8 خطوات يدوية بدائية وراء صناعة العسل الأسود بالمنيا - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

8 خطوات يدوية بدائية وراء صناعة العسل الأسود بالمنيا

ماهر عبد الصبور
نشر في: الأحد 26 مايو 2019 - 1:11 م | آخر تحديث: الأحد 26 مايو 2019 - 1:13 م

العسل الأسود يعالج الأنيميا وفقر الدم ويسهم في زيادة الدخل القومي


تشتهر محافظة المنيا بإنتاجها للعسل الأسود، والذي يسهم في الدخل القومي بنسبة كبيرة.

وعلى الرغم من أنه سلعة هامة للمواطن المصري وصحته، وتعمل على زيادة الدخل القومي كونها يعمل بها عدد كبير من أبناء المحافظة المنيا، إلا أن التكنولوجيا لم تعرف له بابا حتى الآن ويقف الروتين حائلا بينه وبين الترخيص لأصحاب العصارات التي تنتجه.

ويقول الحاج رفعت الطايع، صاحب أكبر عصارة قصب بقرية أبشادات مركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، أن العسل الأسود يمر بنحو 6 مراحل، تبدأ بتجميع المحصول من الزراعات وتحميله في مكان مُعَد لذلك أمام العصارة، ثم عصره ليمر عبر مواسير ويتم وضعه في مكان للتصفية الأولى، ثم وضعه في الغلايات للطهى، وفيها يمر العصير بـ8 غرف كل منها تؤدي للأخرى حتى ينتهي بالغرفة الأخيرة وهى غرفة الطهي، وتصل درجة حرارتها نحو 200 درجة مئوية على الأقل، وفيها يتحول العصير إلى عسل، ويمر منها لأحواض التبريد تمهيدا لتعبئته.

وقال طارق محمود، بقطاع البيئة بمركز ملوي إنه يوجد حوالي 118 عصارة بمركزي ملوي وديرمواس فقط، منها 78 عصارة في مركز ملوي وتوابعه، المرخص منها 33 فقط، وقد صدر أمر من محافظ المنيا أخيرا بإغلاق جميع العصارات غير المرخصة حتى تؤثر على كميات القصب التي يتم توريدها لمصنع السكر بأبوقرقاص، باعتبار أن السكر من السلع الاستراتيجية، موضحا أنه مع بدء موسم العصارات يتم تحرير محاضر للمخالفين، وغير المتوافقة مع البيئة.

وأكد الدكتور أبو الخير سرحان، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أنه يتم صناعة العسل الأسود من محصول القصب بنسبة حوالي 10 % من إنتاجية المحصول، وهناك إقبال شديد على العسل كمنتج غذائى متكامل، مضيفا أنه نظرا لأهمية منتج العسل وانتشار زراعة القصب بمركزي ملوى ودير مواس الذي تتميز به المنيا، فقد شرعت وزارة الصناعة في تجهيز مصنع للعسل بمنطقة تونا الجبل منذ 8 سنوات، ولكنه لم يعمل حيث إن تكلفة تشغيله تفوق وارداته، نظرا لأنه يعمل بالسولار وهو مكلف مقارنة بالعصارات البدائية التي تستخدم مخلفات عصر القصب المعروفة باسم «المولاس» كوقود، وهو ما ترتب عليه عزوف الفلاحين عن الذهاب بمحصولهم لعصره لتفادي تكلفة النقل رغم أنه تم تجهيزه وإمداده بتقنيات حديثة.

وقام اللواء عصام بديوي، محافظ المنيا السابق، بعمل جولة داخل المصنع، والتواصل مع وزارة الصناعة المالكة للمصنع، وتم نقل ملكيته للمحافظة.

وتعد صناعة «العسل الأسود» من أهم الصناعات البدائية الصغيرة، التي يتميز بها أبناء محافظة المنيا، التي تتميز بالإنتاجية العالية.

وقال أبو الخير، إن التقارير الصادرة عن وزارة الزراعة، تفيد بارتفاع إنتاجية «العسل الأسود» بالمنيا، إلى 300 ألف طن سنويا، مايعادل 700 ألف قنطار، بقيمة 200 مليون جنيه سنويا، الأمر الذي أدى إلى الاكتفاء الذاتي داخليا، وتصديره للدول الخارجية، الأمر الذي يساعد في دعم الاقتصاد الوطني.

وقال حسن عبد الهادي، أحد أصحاب العصارات، إن فترة الإنتاج تبدأ من أول أكتوبر حتى منتصف شهر مايو من كل عام، في أعقاب حصاد قصب السكر، ويعمل بكل عصارة أكثر من 20 عاملا، وطالب بضرورة اهتمام الدولة بتلك الصناعة الصغيرة والبدائية، حيث تقام العصارة على مساحة 500 متر، وتضم ماكينات للعصير وإزانات للطهي وأحواض للتجميع والتعبئة، لافتا إلى أن عملية الإنتاج تبدأ بتجميع محصول قصب السكر من الحقول، سواء من خلال الشراء المباشر أو التعاقد مع أحد المزارعين على نقل المحصول للعصارة، مقابل الحصول على 80% من المنتج و20% لمالك العصارة، ويلي ذلك تحويل المحصول إلى عصير ووضعه في إزانات للطهي، حيث يتم تجميع المولاس ومخلفات الحصاد لإشعال النيران، وعقب الطهي يتم نقل العسل لأحواض للتجميع ومنها للتعبئة.

وأشار هاني محمد إسماعيل، أحد المنتجين، إلى أن صاحب العصارة يشتري المحصول من المزارع بـ20 ألف جنيه للفدان، لإنتاج ما يتراوح بين 130 و140 قنطار عسل أسود، بقيمة 270 جنيها للقنطار- (القنطار 45 كجم)، وجاء ارتفاع أسعار العسل الأسود بسبب تعويم الجنيه من 4 إلى 10 جنيهات للكيلوجرام الخام قبل التعبئة، مطالبا بضرورة اهتمام الدولة بتلك الصناعة ودعمها فنيا وإداريا.

وأضاف محمد عبدالرازق، نائب رئيس جمعية تنمية وتطوير العسل الأسود الأسبق بالمحافظة، أن مسؤولي المحافظة لم يوافقوا على إصدار تراخيص لأصحاب العصارات، ما جعل 90% منها من الباطن دون أوراق ثبوتية، رغم مطالبة التأمينات والضرائب لأصحاب العصارات بسداد مستحقات سنوية.

وكشف عبدالرازق عن تعطيل قرار المحافظ الأسبق أحمد ضياء الدين رقم 435، الخاص بإجراءات الترخيص، مطالبا بالاهتمام بتلك الصناعات الصغيرة، والتي تساهم في دعم الاقتصاد المصري، ويُعرف العسل الأسود محليًا بأنه حلوى الشعب، ويستمتع المصريون في الغالب به لا سيما على الإفطار بمزجه مع الخبز والطحينة أو تناوله كما هو، ويرى كثير من المصريين أن العسل الأسود بديل صحي للسكر، كونه من الأطعمة الشعبية التي تعالج فقر الدم والأنيميا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك