«الشروق» تتحقق.. هل أصدرت السعودية تعميما بعدم ملاحقة غير المحجبات؟ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الشروق» تتحقق.. هل أصدرت السعودية تعميما بعدم ملاحقة غير المحجبات؟

أحمد علاء
نشر في: الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 - 4:05 م | آخر تحديث: الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 - 4:18 م

بالتزامن مع احتفال السعودية بيومها الوطني، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لما قالوا إنه تعميم، زعموا صدوره عن وزارة الداخلية بمنع ملاحقة المواطنات والوافدات اللاتي لا يرتدين الحجاب بالتزامن مع اليوم الوطني للمملكة.

 تحرت "الشروق" عن حقيقة هذا التعميم المتداول، وتبين عدم صحته وسبق تداوله أيضا في وقت سابق عام 2019، ونفته السلطات السعودية آنذاك.

ماذا يقول التعميم المتداول؟

التعميم الذي تم تداوله على صعيد واسع، ينص على منع ملاحقة المواطنات والوافدات غير المرتديات للحجاب اعتبارا من 24 محرم / 23 سبتمبر الذي يصادف اليوم الوطني.

وادعى التعميم أيضا، الإبلاغ عن أي مخالفة صادرة من عناصر الشرطة لهذا التعميم، وتضمن أيضا الحديث عن تكليف الشرطة بملاحقة وإلقاء القبض على كل من أساء للمواطنات والوافدات، وخلق أجواء آمنة لهن.

تدقيق "الشروق".. ملاحظات مهمة

من خلال التدقيق الذي أجرته "الشروق" للتحقق من صحة هذا التعميم، يمكن ملاحظة علامات عديدة يُستدل بها على عدم صحة هذه التعميم.

أكثر العلامات وضوحا أن اليوم الوطني السعودي هذا العام حل في 23 سبتمبر 2022 ووافقه بالتقويم الهجري 27 صفر 1444، بينما التعميم يذكُر يوم 24 محرم.

التعميم.. صورة في 2019

من خلال تدقيق أكثر، تبين أيضا أن التعميم المزعوم سبق تداوله في 2019، ودحضته السلطات السعودية آنذاك.

ففي 22 سبتمبر 2019، نشرت صحيفة عاجل السعودية، خبرا بعنوان: «مصادر "عاجل" تُكذّب تعميم "منع ملاحقة غير المحجبات" وتوضح مؤشرات التزييف» .

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة، إن التعميم المنسوب إلى وزارة الداخلية والممهور بتوقيع مدير الأمن العامّ، استعان بألفاظ وعبارات لا تستخدم في التعاميم والمراسلات الرسمية الصادرة عن الوزارة، بينها «معالي صاحب السمو الملكي، أطياف شعبنا، عناصر الشرطة، كافة دوائر الشرطة».

التعميم في 2020.. الشائعة تتكرر

وفيما لم تنشر "عاجل" في تلك الأثناء، صورة التعميم المتداول، فقد رصدت هذه الصورة منشورة في بعض وسائل الإعلام في العام التالي، بما يعني أن الشائعة ترددت أيضا في العام التالي.

ففي 18 أغسطس 2020، نشرت صحيفة "النهار"، تقريرا بعنوان "ألغوا فرض الحجاب في السعودية؟ إليكم الحقيقة"، تناولت فيه الحديث عن نفس صورة التعميم الذي يتم تداوله حاليا.

وفي معرض تفنيدها لتلك الشائعة أيضا، فندت الصحيفة النفي الذي أوردته مصادر سعودية، وهي تكذب ما ورد في التعميم.

 

 

المواقع السعودية.. لا حديث

لمزيد من التحقق أيضا، تتبعت "الشروق"، مواقع وسائل إعلام سعودية رسمية وبارزة وحساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها وكالة الأنباء السعودية "واس"، والعربية، وعاجل وعكاظ وسبق.

وحتى كتابة هذه السطور، لاحظت "الشروق" أن أيا من تلك المواقع والمنصات لم تتناول هذا التعميم بما في ذلك نفيه ودحضه.

المرصد.. تحديث لنفي 2019

غير أن صحيفة المرصد السعودية، لها تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "حقيقة تعميم الداخلية حول منع ملاحقة غير المحجبات بشأن اليوم الوطني"، نُشر في 2019.

تقول الصحيفة في ذلك التقرير، أن التعميم المنسوب لوزارة الداخلية في هذا الشأن لا صحة له من الأساس، مشيرة إلى أن أن المصطلحات التي استخدمت في التعميم المنسوب لا يتم استخدامها في التعاميم والمراسلات الرسمية الصادرة عن الوزارة.

أجرت الصحيفة تحديثا على ما يبدو على متن الخبر، إذ يُظهر أن توقيته قبل ساعات من وقت كتابة هذه السطور ولم يعد يظهر التوقيت الفعلي للنشر.

غير أن تعليقات الجمهور أسفل الخبر توضح أن الموضوع يعود لعام 2019، وهو العام الذي على الأرجح تم تداول هذه الشائعة فيه للمرة الأولى.

الدلالة السياسية لتكرار الشائعة.. ما علاقة إيران؟

تداول شائعة عدم ملاحقة غير المحجبات في السعودية أو بتعبير أدق إعادة تداول الشائعة، وإن كان يتجدد في ذكرى اليوم الوطني السعودي الذي احتفلت به المملكة مؤخرا، لكنه قد يحمل بين طياته قدرا من التجاذبات السياسية باعتبار أن طهران التي تجمعها خلافات جذرية مع الرياض، تشهد حاليا احتجاجات عارمة على مقتل الفتاة مهسا أميني التي يُقال إنها قتلت على يد ما تعرف بـ"شرطة الأخلاق" بداعي عدم احتشامها، وهي ذريعة دائما ما تتعلق بعدم ارتداء الحجاب.

ومن الملاحظ أن وسائل الإعلام السعودية تركز كثيرا في متابعة مجريات الأوضاع السياسية وتفاقم حالة الغضب في محافظات إيران المختلفة مع اتساع رقعة الاحتجاجات ووصول عدد الضحايا لأكثر من 40 شخصا.

ويقول مغردون سعوديون، إن موالين لطهران يشتبه في أنهم وراء ترويج هذه الشائعة مجددا، في محاولة لتوجيه إسقاط سياسي ضد المملكة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك