قال مساعد وزير الخارجية الصيني "تشن شياو دونغ" إن الصين والدول العربية تركز على التشارك في بناء الحزام والطريق تحت رعاية مباشرة من قادة الجانبين.
جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الصيني العربي الثاني للإصلاح والتنمية في بلدية شنجهاي شرقي الصين، اليوم الثلاثاء، والذي ينظمه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية تحت إشراف وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف دونغ -في كلمة خلال افتتاح منتدى اليوم- أن الصين وقعت وثائق تعاون للحزام والطريق مع 17 دولة عربية وأقامت شراكة استراتيجية وشراكة استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية، ما أسهم في تعزيز التعاون العملي والتبادل الإنساني والثقافي، وتوفير قوة دافعة لعملية الإصلاح والتنمية لكل منها.
وأوضح دونغ أنه من المقرر عقد الدورة الثانية لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بعد 10 أيام في بكين، حيث تم تأكيد حضور حوالي 40 قائدًا أجنبيًا فضلا عن مندوبين من أكثر من 180 دولة ومنظمة دولية.
وأشار دونغ إلى أنه يتعين على الجانبين مواصلة توثيق الالتقاء الاستراتيجي والتشغيلي، وزيادة الانفتاح المتبادل، وخلق محرك مبتكر للنمو، علاوة على تعميق التبادل والتعاون في مجال الحوكمة، والعمل معا لتحسين مسار الإصلاح والتنمية.
وينعقد منتدى هذا العام تحت شعار "التشارك في بناء الحزام والطريق وتقاسم التنمية والازدهار"، ويأتي في إطار الأعمال التمهيدية للدورة الثانية لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وتعميق تبادل الخبرات في مجالات الحوكمة والإصلاح والتنمية بين الصين والدول العربية.
ويشارك في المنتدى ما يزيد عن 140 شخصية صينية وأجنبية بينهم قادة سياسيون عرب سابقون ومسؤولون حكوميون صينيون وعرب، فضلا عن نخبة من الشخصيات الصينية البارزة في الأوساط البحثية والتجارية والعلمية والإعلامية.
من جانبه، قال وزير الخارجية السابق نبيل فهمي -خلال المنتدى- إن الصين ظلت صديقة لمصر، وتمتلك خبرات وتجارب وافرة في الإصلاح والتنمية يمكن للدول العربية الاستفادة منها، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجالات لا تقتصر على الاقتصاد والتجارة، بل تمتد إلى الثقافة والأفكار وغيرها من أجل دفع تطور الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية باستمرار.
وأكد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أن لبنان يعتبر الصين أهم شريك تجاري، ويحرص على تطوير العلاقات والتشارك في بناء الحزام والطريق معها في كافة المجالات، فيما تم إنشاء أكبر معهد كونفوشيوس في الشرق الأوسط بلبنان، وتوسيع ميناء طرابلس وغيرها من المشاريع في إطار التعاون الثنائي، مشيرا إلى أن ذلك يتوافق مع مصالح الجانبين.
من جهته، أشار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خليل إبراهيم محمد صالح الذوادي إلى أهمية إنشاء المزيد من الآليات بين الصين والدول العربية، وخلق فرص أكبر في إطار مبادرة الحزام والطريق تساعد على دفع نمو العلاقات الثنائية من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
وبدوره، أكد الأمين المساعد لحكومة بلدية شنجهاي "قو جين شان" أن الدول العربية أصبحت وجهة مهمة بالنسبة لشنجهاي من حيث التعاون والتبادل، معربا عن ترحيبه بالعرب المشاركين في معرض الصين الدولي الثاني للواردات المقرر عقده في نوفمبر المقبل بالمدينة.
وأضاف أن شنجهاي تلعب دورًا رئيسيًا في خدمة بناء الحزام والطريق بوصفها رائدة في الإصلاح والانفتاح والتنمية على الصعيد الوطني في العصر الجديد، وأنها ستواصل جهودها لدعم تطوير مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ليصبح أكبر وأقوى.
وناقش الحضور من الصين وأكثر من 10 دول عربية بينها: مصر والسعودية وعمان، ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في دفع التقاء استراتيجيات التنمية الصينية والعربية، وتعزيز تنمية العلاقات الصينية العربية عبر الحزام والطريق، وأخيرا تقديم الدعم الفكري للبناء المشترك للحزام والطريق.