استعرض الإعلامي أسامة كمال، التضحيات والأثمان التي دفعتها مصر عبر تاريخها، منتقدًا «نكران الجميل» وتحميل مصر وحدها مسئولية قضايا المنطقة تحت شعار «هذا هو دور مصر».
ولفت خلال برنامجه «مساء DMC» المذاع عبر فضائية «DMC» إلى مرور ذكرى تأميم قناة السويس في خضم الانشغال بأحداث غزة، قائلا: «نسينا أكبر لأ قالتها مصر: هذه هي أرضي أنا.. وأبي ضحى هنا».
وشدد أن «كلمة لأ، خرجت من مصر كانت نتيجتها عدوان وسلسلة مؤامرات لا تنتهي من الخارج والداخل، حتى من الذين كانوا وما زالوا غارقين في خيرها».
وأضاف أن مصر قُدّر لها أن تتحمل «أفعالا لم تكن شريكة فيها»، وعندما يُطرح السؤال، يأتي الرد الجاهز دائمًا «هذا هو دور مصر».
وتابع معلقا: «سمعت هذه العبارة في عمري آلاف المرات من القريب والبعيد، ولا أفهم لماذا يُطلب منا دائما أن نقوم بدورنا، بينما لا يُطلب من أي طرف آخر القيام بأي دور؟».
وتساءل عن المنطق وراء مطالبة مصر الدائمة بالمسامحة، في حين يُقابل إحسانها بالإساءة ونكران الجميل، قائلا: «ليه مفروض مصر تسامح طول الوقت؟ وأقول لك معلش، وآجي آكل عيش عندك، ويمكن أشتمك ولقمتك لسه في بقي؟!».
وتابع مسترجعا التاريخ «بدأ هذا الوعي مع الثمن الباهظ الذي دفعته مصر 1967 بسبب موقفها الداعم لفلسطين، وهو ثمن لم يُرد إليها، وفي عام 1970، عندما نشب الصراع الدامي بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني الذي استضافهم، وحدثت المذبحة! تدخل الرئيس جمال عبد الناصر لحل الأزمة، وتوفي بحسرته بعد ساعات من انتهاء مهمته».
واستشهد بنصر أكتوبر 1973، الذي وُصف بـ «نصر العرب»؛ ولكنه قُوبل باتهام «المصريين خانوا القضية»، عندما تحول إلى مسار سلام من أجل استقرار المنطقة، ثم بـ «مقاطعة عربية لمصر» عندما قررت المضي في طريقها بعد أن رفض الفلسطينيون الدعوة للحل.
واختتم ساخرا: «النصر الذي كان عربيا، أصبح مطبوخا مع الأمريكان، سبحان الله!».
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، مساء اليوم، أن التظاهر أمام السفارات المصرية، يجحف بالدور المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، والتضحيات التي قدمتها مصر منذ النكبة، ويصب تماما في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي ويقدم له هدية مجانية.
وأضافت الخارجية، أن التظاهرات أمام السفارات المصرية يساهم في تشتيت الرأي العام الدولي والعربي عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في القطاع، وتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة خلال الفترة الأخيرة للتوقف عن الانتهاكات الإسرائيلية السافرة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ويتسبب في تحويل الانتباه عن الجرائم التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، واستهداف مصر باعتبارها الركيزة الأساسية الصامدة والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني.