- تقارير: اعتقال شخصيات معارضة وقطع الاتصالات والإنترنت ومداهمة مقر محطة تلفزيونية خاصة واحتجاز طاقمها

غداة مقتل المغني والناشط الإثيوبي هاشالو هونديسا، المنتمى لقومية الأورومو، شهدت إثيوبيا احتجاجات واسعة، حيث أشعل المتظاهرون إطارات السيارات في شوارع العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تعبيرا عن غضبهم، فيما خرج آخرون إلى الشوارع في مدن أخرى.

وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرجاو لوسائل الإعلام الرسمية في وقت متأخر أمس الإثنين إن هاشالو قُتل بالرصاص في حوالي الساعة 9:30 مساءً، مشيرا إلى اعتقال بعض المشتبه بهم دون أن يدلى بمزيد من التفاصيل.

وبينما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث، كان هاشالو (34 عامًا) يتلقى تهديدات بالقتل، وفقا لموقع "ذا أفريكان ريبورت" الإخباري.

وشق آلاف من محبي هاشالو طريقهم إلى مستشفي في أديس أبابا حيث يتواجد جثمانه، وفي محاولة للسيطرة على الحشود استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات تظهر حشودًا كبيرة تحيط بسيارة يُقال إنها تحمل جثمان هاشالو ، وهي تسير ببطء إلى مسقط رأسه بمدينة أمبو الواقعة على بعد حوالي 100 كم غرب أديس أبابا، وفقا لوكالة رويترز.

وأظهرت صور أخرى المتظاهرين وهم يسقطون ويقطعون رأس تمثال للإمبراطور السابق هيلا سيلاسي في مدينة أورومو بمنطقة هرار.

وتعد الأورومو من أكبر الأقليات في البلاد، حيث يقدر البعض أنها تشكل ما بين 25 إلى 40% من سكان إثيوبيا، ولطالما كانوا يشكون من التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي من قبل الحكومات الإثيوبية المتعاقبة.

وذكرت محطة تلفزيون مملوكة لقطب الإعلام المنتمى لقومية الأورومو، جوار محمد إن الشرطة اعتقلت جوار بعد أن رفض حراسه إلقاء أسلحتهم، كما أفادت المحطة باعتقال السلطات الإثيوبية لبيكيلي جيربا، الأمين العام لحزب مؤتمر أورومو الاتحادي المعارض.

وأوضحت المحطة أنها اضطرت للبث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية بعد أن داهمت الشرطة مقرها واحتجزت موظفيها.

وكان جوار، الذي تورط أنصاره في اشتباكات عنيفة مع الشرطة في الماضي، قد نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل اعتقاله، منشور قال فيه: "إنهم لم يقتلوا هاشالو هونديسا فقط. أطلقوا النار على قلب أمة الأورومو ، مرة أخرى !!... يمكنك أن تقتلنا جميعنا، لا يمكنك أبدًا إيقافنا أبدا !!"، دون أن يوضح الشخص أو الجهة المقصودة بتلك الاتهامات.

وقطعت السلطات الإثيوبية الاتصالات في مختلف أنحاء البلاد ، وهي خطوة اتخذتها السلطات في الماضي في أوقات الاضطرابات السياسية.

وقالت منظمة "نت بلوكس"، المعنية بتعقب عمليات إغلاق الإنترنت على مستوى العالم، إنه كان هناك قطع شبه كامل للإنترنت منذ حوالي الساعة 9 صباحًا بالتوقيت المحلي، مشيرة إلي أنه كان القطع الأكثر شدة منذ عام، وحتى ظهر اليوم ، لم يعد متاح إجراء المكالمات الهاتفية.

من جهته، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلي الهدوء بعد مقتل هاشالو ، الذي كانت أغانيه السياسية ملازمة للحركة الاحتجاجية التى ساعدت في وصول أحمد إلى السلطة قبل عامين ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية الأورومو.

وقدم أبي أحمد عبر تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" التعازي في مقتل هاشالو، واعدا بإجراء تحقيق في ملابسات الحادث.

وسطع نجم هاشالو هونديسا، وهو سجين سياسي سابق، خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في قلب أورومو وأدت إلى تولي أبي أحمد السلطة في 2018 ، منهية عقودًا من هيمنة التحالف الحاكم من قبل زعماء عرقية التيجراي.

وقال أوول ألو، المحاضر البارز في القانون بجامعة كيلي في إنجلترا ، إنه "ما كان للحزب الحاكم ورئيس الوزراء أبى أحمد الوصول إلى السلطة لولا المساهمة الهائلة التي قدمها هاشالو إلى احتجاجات الأورومو".

وكان هاشالو رمزًا لقومية الأورومو، وألهبت أغانيه حماستهم، وفي إحدى أشهر أغانيه يقول: "لا تنتظر المساعدة حتى تأتي من الخارج، وهو حلم لا يتحقق. قم، اجعل حصانك جاهزًا وحارب، أنت قريب من القصر"، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".

وسجن هاشالو لمدة خمس سنوات عندما كان عمره 17 عامًا لمشاركته في الاحتجاجات، وفى حين فر الكثيرون إلى المنفى خوفًا من الاضطهاد، إلا أن هاشالو بقي في إثيوبيا وشجع الشباب على الكفاح لتحقيق مطالبهم.