قال الموسيقار ناير ناجي، إن الفترة الحالية تتطلب الجمع بين ألوان موسيقية والخروج بمشاريع مختلفة تجذب شرائح متنوعة من الجمهور.

وتحدث ناجي لـ"الشروق" حول مشاركته خلال هذا الشهر في حفلات صوت السينما، التي يحيها الفنان مدحت صالح والمطربة ريهام عبدالحكيم، كقائد للأوركسترا.

وقال ناجي إن هناك أعمال فنية تعتمد على ما هو ثقافي، وأخرى مبنية على ما هو للتسلية.

وأضاف أن الفارق بين الأعمال المبنية على الثقافة والأخرى المبنية على التسلية يكمن في أن الثقافة قائمة على أعمال ذات قيمة فنية مرتفعة بها مجهود ومصنوعة بدقة احترافية، وأسس علمية، لكن التسلية تقوم على أعمال ذات قيمة منخفضة إلى حد ما، وتعتمد على الهواية دون دراسة كاملة أو كافية.

وأوضح أن الأعمال القائمة على التسلية تنتشر أسرع بكثير لأنها أسهل على المتلقي، وتستهدف المستمع الذي لا يبحث عن قيمة فنية غالبا، وأرى أن هذا المشروع يجمع بين القسمة الثقافية والتاريخية وبين التسلية المحببة للجمهور، وهي نقطة هامة جدا في اختيار الأعمال الخاصة بمشروع صوت السينما.

المايسترو ناير ناجي، هو فنان وموسيقي مصري ذو خبرة كبيرة في مجال الموسيقى الكلاسيكية، حيث درس في معهد الكونسرفتوار بالإسكندرية على يد المدرسة الإيطالية هيرتا بابو، واستكمل دراسته في القاهرة، كما حصل على أعلى شهادة تخصصية للعزف على آلة البيانو ونظريات الموسيقى من الكلية الملكية بلندن، كما درس على يد المايسترو دومينيك رويتس.

كما حصل على دبلوم القيادة الموسيقية من ليكول نورمال بباريس، ورغم كل ذلك حريص للغاية على دعم الثقافة الموسيقية المصرية وتقديم نماذج مختلطة من الموسيقى في تجارب وأشكال جديدة.

وعن سبب ذلك قال: "مهتم بالثقافة المصرية لأنها جزء من ثقافتي كمواطن مصري، صحيح أن دراستي كانت في الموسيقى الغربية، لكن الهوية المصرية هي جزء مني في النهاية، لذلك مهتم بالتنويعات الموجودة في الأغاني المقدمة والتوزيعات الخاصة بالأغاني في تخصصي، وهي التوزيعات الأوركسترالية".

وأضاف: "الثقافة المصرية والشرقية لابد وأن تكون متواجدة، ولا أقصد بذلك القديم فقط، لكن الجديد أيضا، ولكن تواجدها بشكل مكثف ومقدم بطريقة محترفة تجذب لها فئات عمرية وطبقات متنوعة".

أما عن سبب مشاركته في مشروع "صوت السينما"، قال ناير: "السبب الأساسي والأول هو اختيار الفنانين، يجب أن يكونوا على مستوى فني عالي، وبالطبع لا يوجد أفضل من مدحت صالح وريهام عبدالحكيم وسعيد بالعمل معهما، أيضا التنظيم الإداري مهم جدا؛ لأنه عامل من العوامل الأساسية لنجاح أو فشل أي مشروع، وهو ما وجدته متوفراً في هذه التجربة".

اختتم ناير حديثه: "لا نستطيع وقف ما يحدث أو التنظير على أذواق الآخرين، لكن يجب علينا وضع بديل جيد لكي يذهب له الجمهور، وأرى أن هذه الحفلات مختلفة وذات مذاق خاص، وذلك ما أعتقد أنه يميزها عن غيرها، وأنها تحترم أذن الجمهور، ويوجد بها مجهود كبير جداً في التوزيعات الموسيقية".

يذكر أن شركتي RMC لاستشارات والتسويق ومجموعة قنوات MBC، نظمت مؤتمر صحفيا لإعلان تفاصيل حفل "صوت السينما"؛ وذلك بحضور الفنان مدحت صالح، والمطربة ريهام عبدالحكيم، والمايسترو ناير ناجي، كما تم الإعلان عن طرح يوم إضافي للحفل بعد نفاد مقاعد اليوم الأول، ليستمر الحفل يومي 29 و30 أكتوبر الجاري، والمقرر إقامته في قصر عابدين.

وتقوم فكرة مشروع "صوت السينما" على تقديم أشهر الأغاني في الأفلام المصرية التي طالما لاقت إعجاب ومتابعة من جماهير الوطن العربي لأشهر الفنانين في السينما المصرية، من خلال إعادة توزيع الأغاني بتوزيع أوركسترا القاهرة السيمفوني، في مزج بين الأصوات المصرية والموسيقى الكلاسيكية.

وقال ناجي، خلال المؤتمر، إن الموزع أحمد الموجي ساهم في تحضير 25 أغنية كلاسيكية لتقديمها بشكل حديد خلال حفل "صوت السينما"، ومن المقرر أن يتضمن الحفل مجموعة من موسيقى الأفلام بتوزيع أوركسترالي جديد، منها "عشانك يا قمر" لعبدالحليم حافظ من فيلم "أيام وليالي"، و"قلبي دليلي" لـ ليلى مراد من فيلم «قلبي دليلي»، و"الدنيا ريشة في هوا" لسعد عبدالوهاب من فيلم «علموني الحب»، وغيرها من الأغاني المميزة.