"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {10} يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {11}".

من منطلق الآية الكريمة، تستعرض "الشروق" في النصف الثاني من شهر رمضان، سلسلة" نباتات القرآن" عن الفوائد العظيمة التي أثبتتها الدراسات العلمية للنباتات التى اصطفاها الله بذكرها في القرآن الكريم.

نستعرض في الحلقة الحادية عشر من السلسلة، القيمة الغذائية والعلاحية المبهرة للعسل حسبما أثبتته الدراسات العلمية، السريرية، وبينها دراسات لعلماء إيرانيين نشرت عام 2017.

* العسل في القرآن الكريم

كرم الله تعالى العسل بذكره في القرآن الكريم بوصفه بالشفاء، يقول تعالى في سورة النحل: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

ووصف الله عز وجل العسل من طعام اهل الجنة، فيقل في سورة محمد:" فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى".

* التاريخ الطبي للعسل

تظهر الأدلة من لوحات العصر الحجري أن علاج المرضى بالعسل وكذلك مخطوطات وألواح وكتب قديمة في الخسارة السومرية والبرديات المصرية والقرآن الكريم.

* مكونات العسل الغذائية والعلاجية

كشفت الدراسات مؤخرا أنه تم التعرف على ما يقرب من 300 نوع من العسل، والتي ترتبط بأنواع مختلفة من الرحيق التي يجمعها نحل العسل.

إلى ذلك أثبتت الدراسات أن مكونات العسل لها تأثيرات مضادة للأكسدة، ومضادات الميكروبات وللالتهابات والسرطان.

* الأنشطة البيولوجية للعسل

مضادات الأكسدة في العسل تعترض الجذور الضارة الناتجة عن بعض التفاعلات في الجسم قبل أن تتسبب في ضرر، وتستخدم كل من المواد الأنزيمية وغير الأنزيمية للعسل في مضادات الأكسدة الوقائية.

وترتبط قدرة العسل على الخصائص المضادة للأكسدة في لمعانه، لذلك فإن العسل الغامق يحتوي على قيمة أعلى من مضادات الأكسدة.

وأثبتت الدراسات أن المركبات الفينولية تعتبر العامل الرئيس المسؤول عن النشاط المضاد للأكسدة في العسل، ولديه القدرة على العمل كمضاد أكسدة غذائي.

* نشاط مضادات للالتهابات

تعتبر العوامل الرئيسية للنشاط العسل المضاد للميكروبات هي تفاعل أكسدة الجلوكوز الإنزيمي وبعض جوانبه الفيزيائية.

ولا يساعد العسل في نمو البكتيريا بسبب خصائصه التي بينها انخفاض الماء وحموضة الماء وأكسيداز الجلوكوز وبيروكسيد الهيدروجين، كما يعمل كمقوي للمناعة.

* الخصائص الطبية للعسل

يعتبر العسل أقدم عامل معروف لشفاء الجروح عندما فشلت بعض المواد الكيميائية الحديثة في علاجه، حيث أظهرت الأبحاث التجريبية المزيد من الوثائق التي تدعم استخدامه في التئام الجروح بسبب نشاطاته الحيوية بما في ذلك مضادات البكتيريا والفيروسات والالتهابات ومضادات الأكسدة.

العسل يعمل كمحفز لإصلاح الأنسجة، وتنشيط الاستجابة المناعية للعدوى، كما تم الإبلاغ عن تحفيز الخصائص الأخرى للاستجابة المناعية بواسطة العسل، لذا فهو يعالج الجروح الحادة وحتى الحروق السطحية والجزئية الخفيفة إلى المتوسطة

* العسل ومرض العسكري

هناك أدلة قوية تشير إلى الآثار المفيدة للعسل في علاج مرض السكري، بوجود آفاق علاجية لاستخدام العسل أو غيره من مضادات الأكسدة القوية كعامل مساعد للأدوية المضادة لمرض السكر في السيطرة على اامرض.

ففي إحدى التجارب السريرية لمرض السكري من النوع الأول والثاني، ارتبط استخدام العسل بمؤشر نسبة السكر في الدم أقل بشكل كبير من السكروز أو الجلوكوز في مرض السكري من النوع الأول والطبيعي.

وفي مرضى السكري، يمكن أن يسبب العسل انخفاضًا ملحوظًا في مستوى الجلوكوز في البلازما، وقد لا تقتصر التأثيرات العلاجية للعسل في تدبير مرض السكري على التحكم في نسبة السكر في الدم فحسب، بل قد تمتد إلى التخفيف من أمراض المضاعفات الأيضية المرتبطة بها.

* العسل والسرطانات

تشير الدراسات الحالية إلى أن العسل قد يمارس تأثيرات مضادة للسرطان من خلال عدة آليات.

يمتلك العسل خاصية مضادة للسرطان من خلال تداخله مع مسارات إشارات الخلايا المتعددة، بما في ذلك إحداث موت الخلايا والمسارات المضادة للطفرات ومضادات التكاثر ومضادات الالتهاب.

ويعدل العسل الاستجابات المناعية لمنع تكاثر الخلايا السرطانية، والحث على موت الخلايا لعدة أنواع من السرطان مثل سرطان الجلد، الغدة الظاهرية، عنق الرحم ، بطانة الرحم ، الكبد، القولون والمستقبل، البروستاتا، الخلايا الكلوية، المثانة ، الرئة، العظام، الثدي وسرطان الدم.

* العسل والربو

يشيع استخدام العسل في الطب الشعبي لعلاج الالتهاب والسعال والحمى، كما يعمل كعامل وقائي لمنع تهيج الربو.

تم علاج التهاب الشعب الهوائية المزمن والربو القصبي عن طريق تناول العسل بالفم في تجارب حيوانية، حيث ظهر أنه يخفف بشكل فعال التهاب مجرى الهواء.

* العسل وأمراض القلب والأوعية

تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في العسل مثل الفلافونويد ، البوليفينول ، وفيتامين ج، على انخفاض خطر الإصابة بفشل القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة باضطرابات القلب التاجية.

إلى ذلك أظهرت العديد من الدراسات أن بعض أنواع بوليفينول العسل لها وظيفة دوائية واعدة في الحد من اضطرابات القلب والأوعية الدموية، وأنه يجب الشروع في الأبحاث والتجارب السريرية في المختبر وفي الجسم البشري لزيادة التحقق من صحة هذه المركبات في التطبيقات الطبية.

* العسل والأمراض العصبية

يعمل العسل على إزالة القلق، ومضاد الاكتئاب، ومضاد الاختلاج، والتأثيرات المضادة للالتهاب، ويخفف من المحتوى التأكسدي للجهاز العصبي المركزي.

وتقترح العديد من الدراسات التي أجريت أن بوليفينول العسل له خصائص منشطة الذهن ووقائية للأعصاب، والوقاية من السمية العصبية والشيخوخة، ومقاومة الالتهاب العصبي، واضطرابات الذاكرة.

* العسل وأمراض الجهاز الهضمي

اقترحت الدراسات أن العسل مفيد في حالات مختلفة من أمراض الجهاز الهضمي، مثل اضطرابات دواعم الأسنان واضطرابات الفم وعسر الهضم ، وعلاج الجفاف الفموي، ومبيدا للجراثيم داخل الفم.

إلى اللقاء في الحلقة الثانية عشر..

اقرأ أيضا:

النبات في القرآن (10).. القثاء.. نظام غذائي يخفف الإمساك ويحافظ على وزن الجسم