مسلسلات رمضان.. هل هناك رسالة للنساء؟ - مزن حسن - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسلسلات رمضان.. هل هناك رسالة للنساء؟

نشر فى : الخميس 6 مايو 2021 - 10:10 م | آخر تحديث : الخميس 6 مايو 2021 - 10:10 م
أتابع العديد من مسلسلات رمضان كمشاهدة عادية، لا أدعى علمى بالنقد الفنى أو الأبعاد الإبداعية على الإطلاق، ولكنى أتابعها بعين مواطنة مصرية تهتم دائما بقضايا النساء والفتيات.
هناك نقاش دائم حول الإبداع الفنى بأشكاله؛ هل هو رسالة أم فن فى حد ذاته لا يمكن أن نحاسبه على توجهاته أو أفكاره؟ أرى دائما وجاهة المنطق حول نقاش الإبداع كفن فى حد ذاته ــ خاصة أنى شخص فاقدة لحس الوعى الفنى ــ إلا أنه من المهم دائما نقاش الأمور داخل سياقها لندرك إن كان ما نقوله له مردود واقعى وليس نقاشا يصلح لساحات الأكاديمية والنقاش فقط. وإن هناك فرقا بين المنع والنقد للأفكار.
مما لا شك فيه أن مسلسلات رمضان تحمل رسالة وموجهة نحو عدة قضايا مرتبطة بالوطنية، من هم على حق ومن هم على باطل، قضايا مجتمعية وغيرها. ولهذا أتساءل: هل هناك رسالة للنساء؟
لماذا لم يناقش فى أحد المسلسلات الآثار السلبية على البطلة التى تزوجت وهى فى الثالثة عشرة من عمرها من رجل يكبرها بعمر ومن ثم تزوجت الآخر وأنجبت فى المرتين، ناهيك عن أن هذا الفعل هو اغتصاب أطفال يحاكم عليه القانون المصرى الحالى. بدلا من إظهارها بهذا الشكل من التمكين واحتقارها لنساء أخريات.
لماذا عند مناقشة إشكالية الطلاق الشفهى وقيام الزوجة السابقة بالزواج مرة أخرى، لم ينصح الزوج الأول بأنها مادامت قد ذهبت وتزوجت رجلا آخر فهذا يعنى أنها لا تريد العودة له، وقد تم التركيز فقط على نية الزوج الأول حيال رسالة الطلاق؟!
لماذا لم ينظر لهذا الرجل بأنه معنف، احتقر زوجته وقلل من قدراتها طوال الوقت، وعندما غضب منها هددها بالطلاق وطلقها بالفعل بل وهددها بتحرير محضر زنا لها، ومن ثم عندما علم منها أنها تزوجت آخر انهال عليها بالسباب وحاول ضربها داخل قسم الشرطة؟!
يمكن لأن ذلك لم يخطر على بال من صنع تلك المسلسلات ومن وجه لها. يمكن لأن هذه الثقافة والرؤية الأبوية المتأصلة يمكن أن تظهر الزوج الثانى فى المسلسل على أنه فك كرب مسلمة ومتزوج من أخرى. وكان يمكن أن يظهر دون كل هذا ويطرح المسلسل السؤال حول أحقية تلك السيدة فى اختيار من يحبها ويحترمها ويقدرها بعيدا عن هذا الذى يطلقها كلما غضب.
فى حين أن المسلسل الذى يتعامل مع الزواج بطفلة كأمر عادى يتعامل أيضا مع تعدد الزوجات كأمر عادى.
كل ما أخشاه من تلك الرسائل أنها تحاول استكمال صورة نمطية حول النساء وغيرهن هو فى ذهن صانعيها فقط، وأن الواقع يتجاوز ذلك.
فعندما هب العديد للدفاع عن عدم وقف عرض مسلسل ثالث يشير بشكل كبير لقضية الاغتصاب الشهيرة التى هزت واقع مصر العام الماضى، رأيت كل من يدافع عن استمرار العرض أننا ندافع عن أحقيتنا فى ظهور قضايانا فى مسلسل، وأن محاولات التوجيه فى الواقع لم تفلح ــ حتى لو تم الاعتراض على صورة الناجية فى هذا المسلسل من عدد من المتخصصات فى النقد النسوى.
نحن ندافع عن أصواتنا داخل العام ونحلم بعدم القبول بأن اغتصاب الطفلات أو تعنيف الرجال أو عدم توثيق الطلاق الشفهى أو التهاون مع المغتصبين على أنه الواقع، فى وقت نعلم أن الحراك النسوى ضد مناهضة العنف ضد النساء فى مصر من أقوى الحراكات عالميا.
للكل الحق فى تصوير وإنتاج ما يريد، خاصة إن امتلكوا كل المنافذ والموارد، ولكن يظل من حق مثيلاتنا من النسويات أن تعبر عن وجهة نظر أخرى فيما يطرح ونظل نذكر أن هذا ليس الواقع لنساء مصر.
مزن حسن مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية
التعليقات