السينما المصرية تمرض ولا تموت - خالد محمود - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السينما المصرية تمرض ولا تموت

نشر فى : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 مايو 2013 - 1:12 م

تمرض السينما المصرية، لكنها أبدا لن تموت.. كان هذا هو ردى على المخرج الكبير نورى بوزيد عندما سألنى: كيف هو حال السينما المصرية الآن.

 

كنت أعلم مقصد بو زيد من السؤال ولمحت ذلك فى عينيه، فهناك شعور لدى النخب الفنية بالمجتمعات العربية بتراجع السينما المصرية؟، وانه لم يعد لها ولا لنجومها وصناعها ذاك البريق والهالة التى كانت تملأ صالات العرض ومنصات المهرجانات.

 

بالطبع طوال المواسم السابقة اقتصرت صناعة السينما على عدد من المنتجين والموزعين يفرضون نهجهم التجارى البحت على سوق الأفلام، حتى طال هذا النهج الأفكار نفسها، وغرقت الأعمال بسيناريوهاتها وحواراتها وافيهاتها فى مستنقع النمطية والاستسهال والتكرار، كان كل هدفها هو الربح بالحصول على أكبر قدر من أموال جيوب الجماهير المهمومة بأزماتها الحياتية، حيث كانت تلك النوعية من الأفلام ومازالت بمثابة المخدر الذى يهرب معه المواطن من أزمات المعيشة بما تحتويه من إفيهات ورقصات وأغنيات.

 

فى ظل هذا الواقع انكمش مخرجون وفنانون من عشاق وصناع فن السينما الحقيقية فى بيوتهم، وهم كانوا يمثلون الوجه المشرق للسينما المصرية التى نفاخر بها، جلس داود عبدالسيد ومحمد خان وخيرى بشارة وغيرهم من الشباب الذى يحمل أفكارا طازجة فى بيوتهم نهارا وعلى المقاهى مساء، ينعون حالهم وسوق السينما الطارد لحالاتهم الإبداعية.. تلك الحالات التى يعتبرها منتجو الساحة الآن مرضا ووباء، ينبغى ألا يظهرا حتى لا تخسر تجارتهم.

 

مرت السينما المصرية ــ رغم انتعاشها الاستثنائى فى شباك التذاكر بموجة أفلام الكوميديا، بانتكاسة من حيث عدد الأفلام المنتجة والذى تراجع من مائة فيلم إلى 45 فيلما ثم إلى 35 ثم اقتصر الأمر فى النهاية على خمسة أفلام نادرا ما تجد بينها واحدا ينتمى للسينما مصرية التى نفخر بها.

 

بسنة الزمن وحكمة التاريخ سوف تنتهى هذه الحقبة والغمة، وسيفيق منها الجميع فى لحظة، وهى اللحظة التى ستفتح فيها الأبواب لشباب السينما الجدد ويحصلون على فرصتهم كاملة فى خروج أفكارهم وتجاربهم إلى النور، إلى الجمهور بعرضها تجاريا ويستقبلها الملتقى ويتأثر بها، فعلى شباب السينمائيين الجدد ألا يصحبهم الاحباط مثل كبار، وألا تتوقف أحلامهم عند حدود الوطن فى المهرجانات والسعى لجوائزها فقط، وسيتلخص معهم من أمراض تلك النوعية المفروضة على السوق والتى ساهم فيها ــ للأسف ــ نجوم موهوبون كانت بدايتهم مبشرة، سرعان ما أصبحت مخيبة للآمال فى منتصف الطريق ونحن نشاهدهم الآن.

 

السينما المصرية لن تموت وإذا نجح شباب السينمائيين الجدد بأفكارهم الملهمة والمجددة والمتجددة فى التخلص من كابوس اليأس الذى وقع فيه الكبار، وألا تقتصر تجاربهم على وجودها خارج الحدود فى المهرجانات والسعى لجوائزها فقط.. وأن يكون هدفهم القادم هو مقاومة المحتكرين للذوق السينمائى الذى أصبح سبة يعايرنا به الآخرون.. لن تموت السينما.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات