شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الجمعة، على أهمية مواصلة الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية.
واستقبل سلام، فاديفول والوفد المرافق له في السراي الحكومي "وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع في الجنوب ومرحلة ما بعد انتهاء مهام قوات"اليونيفيل"، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.
وشدد فاديفول "على أهمية مواصلة الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية، وإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لما له من دورٍ أساسي في تعزيز الثقة الدولية بلبنان ودعم مسار التعافي الاقتصادي".
وأكد "استعداد ألمانيا للوقوف إلى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني خلال المؤتمر الدولي المرتقب".
من جانبه أكد سلام أن "الحكومة أنجزت رزمة من الإصلاحات، خصوصا في الملفين المالي والإداري، وهي ماضية في هذا المسار، وتعمل على الانتهاء من إعداد مشروع قانون الفجوة المالية في أقرب وقت".
وأشار سلام إلى أن "المرحلة الجديدة بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ تشكل فرصة حقيقية، لكن أي استقرار لن يكون ممكنًا ما لم تبدأ عملية سلام حقيقي وعادل تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة".
كما أكد سلام "تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت، والقائمة على حل الدولتين".
وكان فاديفول، قد أكد خلال لقائه رئيس لبنان جوزف عون في وقت سابق من اليوم الجمعة، استمرار دعم بلاده للبنان في كافة المجالات.
واستقبل الرئيس عون وزير خارجية ألمانيا قبل ظهر اليوم الجمعة في القصر الجمهوري في بعبدا في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وأكد الوزير الألماني في مستهل اللقاء "على استمرار دعم بلاده للبنان في كافة المجالات، لاسيما في الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية من أجل تعزيز سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة وتمكين الجيش اللبناني من بسط سلطته".
وجدد الوزير فاديفول "الدعوة إلى ضرورة احترام القرارات الدولية ذات الصلة بما يضمن احترام السيادة اللبنانية".
وأكد "على دعم بلاده للقوات الدولية العاملة في الجنوب" لافتاً إلى "مشاركة المانيا في القوة البحرية العاملة فيها".
من جانبه، أعلن الرئيس عون خلال اللقاء أن "لبنان مستعد للمفاوضات من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكن أي تفاوض لا يكون من جانب واحد بل يحتاج إلى إرادة متبادلة وهذا الأمر غير متوافر بعد. أما شكل التفاوض وزمانه ومكانه فيحدد لاحقاً ".
وقال " أكدت أن خيار التفاوض هو من أجل استرجاع أرضنا المحتلة وإعادة الأسرى وتحقيق الانسحاب الكامل من التلال، لكن هذا الخيار لم يقابله الطرف الآخر إلا بمزيد من الاعتداءات على لبنان، في الجنوب والبقاع وارتفاع منسوب التصعيد."
وطلب رئيس لبنان "من وزير خارجية ألمانيا أن يضغط المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف الاعمال العدائية المعلن في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، وتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية الدولية، واستكمال تنفيذ الخطط الموضوعة لبسط سيادة لبنان على كامل أراضيه".
وقال " لسنا من دعاة حروب لأننا جربناها وتعلمنا منها العبر لذلك نريد إعادة الاستقرار إلى لبنان بدءاً من جنوبه ".
وأوضح أن " عدم تجاوب إسرائيل مع الدعوات المستمرة لوقف اعتداءاتها يؤكد على أن قرار إسرائيل العدواني لا يزال هو خيارها الأول، الأمر الذي يلقي مسؤولية على المجتمع الدولي لدعم موقف لبنان الداعي إلى تحقيق الأمان والاستقرار".
وأعلن أن " الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملا في جنوب الليطاني، إضافة الى مهامه الكثيرة على مستوى الوطن ككل، ولبنان يرحب باي دعم للجيش وتوفير الإمكانات الضرورية له لتمكينه من القيام بدوره الكامل في حفظ السيادة وسلامة الوطن."
وقال " إن عدد الجيش في الجنوب سيرتفع قبل نهاية السنة الى عشرة الاف جندي، والتعاون قائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب"، مجدداً إدانة لبنان " للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدفه من حين إلى آخر".
وأعلن أن "الجيش هو الضمانة الوحيدة لحماية لبنان والدفاع عن سيادته ولا حلول لأمن مستدام من دونه."
ونوه الرئيس عون "بموقف الاتحاد الأوروبي الذي دان التعرض لــ " اليونيفيل" التي تعمل على تطبيق القرارات الدولية واحلال الامن والاستقرار في الجنوب".
وكان فاديفول، قد أكد خلال لقائه نظيره اللبناني يوسف رجي في وقت سابق من اليوم، على ضرورة احترام إسرائيل لسيادة لبنان والتزامها واحترام حزب الله ترتيبات وقف الأعمال العدائية.
واستقبل الوزير رجي اليوم الجمعة وزير خارجية ألمانيا يوهان فاديفول، وعقد معه لقاء ثنائيا تبعته جلسة مباحثات موسعة بحضور السفير الألماني كورت جورج شتوكل-شتيلفريد وأعضاء الوفدين.
وتناول اللقاء "أبرز الملفات في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون بين البلدين"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين.
وأكد وزير خارجية ألمانيا على "ضرورة احترام إسرائيل سيادة لبنان والتزامها وحزب الله بترتيبات وقف الأعمال العدائية"، مشددا على أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية غير مقبول".
وأعلن أن "زيارته إلى بيروت هدفها الاطلاع عن كثب على ما يمكن لألمانيا القيام به للمساعدة على تحقيق الاستقرار في لبنان باعتباره مفتاحا للاستقرار في المنطقة".
وأشاد الوزير فاديفول "بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها"، وأبدى دعم بلاده للإجراءات التي تقوم بها لبسط سيطرتها في الجنوب وعلى الأراضي اللبنانية كافة، معتبرا أن "عدم نجاح لبنان في حصر السلاح سيرسل إشارة سلبية عن عدم قدرة الدولة اللبنانية على السيطرة على قرارها".
كما وضع الوزير فاديفول الوزير رجي "في أجواء زيارته إلى سوريا".
من جهته، طلب الوزير رجي من ألمانيا "المساعدة في الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي التي تحتلها والالتزام بتعهداتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية".
ورأى الوزير رجي أن "الحل الدبلوماسي وليس العسكري هو وحده الكفيل بتحقيق الاستقرار وتثبيت الهدوء في الجنوب".
وأكد أن "الحكومة اللبنانية ماضية بتنفيذ قرار حصر السلاح بيدها بخطوات تدريجية، وأن الجيش اللبناني يواصل مهمته على أكمل وجه".
وشدد الوزير رجي على أن "حصر السلاح بيد الدولة هو المدخل الأساس لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي والازدهار".
وتم البحث خلال اللقاء مع الوفد الألماني "في مسألة ملء الفراغ بعد انتهاء مهمة قوات اليونيفيل والأفكار المتداولة في هذا الشأن".
وتطرق اللقاء إلى ملف النزوح السوري، بحيث أكد الوزير فاديفول "دعم ألمانيا موقف لبنان بضرورة عودة النازحين إلى بلدهم".
وشدد الوزير رجي على أن "مساندة موقف لبنان يجب أن تترافق مع تشجيعهم على العودة وتأمين المساعدات المالية لهم في الداخل السوري".
وطلب الوزير رجي "تعزيز التعاون الثقافي والتربوي بين لبنان وألمانيا"، وتمنى على الجانب الألماني "زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين".
ويعتزم الوزير الألماني الاطلاع على عمل الجنود الألمان المشاركين في بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان) في وقت لاحق اليوم.
ومن المقرر أن يزور فاديفول الفرقاطة الألمانية "سكسونيا-أنهالت"، التي يبلغ عدد أفراد طاقمها نحو 150 فردا، وتقوم بمراقبة المجال البحري قبالة السواحل اللبنانية وتدريب القوات البحرية اللبنانية.
وتنشر الأمم المتحدة منذ عام 1978 جنود حفظ السلام بين إسرائيل ولبنان، وتعد "يونيفيل" من أقدم بعثات السلام الأممية. وبموجب تفويض من البرلمان الألماني، يمكن لألمانيا إرسال ما يصل إلى 300 جندي للمشاركة في هذه المهمة، ويبلغ عددهم حاليا نحو 200 جندي، وفقا للجيش الألماني.
وقال فاديفول إن انتهاء مهمة "يونيفيل" بحلول نهاية عام 2026 يعني أن على المجتمع الدولي استغلال الوقت المتبقي لتمكين الجيش اللبناني من تولي مسؤولية الأمن بشكل مستقل.
وفي وقت لاحق من اليوم، يعتزم فاديفول مواصلة جولته إلى البحرين، حيث من المقرر أن يشارك في مأدبة عشاء بدعوة من رئيس الحكومة، ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. ويعتزم الوزير الألماني إلقاء كلمة غدا السبت في مؤتمر إقليمي للأمن في البحرين.
واستهل فاديفول أول أمس الأربعاء جولته الشرق الأوسطية بزيارة الأردن، ثم توجه إلى سوريا أمس الخميس في زيارة لم يتم الإعلان عنها في البداية لدواع أمنية.