#قصة_أثر (17).. إنسان بكين.. البشري الأقدم في التاريخ الذي أهدره طمع اليابان وأمريكا - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

#قصة_أثر (17).. إنسان بكين.. البشري الأقدم في التاريخ الذي أهدره طمع اليابان وأمريكا

منال الوراقي:
نشر في: الخميس 29 أبريل 2021 - 12:38 م | آخر تحديث: الخميس 29 أبريل 2021 - 12:40 م

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوزا أثرية مهيبة وتحفا فنية عديدة، بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأماكن مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

لذلك، تعرض لكم "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم بل والتاريخ.
...

بين نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أثارت الصين جدلا واسعا في العالم، بإعلان عن توصلها لأحافير وهيكل أون إنسان في التاريخ سكن الأرض، وبحلول العقد الثالث للقرن العشرين، خرج العالم الأثري الصيني، بي ون تشونج، بأول جمجمة كاملة للبشري الأول على الكوكب، الذي هاجر من إفريقيا ليسكن كهفا في آسيا، والذي عُرف بـ"إنسان بكين"، وهو الخبر الذي هز العالم كله حينها.

• الباب الذي عرف العالم بالإنسان القديم

واكتشفت مجموعة الأحافير، التي تعود إلى إنسان بكين، في كهف تشوكوديان في الصين، بعدما استغرقت أعمال الحفر في أطلاله ما تخطى الـ80 عاما، ليؤكد علماء التاريخ بمجرد اكتشافها أن الأحافير تعود لنصف مليون عام مضت، ومن هنا كان لها دورا هاما في التعرف على مدى تطور الإنسان القديم في فجر التاريخ ومهاراته والمعدات التي استخدمها لحماية نفسه أو تجهيز طعامه.

ومع إنسان بكين، اكتشفت آثار لاستخدام النار، ما أكد أن تاريخ استخدام البشر للنار يعود إلى ما قبل مئات آلاف السنين، كما اكتشفت في الأطلال عشرات الآلاف من الأدوات الحجرية التي صُنعت من مواد خام جُلبت من الأماكن المجاورة، والتي كانت معظمها صغيرة الحجم، ومتعددة الأنواع.

• فرحة اكتشاف فريد لم تدم طويلا

ظل اكتشاف إنسان بكين حدث هام أبهر العالم، فخُزنت أحفورته في كلية "أنيون ميديكال كولدج" بالعاصمة بكين، تمهيدا لعرضها للعالم بأعظم متاحف الصين، بعد الانتهاء من الأبحاث والدراسات التي تجرى عليها، ولكن فرحة الصين والعالم لم تدم طويلا، فبعد 10 أعوام فقط، فُقد إنسان بكين، الذي كان يعد كنزا أثريا مهما للعالم.

ففي عام 1941، وأثناء الاحتلال الياباني للصين، وقبل اشتباك اليابانيين مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، جُمعت أحافير "إنسان بكين" في صندوقين كبيرين وشُحنت على سفينة أمريكية من جنوب الصين، بقصد نقلها إلى المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، ولكن الأحافير اختفت خلال نقلها.

• محاولات عديدة وشائعات جدلية

وبعدها جرت محاولات عديدة لتحديد مكان الأحافير الضائعة، ولكن إلى الآن لم تنجح هذه المحاولات، لدرجة أن بعض الدول وضعت جوائز مالية للحصول على أحافير إنسان بكين، وشكلت الصين، في عام 2005، لجنة للبحث عن العظام الضائعة بمناسبة مرور 60 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، وما زالت فرق البحث، حتى اليوم، تجري عمليات تنقيب في كهف تشوكوديان للعثور على معلومات أدق عن إنسان بكين.

الشائعات عن مصير الأحافير والعظام تعددت بين استيلاء اليابان عليها أو غرق السفينة الأمريكية، أو أن أحدهم طحنها كجزء من وصفة تقليدية صينية، فيما يعتقد آخرون أن الأحفورة كانت بالأصل مزورة، خدعت بها الصين العالم، وقد أخفيت عن قصد قبل وصولها للولايات المتحدة.

• إنسان بكين الذي انتقل من إفريقيا إلى آسيا

لكن، لا زالت 4 أسنان مملوكة للإنسان الأول على سطح الأرض، توجد في متحف جامعة أوبسالا السويدية، تعرض للجمهور ويجرى عليها الأبحاث مع الكهف الذي اكتشفت فيه، فتوصل العلماء إلى أن إنسان بكين وصل الصين قادما من إفريقيا قبل 800 ألف عام، عندما كان مناخ الصين أكثر برودة.

• موقع اكتشافه أصبح منطقة أثرية

واليوم، وبعد ما يقرب من قرن على اختفاء إنسان بكين، ورغم استمرار أبحاث وتحقيقات بكين ونيويورك، ما زال الموقع الذي اكتشف فيه أحافير الإنسان الأول على سطح الأرض أثريا يزوه الآلاف في الصين، إذ يقع موقع "إنسان بكين" على جبل لوقنج قو بغرب قرية تشوكوديان في حي فانجشان، وتحديدا على بعد 48 كيلومترا عن العاصمة بكين، وهو حلقة الوصل بين المناطق الجبلية والسهول.

وما زالت منطقة أطلال تشوكوديان هامة لثقافة العصر الحجري القديم بشمال الصين، وأشهرها هو المكان الأول المكتشف بتشوكوديان، الذي كان موقع أطلال إنسان بكين، ورغم أن من اكتشف الموقع الأثري، كان العالم السويدي أندرسون في عام 1921، إلا أن العالم الأثري الصيني بي ون تشونج كان هو مُكتشف أول جمجمة كاملة لإنسان بكين، في عام 1929.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك