كيف يطور المخ مشاعر الحب مع التقدم في العمر؟ - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يطور المخ مشاعر الحب مع التقدم في العمر؟

منار محمد:
نشر في: الأربعاء 26 فبراير 2020 - 4:08 م | آخر تحديث: الأربعاء 26 فبراير 2020 - 4:08 م

"الحب" من الأشياء التي تُبدل حياة الإنسان؛ لأنها تمنحه شعورًا بالسعادة والرغبة في الإبداع، ولا يقتصر هذا الأمر على الكبار فقط، بل أن التأثير الإيجابي للحب يظهر في الصغر أيضًا، فكيف تطور الأدمغة الحب مع التقدم في العمر؟

يقول ريك هانسون، عالم نفسي وكبير زملاء مركز العلوم بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إن البشر هم أكثر الكائنات ميلًا للحياة الاجتماعية على وجه الأرض.

وأضاف أن الإنسان لديه قدرة كبيرة على التعاطف والتواصل والصداقة والرومانسية، ولكن في الوقت ذاته لديه قدرة مماثلة على القسوة العاطفية والسادية والحسد والغيرة، وكل ذلك يجتمع في عقل واحد ويتطور مع التقدم في العمر.

وأكد أن الدماغ البشري تطور على مدار السنوات الماضية، ومع نمو المخ وتغيير البيئة كانت الطفولة بحاجة إلى أن تكون أطول من السابق؛ لأن قديمًا كان الطفل يتولى مهمة الصيد حتى يجد طعامه، أما الآن فالطفولة عبارة عن دراسة ولهو، ولهذا لم يعد المخ يركز على العنف والسادية، بل على إقامة روابط قوية مع الزملاء والوالدين وتكوين مجموعات اجتماعية، ومع السنوات انتشرت جينات الترابط والتعاون داخل الجينوم البشري، وذلك وفقًا لموقع "Psychology today".

وأوضح أن العوامل الجسدية والاجتماعية والنفسية تعزز إقبال المخ على الترابط العاطفي منذ الطفولة، ولكن بجانب ذلك يوجد مادتين كيميائيتين داخل الدماغ، وهما "الدوبامين" و"الأوكسيتوسين"، كلاهما ناقلان عصبيان يساعدان في إظهار المشاعر ويتواجدان في جميع الثدييات، ولكن يعملان بشكل أكبر عند البشر، ويساعدهما في هذه المهمة هرمون "تستوستيرون" حينما يصل الإنسان لمرحلة الزواج.

وأشار إلى أن "الدوبامين" تزيد كمية إفراز المخ له على مدار سنوات العمر، ويبدأ منذ الولادة ويساعد الطفل في تكوين روابط مع والدته وعائلته، ثم مع الوقت يتطور ويساعد في إنشاء علاقات عاطفية.

وقال إنه بمجرد أن ينشط "الدوبامين" يشعر الإنسان بالحب والهدوء النفسي وتعمل مراكز المتعة في العقل وهو ما يحدث تمامًا عند استخدام الكوكايين، لأنه حينها ينشط جزئين من الدماغ، وهما "tegmentum" و"Caudate" لمنح العقل السعادة، ولكن في حالة رفض الإنسان للحب ينشط جزء من الدماغ أيضًا، ويطلق عليه "insula"، وهو الجزء الذي ينشط عند حدوث ألم جسدي، ولذلك الحب أصبح مرتبطًا بالسعادة والألم.

وأوضح شيلي تايلور، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن الإنسان حينما يكون في حالة شهوة، فإن هناك أنظمة أخرى تنشط في الدماغ وخاصةً منطقة تحت المهاد واللوزة، حيث إن هذه المناطق تتعامل مع التفاعل العاطفي وخاصة التخيل الذي يصاحب الوقوع في قصص الحب عادةً.

وقال إن الأوكسيتوسين له دور أيضًا في تطور الحب في الدماغ، لأنه يعزز الترابط بين الأم والطفل، وهذا يساعد في إبقاء الطفل على قيد الحياة، وهذا الهرمون ينشط بشدة خلال الرضاعة الطبيعية ويؤدي إلى شعور الطفل بالراحة والسلام حينما يقترب من الأم لتناول طعامه.

وأضاف أن النساء لديهن "الأوكسيتوسين" أكثر من الرجال بسبب عملية الإنجاب، وهذا يجعلهن أكثر احتياجًا للعاطفة والمشاعر، ولكن بعيدًا عن نسبته، فإنه ينشط كثيرًا حينما يكون هناك ملامسة للجسم مثل تبادل الأحضان أو العناق الطويل أو العلاقة الزوجية، كما يزيد إنتاجه أيضًا عند الرقص، حسبما ذكر موقع "Fredericksburg".

وأوضح أن "الأوكسيتوسين" يساعد الإنسان أيضًا على التواصل الاجتماعي مع التقدم في العمر ويخفف من الإجهاد العصبي، مشيرًا إلى أنه حينما تنشط الهرمونات السابقة وتشعل بعض المناطق في الدماغ يأتي دور المخ في زيادة إنتاج هرمون "تستوستيرون"، وهو عامل رئيسي في الدافع الجنسي عند الرجل والمرأة، وله دور فعال في الرغبة بالزواج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك