أكد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس، أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعي جيدا أن الأمور في قطاع غزة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي "لكن ليس وفق معاييره هو، بل وفق معاييرنا".

وقال حمدان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الاثنين "ما يقوله نتنياهو حول العودة إلى الحرب بعد انتهاء الهدنة ليس بجديد، لأن الكيان الصهيوني يشن حربا على الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما، وهو لم يخف نواياه في تدمير قطاع غزة، بل وتصفية القضية الفلسطينية منذ أن تولى رئاسة الحكومة في هذه المرة".

وأضاف "على نتنياهو يدرك أن الأمور في غزة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، لكن ليس وفق معاييره هو، إنما وفق معاييرنا، فنحن لن نقبل أن تعود الأمور إلى الواقع الذي كان نتنياهو يقرر فيه ما يريد، وأن يستجيب الفلسطينيون لما يريد، فاليوم هناك واقع جديد في غزة".

وتابع قائلا "إذا كان نتنياهو لم يستطع أن يستوعب هذا الواقع الجديد وأن يفهمه، فإن صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة كفيل بإفهامه ذلك بشكل حاسم إذا ما عاد إلى العدوان على غزة".

وشدد على أن "الزمن الذي يستطيع الإسرائيلي فيه أن يقرر ما يجب أن يكون عليه واقع الفلسطينيين انتهى".

ودخلت هدنة إنسانية لأربعة أيام بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة حيز التنفيذ يوم الجمعة، لتوقف حربا إسرائيلية استمرت نحو 50 يوما على القطاع، راح ضحيتها 16 ألف قتيل وأكثر من 30 ألف جريح. لكن لم يتضح إلى الآن ما إذا كانت الهدنة المؤقتة ستمدد.

وقال نتنياهو هذا الأسبوع إن قواته ستستأنف القتال في قطاع غزة بعد انقضاء الهدنة صباح غد الثلاثاء من أجل تحقيق أهدافها، المتمثلة بشكل أساسي في القضاء على حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها ولدى الفصائل الفلسطينية الأخرى.

وأشار حمدان إلى أن الحركة مستعدة للتعامل مع تمديد الهدنة في قطاع غزة بشكل إيجابي، وقال "هناك اتصالات وجهود من أجل تمديد هذه الهدنة المؤقتة، وهذه الاتصالات مبنية على مجريات الأحداث في الأيام الثلاثة الماضية وما يمكن أن يحدث في اليوم الرابع من الهدنة، وهذه الاتصالات قائمة على الإفراج عن مزيد من الأسرى الذي نقلوا إلى قطاع غزة".

وأضاف "نحن لا يكفينا ذلك، فنحن نسعى إلى إنهاء العدوان على قطاع غزة بشكل كامل، وإنهاء الحصار على قطاع غزة، وأن يكون لدى الفلسطينيين القدرة على تقرير مصيرهم بأنفسهم.

"أي تمديد للهدنة المؤقتة سيقوم على مجموعة من القضايا وليس فقط تبادل الأسرى، وسنتعامل مع ذلك بشكل إيجابي، وفي حال حدوثه سيستمر سعينا الأساسي من أجل إنهاء العدوان على قطاع غزة وإنهاء الحصار".

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي هذا الأسبوع، حيث بحث الطرفان الأوضاع في قطاع غزة وكذلك وقف القتال وزيادة المساعدات الإنسانية، واتفقا على أن العمل لم ينته بعد وأنهما سيواصلان العمل لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.

غير أن حمدان قال إن الإسرائيليين انتهكوا بنود الهدنة منذ يومها الأول "وهذا يؤكد عادتهم في عدم الالتزام بالعهود والمواثيق، وأنه لا يمكن الثقة بهم والاعتماد عليهم".

وتابع قائلا "منذ اليوم الأول وقعت خروقات، واتصلنا بالوسطاء الأشقاء في مصر وقطر، وجرت معالجة جزء من هذه الخروقات، وفي اليوم الثاني تكررت بعض الخروقات وحدثت خروقات جديدة، وجرى معالجتها بعد أن علقت كتائب القسام تسليم الدفعة الثانية من المحتجزين، ويوم أمس، كانت وتيرة الخروقات أقل، وتمت معالجتها أيضا".