زعمت القائمة بأعمال مندوب البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، أن التقرير الأممي الذي أعلن المجاعة بمحافظة غزة جراء الحصار الإسرائيلي والذي أكدته العديد من المؤسسات الدولية "لم يُعد وفق مبادئ المصداقية والنزاهة".
جاء ذلك في كلمتها، مساء الأربعاء، خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن لمناقشة الوضع بقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 23 شهرا، وتعليقا على التقرير الأممي الذي يكشف أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يواجهون التجويع.
وقالت شيا: "لا يمكننا حل المشاكل إلا بالمصداقية والنزاهة، ومع الأسف أخفق أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل في هذا الصدد"، على حد زعمها.
وكان "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" التابع للأمم المتحدة أعلن في تقريره الجمعة انتشار المجاعة بمحافظة غزة، مبينا أنها تؤثر حاليا على أكثر من نصف مليون إنسان وأنها قد تمتد إلى مدينتي دير البلح وخان يونس في الأسابيع المقبلة.
وتؤكد العديد من المؤسسات الأممية والمنظمات الدولية والمصادر الفلسطينية الرسمية وجود مجاعة فتاكة في قطاع غزة تودي يوميا بحياة الأبرياء، جراء الحصار الذي تفرضه تل أبيب وسياسة التجويع الممنهج التي تتبعها بحق الفلسطينيين.
وادعت المسئولة الأمريكية أن أحد المشاركين في التقرير "كان لديه تحيز طويل الأمد ضد إسرائيل" وأن "المعايير العادية" لم تُراعَ أثناء إعداده.
وزعمت أن إسرائيل سمحت بمرور أكثر من مليوني طن من المساعدات إلى غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مردفة: "ننكر أيضا تطبيق سياسة تجويع في غزة".
ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو تتحكم بتوزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة وبكميات شحيحة جدا "لا تعد نقطة في محيط الاحتياجات" وفق تقارير أممية ودولية.
ويشهد قطاع غزة، تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية والحصار الخانق الذي يُقيّد وصول المساعدات الإنسانية، كارثة إنسانية، مع انتشار الجوع ونقص المياه والأدوية والمستلزمات الطبية ولوازم النظافة.
وتأسس "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" عام 2004 من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، من أجل تقييم الوضع الغذائي في الصومال آنذاك.
ويتزامن انتشار المجاعة مع شروع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة، وينفذ منذ أكثر من أسبوعين عمليات قصف وتدمير وتوغلات في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة شرق وجنوب المدينة وكذلك بمخيم جباليا شمالا، مهجّرا بذلك آلاف الفلسطينيين.
ومنذ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة على سكان قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية لوقف الحرب وأوامر محكمة العدل الدولية بهذا الصدد.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 شهيدا، و158 ألفا و927 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 313 فلسطينيا، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.