وقع خبر وفاة أستاذ الباثولوجى بطب الأزهر بمحافظة بورسعيد، أحمد اللواح، بمستشفى العزل بالإسماعيلية إثر إصابته بفيرس كورونا أثناء عمله، بواقع الصدمة والحزن على الوسط الطبي والشعبي.
ومنذ إعلان خبر وفاته مساء أمس الأحد، كانت دعوات المحبين والأهل والأصدقاء ورفاق الدرب، على صفحتة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، خير دليل على السيرة الطيبة للراحل، وتأكيدا أن الأثر يبقى رغم فناء الجسد.
وكتبت سوسن السيد إحدى صديقات الطبيب على "فيسبوك": "ربنا يرحمك يا دكتور أحمد مفيش أي كلمة تتقال تعطيك حقك مثال الاحترام والذوق والكفاءة وخدمة وحب كل الناس".
وأضافت رضوى منتصر: "بورسعيد كلها كانت نفسها تصلى عليك، لكن سبحان الله ظروف الوباء نصلى الظهر وبعد كده نصلي وندعي كلنا إن شاء الله، وهنفضل فاكرينك".
السيد الشناوى كتب شهادته عن الطبيب الراحل، ويحكي عن مهارته: "كان دكتور شاطر وموضع ثقة الجميع، والأهم كان إنسان بمعنى الكلمة".
وروى الشناوى إحدى المواقف الشخصية التي جمعته باللواح وظلت محفورة فى وجدانه: "كان ابني الأول عنده 7 أيام وكان يحتاج لإجراء عملية جراحية بناءً على نتيجة تحليل أجريتها في إحدى المعامل، ثم ذهبت بتلك التحاليل إلى الدكتور اللواح بدون سابق معرفه، وأخبره الموظف أن الوقت تأخر وأن يأتي فى الغد ليقابل الطبيب".
وتابع: "قابلنى وقتها الدكتور أحمد اللواح وعاملنى كأحد أقاربه، وأخبرني أنه لن يذهب إلى بيته قبل أن يجرى التحاليل اللازمة لإبني، والتأكد من النتجية، وأجري له التحاليل بنفسه، وانتظر حتى خرجت النتجية".
وتسائل محمد على فى منشوره على صفحة الدكتور اللواح: "ماذا بينك وبين الله ليبكيك شعب محافظة بأكمله ليترحم عليك الكبير والصغير ليحتسبك الجميع عند الله شهيدا، ويحبك القاصى والدانى ويدعوا لك".
وتابع:" من صدق عمله صدقت آخرته فالإخلاص سيرتك بين الناس رحمك الله برحمته الواسعة.
سرعة تفشي وباء كورونا، غيرت من طقوس حضور الجنازات والعزاء بالوقت الحالى، وهو ما يعني بالنسبة للكثيرين حرمانهم من فرصة وداع أحبائهم وأقاربهم، لكن صفحة الطبيب الراحل على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحولت إلى سرادق عزاء كبير، وملتقى للأصدقاء والأهل والأقارب والمحبين، دعوا خلالها جمعيهم للفقيد بالرحمة، وشرحوا لبعضهم كيفية صلاة الغائب على روح الراحل.
وقبل أيام قليلة من وفاته كتب الدكتور أحمد اللواح على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، يشرح لمتابعيه أهمية الجلوس ف البيت الوقت الحالى، منعا لانتشار الفيروس وحفاظا على سلامتهم.
ونعت نقابة الأطباء و لجنة الشباب بالنقابة، استشهادالدكتور أحمد اللواح، أول جنود جيش مصر الأبيض، متأثرا بإصابته بفيرس كورونا بمستشفي العزل بالإسماعيلية.
وقالت لجنة الشباب فى بيانها، إن الأبطال من أطباء مصر يواجهون الموت بالعدوي كل يوم أمام هذا الوباء الشرس ومستمرون في العمل لأجل سلامة و صحة هذا الشعب الكريم.
من جهته، تقدم النائب هيثم الحريري، ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب، على عبد العال، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية بشأن معاملة أفراد الأطقم الطبية الذين يستشهدون أثناء تقديم الخدمة الطبية معاملة شهداء العمليات الحربية والأمنية من حيث التكريم والمعاش الاستثنائى لأسرهم وكل المزايا المادية والمعنوية.
وقال الحريرى فى بيانه العاجل: "استيقظنا جميعًا علي نبأ استشهاد أول طبيب مصري كان يعمل ضمن جيش مصر الأبيض في مواجهة فيروس فتاك يهاجم اجساد المصريين ويعرض ارواحهم للخطر".
وتابع:" هذا الواجب الإنساني والوطني والمهني الذي يقوم به كل أفراد الطاقم الطبي حفاظا على أرواح المصريين وعلى مستقبل مصر وأمنها الصحي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، لا يقل إطلاقًا على الدور العظيم الذي يقوم به أفراد وضباط وقادة المؤسسات الأمنية والعسكرية في مواجهة الإرهاب الأسود داخل مصر وعلى حدودها".
وأوضح: "أعلم تماما تقديرنا جميعًا ( شعبا وحكومة )لجهود جميع أفراد الطاقم الطبي وتضحياته التي لا تقدر بثمن، وهذا اقل تقدير تقدمه مصر والمصريين لكل من يضحوا بأرواحهم من أجلنا جميعًا ولابنائهم وزوجاتهم وأسرهم".