روى سمير حميدي، جد الطفلة هند رجب، تفاصيل آخر مكالمة أجراها مع الطفلة التي حاصرتها دبابات الاحتلال، داخل سيارة في منطقة محطة فارس للمحروقات بمدينة غزة، بعد أن استهدفت عائلتها.
وقال خلال مداخلة هاتفية لفضائية «العربي»، مساء الثلاثاء، إن أخاه بشار قرر النزوح من منطقة تل الهوى مع أسرته والتوجه إلى منطقة آمنة؛ هربًا من قصف الاحتلال، مشيرًا إلى أنهم استقلوا سيارتهم الخاصة هربًا من إطلاق النار.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الأسرة أثناء تواجدها داخل السيارة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد أخيه وزوجته، قائلًا إن ابنة أخيه الكبيرة ليان أرسلت له رسالة على الهاتف المحمول، جاء فيها: «يا عمو الحقنيي أنا مصابة وبنزف».
ولفت إلى أنه طلب من الفتاة ربط الجراح لحين إرسال سيارة إسعاف إلى مكان الحادث، مضيفًا: «توجهنا إلى مستشفى الشفاء، قال إنه لا يمتلك إمكانيات لتوجيه سيارات إسعاف إلى المكان، توجهنا بعدها إلى المستشفى المعمداني ثم الهلال الأحمر الفلسطيني، وانتظرنا حتى المغرب للتنسيق مع الهلال وتوجهه إلى العائلة».
وذكر أن الابنة الثانية لأخيه «رغد» تحدثت معه بعد ساعتين على الهاتف، وأخبرته بأنها تعاني من عدة إصابات وتنزف في السيارة، منوهًا أنها أخبرته باستشهاد والدها ووالدتها وأختها وأخيها.
ونوه أن التواصل مع رغد استمر حتى الساعة الرابعة؛ على أمل وصول الإسعاف إليها، مضيفًا: «بعد الساعة أربعة اتصلت بي هند، وقالت لي: (كلهم ماتوا فيش إلا أنا)، قلت لها: خليكي بالسيارة واستخبي تحت والدكتور هيجي ياخدك، لكنها قعدت تقول لي تعالى خدني».
وأضاف أن سيارة الهلال الأحمر انطلقت من المستشفى المعمداني الساعة الخامسة مساء، من أجل إنقاذ الطفلة المحاصرة، قائلًا إنهم لا يعلمون مصير السيارة أو الطفلة حتى الآن.
وطالب المؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالتدخل لإنقاذ تلك الطفلة البريئة التي لا ذنب لها، مشيرًا إلى أن آخر تواصل مع الطفلة كان في السابعة مساء.
وأكمل: «أنا ببكي وأنا بحكي، في آخر مرة كانت تحكي معي وتقول لي: (يا سيدي أنا بنزف دم)، إيش بقدر أعملها وأنا بشوفها بتموت.. نبعث بنداء إغاثة للمجتمع الدولي وأحرار العالم ينقذوا هذه الطفلة البريئة التي ماتت جوعًا وعطشًا وألمًا وحسرة».
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد حاصرت أمس الطفلة هند، داخل سيارة في منطقة محطة فارس للمحروقات بمدينة غزة، بعد أن استهدفت عائلتها.
وأشارت جمعية الهلال الاحمر إلى أن الطفلة هند كانت برفقة عائلة عم والدتها بشار حمادة عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على المركبة التي كانوا يستقلونها، ما أسفر عن استشهاد كل من فيها (6 أفراد)، وبقيت هي محاصرة داخلها.