرجع إلى شىء سوى أن رجلا آخر قد مات فى نفس اللحظة من فرط الشبع... !».

فى روايته «التفاحة والجمجمة» الصادرة عن دار الشروق تعد الأولى من نوعها حيث تأتى كأول رواية فكاهية طويلة للمؤلف الذى تخصص فى كتابة المقال الفكاهى، والتى تحكى عن جزيرة بعيدة يحيطها البحر من أربعة جوانب، عليها بعض الجماجم والعظام التى توحى بأقدمية حياة كانت هنا، وأن بعض البشر أتوا هنا. لكنهم لم يغادروا فغادرتهم أرواحهم فتحلل جسدهم وبقيت عظامهم، فعلى تلك الجزيرة المكونة من كومة بسيطة وصغيرة نجد أشجار التفاح الضخمة الذى لا تنتهى ثماره، متسائلا: «فماذا يمكن أن يحدث لنا؟ تنقلب المركب فيأكلنا السمك؟ أكلناه كثيرا فلماذا لا يأكلنا مرة من نفسه؟ وماذا لو تحولت من أكل للبروتين إلى جزىء بروتين فى خلية سمكة؟ ما الفرق فى النهاية بين أن أعيش فى خلية أو فى الغلاف الجوى لكوكب؟».
الرواية مغلفة بالطابع الساخر إلا أنها فلسفية ذات رموز متعددة، فهى تعبر عن تاريخ الإنسان، متمثلا فى التحولات الجذرية التى تطرأ على الإنسان، تساهم فى تحوله بل يتم برمجته وإعادته لطينة أخرى غير التى جبلت بها هيئته، فالبعد عن التاريخ أو الجذور التى هى حضارة كاملة، يسبب التأثر السهل، بل يؤثر المجتمع بقوانينه فيتحول الإنسان إلى حيوان لا يهمه سوى الغذاء والجنس.
توحى تلك القوة سواء فى قوة الجسد أو قوة ذات أبعاد مسلحة سواء بدائية أو متطورة، لتوحى بمرور شبح التطور الذى غدا هو المسيطر (السلاح) أو ما نراه الآن من (قوة نووية فتاكة) هى التى قد تهدد، انتقال مركز القوة من شخص لآخر تولد صراعا متراكما فى ذيل التاريخ يبين لنا من خلال أحداث الرواية، أن سلطة يخلفها عبودية ذات حبيسة وراء كل هذا الستار فيستعبد الإنسان أخاة الإنسان على هذه الجزيرة. نتعرف فى الرواية على المهندس أحمد الذى ستمكنه أحداث الرواية من الظفر بكل شىء، السلاح بما يتيحه من سلطة، والمرأة بما تبعثه من حب، وسيهتدى إلى الوسيلة المناسبة لمغادرة الجزيرة، بفضل نعمة العقل.

تأتى الرواية مقدمة بلغتها العربية الوجيزة تتلاحم معها العامية مكونة نسقا متناغما على إيقاع جذاب يشد القارئ إلى القراءة عن قصة أشخاص تحطمت سفينتهم فى عرض البحر وكتب لهم النجاة، على جزيرة مهجورة، فنتعرف على أشخاص مختلفين، فتجبرهم الحياة على التعايش مع بعضهم البعض لتسير الحكاية وتسير الأمور والعقبات التى قد تواجههم على هذه الجزيرة.

حب التملك والسيطرة السلطوية بدأ يظهر حين شعر الجميع بحب الامتلاك والسيطرة على ظاظا والزواج منها بطرق شتى فهى تلك الجميلة التى تتميز بالدهاء وكثيرة العشق، بينما على النقيض يظهر هذا المهندس الذى يشعر بالضجر من كل هذا فيهرب دائما من كل تلك الصراعات التى راح ضحيتها فى النهاية كرشة مساعد الحاج طلبة. وعلى الرغم من أن ذلك فقد كان أذكاهم عقلا وذا حس فكاهى، كان سببا فى إضفاء جو منعش للجميع على تلك الجزيرة. أربع شخصيات على جزيرة منعزلة تماما: فهذا الحاج طلبة حسنين ومساعده كرشة، والمهندس أحمد عبدالغفار، مهندس سفن، وتوتو، والممثلة المشهورة عزيزة فهمى الشهيرة بـزازا، ويلاحظون بعض الأمور الغريبة على تلك الجزيرة المسكونة بالسحر والجن، حيث تنمو كل من الأظافر والشعر بشكل سريع، وشجر التفاح لا ينقص ثمرها، وتلك الثمار تنمو بشكل سريع جدا، وعقارب الساعة تقفز كلمح البصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك