ذكرى رحيل شادية.. كيف خلدت فنانة واحدة صورة مصر في السينما والغناء؟ - بوابة الشروق
الجمعة 28 نوفمبر 2025 1:57 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

ذكرى رحيل شادية.. كيف خلدت فنانة واحدة صورة مصر في السينما والغناء؟

زينب عبد الحليم
نشر في: الجمعة 28 نوفمبر 2025 - 12:56 م | آخر تحديث: الجمعة 28 نوفمبر 2025 - 1:19 م

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة شادية، إحدى أيقونات الفن المصري والعربي، التي أبهرت الجماهير بأدائها الاستثنائي على مدى عقود، فلقّبها الجمهور بـ "معبودة الجماهير"، فيما أطلق عليها الكاتب بديع سربيه لقب "صوت مصر"، تقديرًا لمسيرة فنية شكلت جزءًا أصيلاً من الذاكرة الفنية العربية.

- ميلاد نجمة

وُلدت شادية باسم فاطمة كمال أحمد شاكر في 8 فبراير 1934 بحي الحلمية الجديدة في القاهرة، لأسرة مصرية تجمع بين جذور تركية من جهة الأم، وأب مصري كان يعمل مهندسًا زراعيًا.

دخلت شادية عالم الفن بعد شقيقتها عفاف التي سبقتها إلى الساحة الفنية. أما اسمها الفني فكان باقتراح من صديقة والدتها، فاقتنعت به الفنانة الشابة واعتمدته بداية لمسيرتها.

وفي السادسة من عمرها، تعرضت شادية لحادث اختطاف بعد أن أغرتها سيدة بقطعة شوكولاتة واقتادتها إلى مكان مهجور، لكنها نجت بأعجوبة وتمكنت من الهرب.

- انطلاقة فنية لا مثيل لها

بدأت شادية رحلتها الفنية وهي في سن الخامسة عشر، وكان للمخرج الكبير أحمد بدرخان دور كبير في تعليمها الموسيقى، ووقعت أول عقد لها معه بقيمة 20 جنيهًا. ثم عملت لاحقًا مع الفنان محمد فوزي والمخرج حلمي رفلة.

كان فيلم "العقل في إجازة" 1947 من أوائل أعمالها، ومنذ ذلك الحين انطلقت في مسيرة فنية ضخمة قدمت خلالها 116 فيلمًا، من أشهرها "معبودة الجماهير" مع عبد الحليم حافظ، إضافة إلى أكثر من 500 أغنية تركت أثرًا بالغًا في وجدان الجمهور، أبرزها الأغنية الوطنية الخالدة "يا حبيبتي يا مصر". كما قدمت مسرحية واحدة هي "ريا وسكينة" مع الفنانة سهير البابلي.

- تجربة لا تُنسى

كانت تجربتها على المسرح فريدة، إذ قدمت شخصية ريا في مسرحية "ريا وسكينة" مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، بقيادة المخرج حسين كمال والمؤلف بهجت قمر، وحقق العرض نجاحًا باهرًا على مستوى الوطن العربي.

أطلق عليها الفنان الراحل عبد الوارث عسر لقب "شادية الوادي" تقديرًا لأغانيها الوطنية المعبرة عن الوطن وأفراحه. بعد هزيمة 1967 قدمت أغنية "الدرس انتهى"، ثم "عبرنا الهزيمة" عقب نصر حرب 1973.


شهادات صنعت أسطورة شادية

نال صوت شادية وأداؤها إجماعًا كبيرًا من كبار رموز الفن والأدب، الذين رأوا فيها موهبة استثنائية لا تتكرر. فقد وصفتها كوكب الشرق أم كلثوم بقولها: "شادية صاحبة صوت جميل سليم، متسق النسب والأبعاد، وهي من أحب الأصوات إلى نفسي."

وقال الأديب نجيب محفوظ: "استطاعت شادية أن تعطي سطوري في رواياتي لحماً ودماً شكلاً مميزاً."

أما الفنانة سهير البابلي فقالت عنها: "شادية كانت زميلة وصديقة عالية في أخلاقها."

ووصفها الفنان سمير صبري قائلاً: "حبيبة قلبي شادية لا أنساها أبداً."

وقال الفنان حسن يوسف: "الفنانة الراحلة كانت إنسانة راقية فنًا وخُلقًا."

وأكد الفنان أحمد بدير مكانتها قائلاً: "كان من أحلامي الوقوف أمام الفنانة الكبيرة شادية التي يعشقها كل الناس، لأنها إنسانة عظيمة."

أما العندليب عبد الحليم حافظ، فصرّح: "شادية هي المطربة المفضلة لدي، غناءً وتمثيلاً من بين كل الفنانات."

وقالت عنها الفنانة مريم فخر الدين: "إن كانت للسينما المصرية سيدة فهي شادية، التي مثّلت وغنّت بنفس القدر من التألق."

أعمالها السينمائية أثرت في تغيير نظرة المجتمع للمرأة، ومن أبرزها: (كرامة زوجتي، وعفريت مراتي، ومراتي مدير عام)، كما قدمت أغنيات خفيفة وطريفة أبرزت حسها الفكاهي، مثل: (وحياة عينيك مع رشدي أباظة، ويا سلام على حبي وحبك مع فريد الأطرش).

وشاركت شادية في 10 مسلسلات إذاعية، منها "قصتي" و"ميرامار" و"اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، وحصلت على جائزة الدولة التقديرية عن دورها في فيلم "شيء من الخوف" مع محمود مرسي.

نشأت بينها وبين الكاتب الكبير مصطفى أمين صداقة خاصة، وقد قالت عنه إنه ساهم في نضجها العقلي الذي ظهر في تصرفاتها وأعمالها.

- محطات في حياة شادية الزوجية

شهدت حياة شادية عدة زيجات أثرت في مسيرتها الشخصية والفنية:

أولاً: تزوجت من الفنان عماد حمدي في 12 يوليو 1953، قبل أن ينفصلا عام 1956.

ثانيًا: ارتبطت بمهندس الصوت عزيز فتحي في سبتمبر 1957، وانتهت الزيجة بالطلاق في 8 يونيو 1959.

ثالثًا: تزوجت الفنان صلاح ذو الفقار عام 1965 وانفصلا في 22 أغسطس 1972.

- إغلاق الستار: قرار يهز الوسط الفني

كان فيلم "رغبات ممنوعة" آخر أعمالها السينمائية قبل قرارها المفاجئ بالاعتزال عام 1986، بعد مشاركتها في حفل الليلة المحمدية الذي يُقام سنويًا احتفالًا بالمولد النبوي، حيث أدت أغنيتها الشهيرة "خذ بإيدي"، التي اعتبرها البعض تعبيرًا صادقًا عن حالتها الروحية.

فتح قرار اعتزالها الباب أمام موجة واسعة من الفنانات اللاتي اتجهن للاعتزال، مثل هناء ثروت وشمس البارودي وسهير رمزي وعفاف شعيب ومديحة كامل، إلا أن شادية ظلت متمسكة بقرارها النهائي.

عُرفت طوال حياتها بمشاركتها في الأعمال الخيرية ودعم المحتاجين، إلى جانب مشاركاتها الإنسانية العديدة.

- وداعًا معبودة الجماهير

في 28 نوفمبر 2017، رحلت شادية عن عالمنا بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 86 عامًا، وتركت شادية خلفها تراثًا فنيًا لا يُمحى، ومكانة استثنائية في وجدان المصريين والعرب الذين ودّعوها بدموع صادقة يوم رحيلها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك