«حزب الله».. ضد إسرائيل أم مع إيران؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حزب الله».. ضد إسرائيل أم مع إيران؟

نشر فى : السبت 8 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 8 يونيو 2013 - 11:21 ص

أعداد/ أيمن أبو العلا 

كتب جيفرى وايت المتخصص فى الشئون العسكرية لدول المشرق العربى وإيران تقريرا بعنوان «إعلان حزب الله للحرب فى سوريا.. التداعيات العسكرية» نشر بالموقع الالكترونى لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تناول فيه تداعيات الخطاب الأخير لحسن نصر الله الذى ألقاه فى الخامس والعشرين من مايو الماضى.

 

يرى وايت أن هذا الخطاب الأخير جاء بمثابة إعلان للحرب على «الثورة السورية» فلقد قال فيه الأمين العام لجماعة حزب الله صراحة أن «سوريا هى ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدى وتسمح للتكفيريين (السنة المتطرفين) بكسر عمودها الفقرى».

 

قبل الخطاب كان حزب الله قد تورط بالفعل فى الحرب الدائرة فى سوريا وهو الأمر الذى لم يخفه أو ينكره حسن نصر الله فى خطابه. بدأ التدخل العسكرى لحزب الله فى سوريا على استحياء مثل حالة تدخله فى دمشق بحجة دفاعه عن أحد أهم المزارات الشيعية وهو قبر السيدة زينب، وكان ذلك بمساعدة الميليشيات المحلية الشيعية من لواء أبو الفضل العباس.

 

وهذا الأمر يثبت الطابع الطائفى لتدخل حزب الله وهو ما حاول اخفاؤه حسن نصر الله فى خطابه عن طريق تشديده على فكرة أن تدخل حزب الله فى سوريا هو لصالح اللبنانيين جميعا سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين. بالإضافة إلى ذلك نجد أن حزب الله قد تورط فى تدريب وتطوير القوات النظامية السورية وقوات اخرى غير نظامية تابعة للنظام. أما التدخل الحالى لحزب الله فيتركز حول مدينة «القصير» فى محافظة حمص، وقد توقع وايت أن يكون هذا التدخل حاسما وهو ما حدث بالفعل حيث استعاد النظام السورى سيطرته على القصير منذ ثلاثة أيام.

 

●●●

 

قسّم وايت تداعيات خطاب نصر الله الأخير إلى أربع مجموعات أساسية، المجموعة الأولى تضم التداعيات على سوريا والثانية تضم التداعيات على لبنان والثالثة التداعيات على إسرائيل أما المجموعة الرابعة فتتضمن التداعيات العامة على المنطقة.

 

بالنسبة للتداعيات على سوريا، فقرار حزب الله بمناصرة النظام السورى حتى النهاية من شأنه أن يغير قواعد اللعبة. تدخل حزب الله عسكريا فى سوريا سيعطى النظام السورى دفعة قوية وسيزيد من قدرته على تنفيذ العمليات الهجومية، خصوصا أن قوات حزب الله أثبتت استعدادا لتقبل الخسائر اللازمة لتحقيق الأهداف العسكرية بعكس القوات الأخرى الموالية للنظام المترددة فى هذا الشأن.

 

من جانب آخر، من شأن تدخل حزب الله أن يقلل العبء عن النظام السورى الذى انهكته الحرب على مدار العامين الماضيين. وهو ما قد يتيح للنظام فرصة كبيرة ليستجمع قواه ويشن هجمات جديدة لاستعادة المناطق التى سيطرت عليها المعارضة.

 

ويرى الباحث أن أهم أثر لقرار حزب الله على الوضع فى سوريا هو أنه سيحرم المعارضة من فرصة تحقيق نصر شامل، حيث سيتوجب عليها لتحقيق هذا النصر ليس فقط هزيمة قوات النظام السورى ولكن أيضا هزيمة قوات حزب الله.

 

●●●

 

فيما يخص التداعيات على لبنان نجد أن حسن نصر الله مرة أخرى يضع مصلحة جماعة «حزب الله» فوق مصلحة لبنان، فهو لم يتردد فى سحب البلاد إلى المعارك الدائرة فى سوريا ومساندة وجهة النظر الإيرانية. إلا أن الحقيقة أن لبنان قد جرت إلى الحرب حتى قبل التصريح العلنى لحسن نصر الله بخوض حزب الله للمعارك العسكرية، فالمعارضة السورية نفذت عدة عمليات بالمدفعية فى لبنان وذلك ردا على هجمات نفذتها قوات حزب الله عبر الحدود.

 

كما أن العديد من السنة اللبنانيين قد تطوعوا للجهاد فى سوريا ضد نظام الأسد الشيعى مما أدى إلى حدوث توترات واشتباكات داخل لبنان بين الشيعة والسنة. ويقول الباحث إن تدخل حزب الله فى سوريا يطعن فى مصداقية زعامة الحزب للمقاومة ضد «الكيان الصهيوني» رغم محاولة حسن نصر الله إصباغ خطابه الأخير بفكرة النضال الأوسع ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

 

أما التداعيات على إسرائيل فستكون فى الأغلب إيجابية حيث إن حزب الله بالفعل يتكبد الكثير من الخسائر، فهو يخسر بسبب انخراطه فى الحرب العديد من المقاتلين المدربين والقادة المهمين، الأمر الذى من شأنه أن يضعف حزب الله كقوة معادية لإسرائيل ولو على المدى القصير. كما أن تدخل حزب الله فى سوريا من شأنه أن يلهيه لفترة عن الصراع مع إسرائيل حيث لن يكن فى وسع الحزب القتال على جبهتين فى نفس الوقت.

 

●●●

 

بالنسبة إلى التداعيات العامة على المنطقة فنلاحظ أن إعلان حزب الله العلنى بالتدخل فى سوريا وسع من خريطة الصراع الدائر على الأراضى السورية. فهذا الصراع يدخل فيه اليوم العديد من الأطراف الخارجية فهناك مقاتلون عراقيون يقاتلون فى الجهتين، وهناك السنة اللبنانيون الذين ذهبوا لمساندة المعارضة السورية، وتفيد بعض التقارير بوجود قوات إيرانية وذلك رغم إنكار إيران هذا الأمر. وبتدخل حزب الله أصبح للقتال عل الأرض السورية بعد خارجى واضح قد يكون له الأثر الأهم فى حسم الحرب لصالح أحد الأطراف.

 

تدخل حزب الله صراحة فى سوريا سوف يغير من المعادلة فى ساحات المعارك، حيث بالإضافة إلى القدرات الهجومية والدفاعية التى سيهديها إلى النظام السورى، فإن الدفعة النفسية التى أعطاها هذا القرار لنظام الأسد من شأنها أن تشجعه على الاستمرار فى نفس المسار والقضاء على المعارضة. كما ستجعل تلك القوة المضافة نظام الأسد أقل ميلا للتفاوض خصوصا بعد حسم معركة القصير بمساعدة حزب الله.

 

وفى الختام يشير الكاتب إلى نقطة مهمة هى أن التحرك الجريء من جانب حزب الله سيكون تأثيره حاسما إذا لم يتواز معه تحرك مشابه من جانب مناصرى المعارضة السورية. 

التعليقات