أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، صباح اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "جهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة" بمقر الدار على كورنيش النيل، بمشاركة الدكتور إسحاق عجبان، والدكتور ضياء جاد الكريم، والدكتور مينا رمزي.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد الدكتور أسامة طلعت على أهمية توثيق تراث مصر، مشيرًا إلى أن دار الكتب تحرص على مواكبة الفعاليات القومية، مؤكدًا أن مصر من أوائل الدول التي تسعى لاعتماد تراثها لدى اليونسكو لما تزخر به من قيمة تاريخية وإنسانية.
وأشار طلعت إلى أن مصر احتضنت العديد من الأنبياء، وكان من بينهم السيد المسيح عليه السلام الذي لجأ إلى مصر مع عائلته هربًا من بطش الرومان، مؤكدًا أن مصر لا تزال مثالًا للضيافة والاحتواء، كما كانت منذ آلاف السنين.
من جانبه، تحدث الدكتور إسحاق عجبان عن رحلة العائلة المقدسة بوصفها حدثًا إنسانيًا وتاريخيًا فريدًا، موضحًا أن الرحلة باركت مصر وأهلها وأسست لحراك ثقافي وديني تجلى في بناء الأديرة والكنائس وظهور الفنون والاحتفالات القبطية.
وأوضح عجبان أن الرحلة ليست مجرد هروب، بل كانت لها رسالة في أرض مصر، داعيًا إلى تفعيل القيم المستلهمة منها، مثل حماية اللاجئين والإيمان بالعناية الإلهية ومساعدة الإنسان لأخيه الإنسان.
فيما استعرض الدكتور ضياء جاد الكريم جهود وزارة الآثار منذ عام 2016 في توثيق وتطوير مواقع مسار العائلة المقدسة، مشيرًا إلى تشكيل لجنة شاملة، وحصر المواقع بدقة، وتطويرها سياحيًا وأثريًا، من بينها كنيسة أبو سرجة وشجرة مريم ودير درنكة.
وأضاف أن اللجنة وفرت خدمات متكاملة، وأعدت كتيبات تعريفية، وساهمت في تسجيل المسار لدى اليونسكو والإيسيسكو، مشيرًا إلى أعمال ترميم كبيرة مثل التي جرت في أديرة وادي النطرون، وبناء فندق ضيافة في سمالوط.
واختتم الدكتور مينا رمزي كلمته بالإشادة بجهود الدكتور أسامة طلعت إبان رئاسته لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، مؤكدًا الدور التوثيقي الذي تقوم به دار الكتب في تسجيل مسار العائلة المقدسة ضمن الذاكرة الوطنية.