معرگة صحف التابلويد - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 9:08 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معرگة صحف التابلويد

نشر فى : الإثنين 8 سبتمبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 8 سبتمبر 2014 - 7:50 ص

إحلال لافتات بيضاء محل الأعلام الأمريكية على جسر بروكلين، على نحو غامض، كان إشارة تأييد للصحف الشعبية (التابلويد). ولا يزال معظم تفاصيل ذلك غير واضح. غير أن صحيفة ديلى نيوز كتبت محذرة «هذه المرة كان العلم، فى المرة القادمة يمكن أن يكون قنبلة».

ولا شك أن صحف التابلويد فى نيويورك، لم تفقد ميلها للميلودراما، بعناوينها الصاخبة التى تجذب مئات الآلاف من المشترين يوميا. ولكن استمرار جرأة الصفحات الأولى، تكذب أرقام مبيعات أكشاك الصحف المعروفة بالتلصص، والمنافسة الشرسة على شبكة الإنترنت، والصراع محتمل بين قواعد الصحافة المحلية، والطموحات الصحفية المعدية.

•••

ومع انخفاض مبيعات الصحف، تحدث الورطة المألوفة لوسائل الإعلام: ما إذا كانت ستواصل التقارير المحلية التى هى العمود الفقرى التاريخى للمطبوعات، أو متابعة قصص أكثر جنسية قد تتفجر على تويتر، وتجذب الملايين فى جميع أنحاء العالم. وبطبيعة الحال، تقدم صحيفتا نيويورك بوست وديلى نيوز دائما لقرائها تقارير الموازنة كما تقدم لهم فى نفس الوقت تسعيرة الصور لأجزاء من «جسد عار». ولكن مع وجود الكثير من المواقع الإخبارية تتنافس اليوم على جمهور الانترنت، اتخذ الصراع على جذب الاهتمام، أسلوب صحف التابلويد الرئيسية.

ويقول دانيال هالن، أستاذ الاتصالات فى جامعة كاليفورنيا فى سان دييجو «على نحو ما، يسرق الجميع قراء صحف التابلويد». ويضيف «لقد أصبح نوع المحتوى الذى تتخصص فيه هذه الصحف، أكثر انتشارا اليوم».

ولاتزال صحف التابلويد تكافح لتطوير غرف الأخبار من أجل مواجهة سوق أكثر ازدحاما وتركيزا على الصحافة الرقمية. وفى العام الماضى، أعلنت نيويورك بوست، التى يقدر بعض المحللين خسارتها عشرات الملايين من الدولارات سنويا، عن تخفيض عدد العاملين بغرفة الأخبار بنسبة 10 فى المائة. وفى الوقت نفسه، انخفض حجم توزيعها من حوالى 600 ألف إلى 250 ألف نسخة خلال العقد الماضى.

وبالمثل، تراجع توزيع صحيفة ديلى نيوز خلال نفس الفترة، من حوالى 700 ألف إلى 300 ألف نسخة. وقالت كابيتال نيويورك إن الصحيفة سرحت لأول مرة، ما لا يقل عن 17 صحفيا فى وقت سابق من هذا الشهر، معظمهم من المحررين أو المصورين. وقال الرئيس التنفيذى للشركة بيل هوليبر ومدير التحرير كولن ميلر فى رسالة بالبريد الالكترونى للموظفين أن «تغييرات استراتيجية» ستساعد الصحيفة على أن تصل إلى هدفها المتمثل فى جذب «المزيد من القراء لصحيفة ديلى نيوز وزيادة جمهور الموقع الرقمى على حد سواء فى إطار الولاية والدولة ككل». وتأتى هذه الخطوة بعد أن خفضت الصحيفة أكثر من عشر وظائف من العاملين بغرفة الأخبار فى عامى 2011 و2013.

ولم يرد أى من ممثلى الصحيفتين على طلبات التعليق على الأخبار.

