** سجل بيرسى تاو هدفا صحيحا فى مرمى فاركو فى الدقيقة 70 وألغاه الحكم أحمد الغندور على أساس سقوط تاو فى مصيدة التسلل، وذلك عقب لجوئه لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار). هكذا أجمع 99% من حكام كرة القدم الذين أدلوا برأيهم فى الهدف. ودائما ما ألجأ إلى خبراء التحكيم لإبداء الرأى فى قضايا جدلية، لأنهم أهل الخبرة.. بجانب حرصى الدائم على عدم انتقاد قرارات الحكام، حتى لا أدخل إلى دائرة التشكيك والاحتقان والاتهامات التى تطلق من جميع الأطراف.
** إن تقنية الفيديو المساعد واحدة من الوسائل التكنولوجية التى دخلت مجال كرة القدم شأن تقنيات كثيرة دخلت مجال الرياضة من أجل ملاحقة التطورات الفنية التى طرأت على مخلف الألعاب، فأصبحت هناك تقنية الفيديو المساعد، تقنية كاميرا المرمى «عين الصقر»، تقنية الرذاذ المتلاشى «15 ــ 9»، تقنية التسلل نصف الآلية، تقنية تتبع اللاعبين، تقنية تبريد الملاعب. تقنية العشب البارد، تقنية كاميرات الجسد. وكل هذه التقنيات تساعد فى حسم نتائج ومواقف ربما لم تعد العين البشرية قادرة على حسمها.
** أداء الأهلى أمام فاركو لم يكن على المستوى المطلوب، وعندما أجرى سواريش تغييراته، كان أكثرها تأثيرا اشتراك وليد سليمان وبيرسى تاو، صاحب الهدف الملغى. وهنا ليس النقاش خاصا بتقييم أداء الأهلى، وإنما بحالة تقنية محددة، تدخل فيها الفار. فقد بدا للعين المجردة أن بيرسى تاو يمكن أن يكون فى وضعية تسلل، فدخلت اللعبة دائرة الشك المحتمل والمسموح، وعندما ظهر قرار الفار، بخط التسلل، تحول الشك المسموح فى اللعبة حسب رؤية العين المجردة إلى ما يشبه الإجماع من خبراء التحكيم بأن الهدف صحيح واللاعب لم يكن متسللا، وبات الشك المسموح شكا ممنوعا، أثار قضية التحكيم، وقضية الفار فى الكرة المصرية.
** ما جرى فى مباراة الأهلى وفاركو، هو حالة تستدعى تدريبا جادا على استخدام تقنية الفيديو، والأمر لا أضعه فى دائرة الشك الخطيرة التى تتحدث عن مؤامرة ضد الأهلى لمصلحة الزمالك. فمن الإنصاف أن نسجل ارتفاع مستوى أداء الفريق الأبيض فى المباريات الأخيرة فنيا وتكتيكيا. كما أشدنا بأداء الأهلى فى بداية الموسم وتحقيقه 6 انتصارات متتالية، وتقدمه بفارق 5 نقاط عن الزمالك. لكن أداء الفريق تراجع لأسباب مختلفة، ودائرة الشك هى ضمن دائرة تفسيرات المؤامرة الجاهزة، ويفسر حالة مجتمعية، تضع أوجه قصور فرق وأفراد ومسئولين على شماعة ما..!
** اتحاد الكرة كان قرر الاستعانة بالخبير التحكيمى الإنجليزى مارك كلاتنبيرج، للمساعدة فى تدريب حكام الفار وهو قرار مهم وضرورى خاصة بعد الاتهامات التى طالت حكام غرفة الفار من عدة أندية، فى تطور تجاوز مرحلة اتهام حكم الميدان وحده، وفى تلك التقنية أسئلة عديدة يجب الإجابة عنها ومنها ما يلى:
** إذا كانت غرفة الفار مشغولة بمراجعة خطأ ما أو لعبة ما، هل من حق الغرفة مطالبة الحكم بإيقاف اللعب؟
** كيف يتم رسم وتحديد خط التسلل؟
** متى يتحتم على حكم الميدان اللجوء للفار؟
** هل من حق لاعب أو مدرب أن يطلب من الحكم اللجوء للفار؟
** من يكون على صواب أو خطأ إذا لم يلجأ الحكم للفار؟
** بين الحكم وغرفة الفار من هو صاحب القرار الأخير؟
** هل يستطيع الحكم تجاهل قرار الفار؟
** يحتاج جمهور كرة القدم وجماهير الأندية إلى شرح وافٍ ودقيق لكيفية عمل تقنية الفيديو المساعد.. وتلك حاجة ضرورية وعاجلة!