مع تفاقم جائحة فيروس كورونا العالمي يومًا بعد يوم، يتزايد الخوف في الهند ويتحمل العاملون في الطيران والخطوط الأمامية وطأة ذلك الذعر العام.

أبلغت الهند عن 562 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن، وهو عدد منخفض نسبيًا نظرًا لحجم وكثافة سكان البلاد، لكن هناك علامات على تزايد القلق وسط إغلاق دراماتيكي على مستوى الدولة، مع مشاهد الذعر والمضايقة المستهدفة للعاملين في الخطوط الأمامية، حسب "CNN".

ويتعرض موظفو شركات الطيران للمضايقة؛ حيث يواجه موظفو الخطوط الجوية ردود فعل عنيفة، خاصة من أولئك الذين كانوا في رحلات العودة إلى الوطن لإعادة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الدول المصابة بالفيروسات مثل الصين.

أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها على نطاق واسع يظهر موظفة في شركة الطيران IndiGo، تصف كيف أدت الشائعات الكاذبة التي أصيبت بها إلى مضايقة أفراد المجتمع لوالدتها ورفض بيع الطعام لها في السوق.

وردت الشرطة في كولكاتا مباشرة على الفيديو، قائلة على "تويتر": "إن الضباط يساعدون في قضيتها، وأي شخص يميز ضد الأبطال ويخاطر بسلامتهم سيتم التعامل معه بصرامة".

وقال بيان صحفي صادر عن شركة الطيران، يوم الأحد الماضي، إن الموظفين من شركة الطيران الوطنية "إير إنديا" واجهوا أيضًا مضايقات مماثلة في مجتمعاتهم.

وأضاف البيان: "لقد نسي هؤلاء بسهولة أن العديد من الأزواج والأشقاء والأقارب والأعزاء قد أعيدوا إلى بلادهم سالمين وآمنين من البلدان المتضررة، بفضل الجهود البطولية التي قام بها طاقم طيران الهند".

وكتب وزير الطيران المدني هارديب سينغ بوري، تغريدة لدعم موظفي الخطوط الجوية الذين تم استهدافهم، قائلا: "إنه منزعج للغاية لسماعه عن ذلك التمييز".

وتسلط المضايقات التي يتعرض لها موظفو الخطوط الجوية والعاملون الطبيون، الضوء على الخوف الواسع الانتشار، وكذلك الصدام بين الرأي العام والخطاب الحكومي الرسمي.

فمنذ أيام قليلة حث رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الجميع على الصعيد الوطني على قضاء خمس دقائق للوقوف في شرفاتهم أو نوافذهم لشكر جميع أولئك الذين يعملون على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وإشادة بهم حتى تتحرر البلاد من جائحة كورونا.

وطوال الأسبوع حاول المسؤولون المحليون والولائيون والفدراليون تهدئة مخاوف الجمهور؛ حيث طمأن مودي، الذي أمر بالإغلاق الكامل على الصعيد الوطني، يوم الثلاثاء، المواطنين بأنه ليست هناك حاجة للشعور بالذعر وأن خطوط الإمداد كانت مستقرة.

وتظهر الصور من جميع أنحاء الهند مساء الثلاثاء، حشودًا ضخمة تقف في الطابور خارج المتاجر وتكدس معًا في أسواق الهواء الطلق، في محاولة للتخزين قبل الإغلاق، الذي بدأ في منتصف الليل.

وبموجب الحظر الذي استمر ثلاثة أسابيع، سيتم منع أكثر من 1.3 مليار شخص في جميع الولايات والأقاليم من مغادرة منازلهم باستثناء الأغراض الأساسية، كما سيتم إغلاق جميع المتاجر والمصانع والأسواق وأماكن العبادة وتعليق الحافلات والمترو بين الولايات.