قصة طبيب الغلابة في الفشن.. من كشف الـ10 جنيهات إلى «صناع الأمل» بالإمارات - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:56 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصة طبيب الغلابة في الفشن.. من كشف الـ10 جنيهات إلى «صناع الأمل» بالإمارات

الدكتور مجاهد مصطفى المعروف بـ«طبيب الغلابة»
الدكتور مجاهد مصطفى المعروف بـ«طبيب الغلابة»
حازم الخولي
نشر في: الجمعة 28 فبراير 2020 - 10:21 م | آخر تحديث: الجمعة 28 فبراير 2020 - 10:21 م

طبيب الجراجة رفض التعيين بقصر العينى من أجل خدمة أبناء طلا.. والرئاسة هنأته على مسيرته
مجاهد الطلاوى: الأزهر وراء مشاركتى بـ«صناع الأمل».. ومستمر فى العمل الخيرى لنهاية حياتى

من علاج الفقراء فى قرية طلا التابعة لمركز الفشن بمحافظة بنى سويف إلى التكريم فى إمارة دبى، ضمن مبادرة «صناع الأمل»، كانت رحلة طبيب الجراحة العامة مجاهد مصطفى الطلاوى، والملقب من قبل مرضاه بـ«طبيب الغلابة».

الطلاوى اختير ضمن 5 أشخاص فى مبادرة «صناع الأمل» العالمية بدولة الإمارات بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ حمدان بن راشد ولى عهد دبى، والدكتور مجدى يعقوب طبيب القلب، تكريما لرحلته الطويلة التى دامت 35 عاما فى خدمة فقراء قريته، بأسعار رمزية لا تتجاوز الـ 10 جنيهات.

«الشروق» سعت لاستكشاف تلك الرحلة التى جعلت الطبيب الجراح حديث الناس فى قريته ومحافظة بنى سويف، موضحا أنه لم يتقدم للمسابقة بنفسه، بل قام أحد مرضاه بسحب الملف وتقديمه لترشيحه.

يقول لـ«الشروق»: «فوجئت بترشيحى من ضمن 25 شخصا على مستوى الوطن العربى فى مسابقة الإمارات عندما تلقيت اتصالا منهم عدة مرات، ولم أستجب للمشاركة بها إلا بعدما حصلت على فتوى من الأزهر الشريف بعدم حرمانية عرض ما أقوم به؛ لأننى أحاول إخفاءه منذ سنوات خوفا من شبهة المجاهرة بعمل الخير».

يحكى مجاهد أنه رفض التعيين فى قصر العينى، مفضلا خدمة أهالى قريته طلا لمواجهة المرض ورفع المعاناة عن الفقراء لمدة 35 عاما، كرس خلالها حياته لمساعدتهم حتى بلغ عدد الذين يقوم بالكشف الطبى عليهم يوميا بين 250 إلى 300 مريض بأجر رمزى يبدأ من 3 جنيهات ويصل إلى 10 جنيهات فقط.

وتابع: «سعادتى الأكبر حينما يدخل على مريض غير قادر على دفع العشرة جنيهات، وأتمكن من مساعدته بتقديم العلاج وإجراء الإشعات والتحاليل؛ لأن ده مش منى ده من عند ربنا وأعتبره الأجر».

جزء من مسيرة طبيب الغلابة كانت تنفيذا لوصية والده برعاية المحتاجين، فكان يسدى له نصائح مستمرة بعلاج المرضى بضمير مهنى وبأقل تكاليف ممكنة.

يأمل الطلاوى استكمال مشروع المستشفى الخيرى الخاص به الذى أوشك على الانتهاء منه لتقديم الخدمات الطبية بالمجان لجميع المرضى، موجها رسالته لزملائه فى مجتمع الأطباء: «أقول للأطباء والمستشفيات الخاصة الذين يستغلون المرضى للحصول على آلاف الجنيهات منهم ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء، فكل شىء سوف يزول ولن يبقى سوى العمل الصالح، فنحن كأطباء ملائكة للرحمة فى الأرض».

وأشار إلى تلقيه اتصالا من مؤسسة رئاسة الجمهورية لشكره على مجهوداته فى علاج المحتاجين وتمثيل مصر فى مبادرة عالمية، كما تلقى وعدا بتكريمه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى.

«الشروق» التقت أيضا بزوجته الدكتورة زيناهم حليس، طبيبة الأطفال بمستشفى سمسطا المركزى غرب بنى سويف، لتحكى تفاصيل رحلة «طبيب الغلابة» التى شاركته فيها منذ بدايتها قبل 35 عاما، قائلة: «بدأت حياتى مع الدكتور منذ 35 عاما، كنا أسرة بسيطة ولكن مستورة، وربينا أبناءنا الـ7، وجميعهم أصبحوا أطباء وصيادلة».

تضيف: «زوجى رفض التعيين بقصر العينى وعمل كطبيب جراحة فى مستشفى سمسطا المركزى، ثم فتح عيادة خاصة به، بسعر كشف جنيهين فقط، ولم يكن مهتما بالعائد المادى طوال حياته، فقد سخر وقته للمرضى الفقراء وأعمال الخير، فهو يحب المرضى، ولم يحصل قط على عطلة طوال حياته رغم مرضه.

وعن تكريم زوجها فى دبى، قالت: «أثناء تكريم زوجى فى دبى كنت أسعد زوجة فى الدنيا أنا وأبنائى».

أما الشقيق الأكبر للدكتور مجاهد، عادل مصطفى، الموظف بالتربية والتعليم، أشار إلى تميز شقيقه الطبيب بالذكاء والنبوغ والأخلاق الرفيعة، مشيرا إلى أن شقيقه لم يكن يرغب فى زيادة تكلفة الكشف إلا بسبب مطالبة لجنة من الوزارة والنقابة له بذلك، مشيرا إلى فحص الطبيب مجاهد للمرضى ومنحهم العلاج من صيدلية ابنته كما يجرى لهم العمليات الجراحية بالمجان.

وذكر أن «طبيب الغلابة» دائما ما يساهم فى المشروعات الخيرية لبناء المدارس أو المساجد، سواء بالتبرع بأرض أو أموال، كما يتبرع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك