مصادر في مستقبل وطن تعزي لـ"مرشحين بلا شعبية".. والجبهة الوطنية يستعد لضربات الجزاء
النور يتجاوز فشل "الشيوخ" ويتأهل للإعادة.. والمصري الديمقراطي: فشلنا بسبب عزووف الناخبين والرشاوى
شهدت المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب مفاجآت لافتة بخسارة الأحزاب الكبرى لعدد من المقاعد، في مقابل صعود المستقلين وفقًا لنتائج الحصر العددي الصادرة عن اللجان العامة.
وسادت حالة من الغضب في عدد من الأحزاب الكبرى التي تمثل الكتل الرئيسية في البرلمان، بخاصًة حزبي مستقبل وطن، وحماة الوطن، بحسب مصادر بالحزبين.
وقال مصدر في حزب مستقبل وطن، إن هذه الخسارة نتيجة اختيارات المرشحين باسم الحزب، والدفع بمرشحين بلا شعبية في دوائرهم أو وجود مرشحين آخرين أكثر شعبية كان يجب الدفع بهم.
وشهد حزب مستقبل وطن بعض الخلافات الداخلية قبل فتح باب الترشح، بخاصًة بعد استبعاد بعض النواب من الترشح لدورة جديدة، ما أدى إلى خوض بعض نواب الحزب الانتخابات كمستقلين ومنافسة بعض مرشحي الحزب الأساسيين في عدد من الدوائر.
وبحسب المؤشرات الأولية لنتائج الجولة الأولى للمرحلة الثانية، فقد حزب مستقبل وطن 6 مقاعد من بين 65 مقعدًا دفع بمرشحين لهم في هذه المرحلة، وخسر حزب حماة الوطن 10 مقاعد من بين 35 ترشح بهم، بينما فقد حزب الجبهة الوطنية 4 من أصل 23 مقعدا، وخسر حزب الشعب الجمهوري مقعدًا.
وبحسب المؤشرات ضمن المستقلون خلال هذه المرحلة 6 مقاعد، بينما يخوض الإعادة 200 مرشح على 100 مقعد، منهم 116 مرشحا مستقل، و37 من حزب مستقبل وطن، و20 من حماة الوطن، و15 من حزب الجبهة الوطنية.
حسابات وتوازنات
وعلق أمين الشئون البرلمانية بحزب الجبهة الوطنية، سليمان وهدان، على فقد الحزب 4 مقاعد في المرحلة الثانية، قائلا إن كل معركة انتخابية وكل دائرة لها حساباتها وتوازناتها الخاصة.
الخلافات في حزب الجبهة التي بدأت مبكرًا انعكست في عدد من الاستقالات بعد فتح باب الترشح وعدم الدفع ببعض الأعضاء، وهو ما رد عليه رئيس الحزب عاصم الجزار، في بيان سابق، قائلًا إن الاستقالات طالت جميع الأحزاب. وجاء هذا بعدما انسحب مرشح الحزب في الجيزة، كمال الدالي، فور إعلان نتائج المرحلة الأولى وتأهله للإعادة أمام المرشح المستقل هشام بدوي.
وأكد وهدان في تصريحات لـ«الشروق»، أن توازنات العملية الانتخابية تلعب دورًا كبيرًا، وتفرض المعركة الانتخابية قواعدها، كاشفًا عن العمل والتنسيق مع المرشحين في جولات الإعادة لضمان تحقيق النتائج المرجوة، مردفا: «نرصد نقاط الضعف والقوة، ونبحث التربيط مع المرشحين الآخرين، فالجولة المقبلة مثل ضربات الجزاء».
"المال السياسي لعب دورا"
من جانبه، خرج الحزب المصري الديمقراطي بلا أي مكاسب وفقد فرصه في دخول جولة إعادة بعد خسارة 11 مرشحًا مثلوا الحزب في هذه المرحلة. وعلق أمين عام الحزب باسم كامل، على خروج الحزب بلا أي مكاسب في المرحلة الثانية قائلًا إن المال السياسي لعب دورًا لصالح بعض الأحزاب عبر شراء الأصوات.
وأضاف كامل في تصريحات لـ«الشروق»، أن الكثير من المواطنين فقدوا الأمل ويشعرون بالإحباط، ما تسبب فى عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات، ومع انخفاض أعداد الناخبين يصبح من السهل أن يفوز من يملك القدرة على الحشد أو الشراء.
النور يستعيد توازنه بعد سقوط الشيوخ
أما حزب النور، فاستعاد توازنه بعد خسارة جميع مرشحيه في انتخابات مجلس الشيوخ، واستطاع في المرحلة الأولى من الانتخابات انتزاع بعض المقاعد، والإعادة على البعض الآخر، ووصل في المرحلة الثانية للإعادة في ثلاث دوائر.
ودفع الحزب بـ 12 مرشحًا في 7 محافظات، وفاز في المرحلة الأولى بمقعدين، كما يخوض جولات إعادة في عدد من الدوائر الملغاة بموجب قرار الهيئة الوطنية للانتخابات.
أما في المرحلة الثانية، تأهل 3 مرشحين من حزب النور إلى جولة الإعادة من أصل 4 مرشحين، وهم: الدكتور محمد مصطفى خليفة في دائرة كفر الشيخ وقلين، والدكتور عبد الله عوض في دائرة الزقازيق والقنايات، والمهندس السيد صبري في دائرة العاشر من رمضان.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الحملة الانتخابية لحزب النور، محمود تركي، إن الحزب خاض انتخابات مجلس النواب باستراتيجية واضحة تقوم على التنظيم الدقيق والانتشار الفعّال في مختلف الدوائر، بما يضمن تواجدًا قويًا لمرشحيه على الأرض.
وأكد تركي في تصريحات لـ"الشروق" أن الحزب حرص منذ البداية على إعداد كوادره الانتخابية وتجهيز حملة متكاملة تعتمد على التواصل المباشر مع الجماهير، وعرض البرامج بصورة واقعية تلبي احتياجات المواطنين.
وأوضح أن حزب النور عمل على تطوير هيكله التنظيمي وتفعيل غرف العمليات المركزية والفرعية لمتابعة كل مراحل العملية الانتخابية، وهو ما ساعد في تحقيق أداء منضبط وظهور عدد من المرشحين بشكل قوي في مختلف الدوائر.
وأشار إلى أن هدف الحزب هو تحمّل الجميع لمسئولياته والمشاركة في أعباء الإصلاح، مؤكدًا سعي الحزب إلى تقديم نموذج للمنافسة المسؤولة التي تضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار، وأن مشاركته في الانتخابات تأتي دعمًا للاستقرار وبناء مؤسسات منتخبة تعبّر عن إرادة المواطنين.
3 كتل كبدت الأحزاب الكبرى خسائرها
في تعليقه على خسارة أحزاب الموالاة 20 مقعدًا وفق المؤشرات الأولية، قال الخبير في الانتخابات، أكرم الألفي إن لكل دائرة طبيعتها الانتخابية، مضيفًا أن الخسائر كانت أمام ثلاث كتل: المعارضة، المستقلون، ومن خرجوا من عباءة حزب مستقبل وطن، موضحًا أنه لم يكن هناك أي خروج من عباءة حماة الوطن، كما أن حزب الجبهة الوطنية خاض أول انتخابات له دون أي تأثير لعباءة سياسية سابقة.
وأضاف الألفي لـ"الشروق" أن فكرة فوز الأحزاب الكبرى بنسبة 100% من المقاعد التي ترشحوا عليها غير واقعية ومستحيلة، موضحًا أنه مع تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي واقتراب الانتخابات من النزاهة، ظهرت المشاركة الحقيقية التي تراوحت نسبتها بين 7 و12%، وهو ما أعطى مؤشرًا إيجابيًا لفهم حجم المشاركة الفعلية.
وأشار إلى وجود حدود قصوى لتأثير الحشد سواء على الأساس السياسي أو بسبب القوة المالية، وقال إن بعض مرشحي الأحزاب الكبرى لم يخاطبوا الناخبين، وظنوا أنهم منتصرون بمجرد ترشحهم.