محافظ من عهد مبارك - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محافظ من عهد مبارك

نشر فى : الخميس 7 أبريل 2011 - 9:29 ص | آخر تحديث : الخميس 7 أبريل 2011 - 9:29 ص

 لم يكن الشعب يحتاج إلى أكثر من هذه الموجة من الأمطار التى هطلت على عدة مناطق من مصر لكى يتأكد من سلامة موقف المطالبين بضرورة الإطاحة بكل المحافظين وعلى رأسهم محافظ القاهرة عبدالعظيم وزير، ليس لأن الرئيس المخلوع حسنى مبارك هو الذى عينه، وإن كان ذلك سببا كافيا ولكن لأن تعامله مع أزمة الأمطار أثبت أنه لا يليق إلا بعهد مبارك الفاسد.

فالمحافظ منصبا والوزير لقبا عبدالعظيم أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يصلح لأن يكون مسئولا فى دولة تشهد ثورة عظيمة. فلو كان هذا الرجل يليق بعصر الثورة لكان قد أمضى ليلة المطر مع رجاله فى الشوارع مشرفا على تصريف المياه التى أغرقت العاصمة كما لو أن تلك العاصمة لم تشهد ثورة شهد لها القاصى والدانى.

فعندما ينزل الناس إلى الشوارع فى اليوم التالى لسقوط المطر يجب أن تكون الشوارع صالحة للسير فيها لا أن تظل عبارة عن بحيرات وبرك من المياه الراكدة وكأن هذه المدينة بلا صاحب ولا مسئول كان عليه أن يتعامل مع المشكلة طوال الليل.

فالمحافظ مازال يتصرف وكأنه فى عهد الرئيس المخلوع حيث لا يهمه سوى نظافة ونظام تلك الشوارع التى يمر فيها الرئيس وابنه وأفراد حاشيته أما مصالح الشعب الذى يتحمل بقاءه فى منصبه على مضض فلم تظهر حتى الآن على قائمة أولوياته.

إن الشعب الذى أمضى 15 يوما من أيام يناير وفبراير قارسة البرد فى الميادين حارسا لثورته حتى أطاح بالرئيس المخلوع يحتاج إلى مسئولين مستعدين إلى قضاء الليل فى الشارع من أجل القيام بواجبات مناصبهم.

إن طريقة تعامل وزير وغيره من المحافظين مع أزمة الأمطار فقط كافية تماما لتعزيز صوت المطالبين بضرورة تغيير كل هؤلاء المحافظين الذين لم يبذلوا أى جهد من أجل حل المشكلات اليومية للمواطنين التى لا تحتاج إلى أكثر من إخلاص هؤلاء المحافظين لمصالح الشعب بعد أن عاشوا سنين طويلة لا يخدمون إلا أفراد «العائلة المقدسة، السيد الرئيس والسيدة قريبنته والسيد نجله».

إن تغيير المحافظين ليس طلبا ثأريا من جانب الرأى العام وإنما رغبة فى تغيير العقول بالفعل لآن عقل المسئول الذى أطلق اسم الرئيس السابق وزوجته على كل منشأة فى نطاق عمله لن يستوعب حقيقة أن الشعب الآن صار السيد الذى تجب خدمته ورعاية مصالحه. فالشعب الذى ضحى بالمئات من أبنائه يستحق مسئولين أفضل كثيرا من مسئولى عهد مبارك الذين أثبتت الأسابيع الماضية أنهم لا يستحقون فعلا البقاء فى مناصبهم لأنهم لا يصحلون إلا لعهود الفساد والاستبداد

التعليقات