•••

وكان التحول الرقمى حاد على نحو خاص فى صحف التابلويد بسبب الاعتماد التاريخى على بيع النسخ بدلا من الاشتراكات. وتعتبر أكشاك الصحف طريقة رخيصة لتوزيع الصحف، وهى تلائم تماما المناطق القريبة من محطات القطارات، حيث يشتريها الركاب فى طريقهم للعمل. وأثبتت صحيفة نيويورك تايمز عدم نجاح فكرة الاشتراكات، على الأقل بالنسبة لموقعها على الانترنت.

ويقول آفا سيف، وهو مستشار فى وسائل الإعلام الكمية وأستاذ مساعد فى كلية كولومبيا للأعمال، إن مبيعات صحف التابلويد، تراجعت بسبب كل من الأزمة المالية وتوافر المحتوى المجانى على الأجهزة النقالة أو فى شاشات الأخبار فى مترو الأنفاق. ويضيف «اذا كنت تمثل صحيفة تابلويد، فأنت تواجه المنافسة فى كل مكان»، ويضيف: «من الصعب جدا أن تمتلك السيطرة فى أى مكان».

وتظهر نفس الصعوبة على الانترنت. ووفقا لبيانات نشرتها كابيتال نيويورك، جذبت صحيفة ديلى نيوز 38 مليون زائر أمريكى متميز فى ديسمبر، منهم 24 مليونا على الأجهزة التليفونية المحمولة. واجتذبت واشنطن بوست، فى الوقت نفسه، أكثر من 14 مليونا، نصفهم من المحمول.

وبينما ينبغى التعامل مع هذه الأرقام بجدية تقترب ديلى نيوز من مرتبة أعلى مواقع الصحف الأمريكية جنبا إلى جنب مع نيويورك تايمز تجتذب صحف التابلويد حديثة العهد مثل ميل اون لاين، وباز فيد، وجاكر، وهافينجتون بوست، جماهير عالمية تقارب مائة مليون زائر متميز شهريا أو تزيد على ذلك.

ويقول كين دكتور، وهو محلل مخضرم لوسائل الإعلام: «من الواضح أن النماذج على الإنترنت تبالغ فى تثمين الأخبار العالمية والقومية وتقلل من قيمة الأخبار المحلية للولايات، لأن الأمر يتعلق بالحجم». ويضيف: «إذا كان لديك حدث عالمى أو قومى، فأنت فى وضع أفضل بكثير. حيث يمكنك الاستفادة من جمهور كبير. أما محليا، وبالذات فى نيويورك، فلديك جمهور يساوى عدد سكان المترو، ولكن جزءا صغيرا من الجمهور العالمى».

•••

وليست منافذ الانترنت المحلية (فى الولاية) وحدها التى تستهدف غالبا عددا أكبر من القراء، ولكن نادرا أيضا ما يكون لها صحيفة مطبوعة، وبالتالى تدعم تقليل حجم غرف الأخبار وتخفيض النفقات. وغالبا ما تغطى التعليقات من العالم، الموقع على الإنترنت وهو مكان افتراضى فى حد ذاته، وليس موقعا جغرافيا. ويعتبر البحث على المواقع عن القصص الافتراضية، أرخص بكثير من مطاردة المشاهير والمسئولين من خلال الصحفيين فى أقسام الجريدة.

ويتابع دكتور قائلا إنه فى حين قد تبدو غرفة الأخبار الرقمية الذكية، التى تركز على الصعيد العالمى أكثر ملاءمة لشبكة الإنترنت، فإن هذا التحول يتيح أيضا الفرصة لصحف «محلية» مثل ديلى نيوز ونيويورك بوست. ويقول «فرصة هذه الصحف هنا ستكون أكبر من ذلك بكثير فى السوق المحلية؛ سواء بالنسبة لعلاقات مع القراء أو المعلنين». ومع ذلك، ليس من الواضح، إذا ما كان أى منهما قادرا أو حتى على استعداد لمواصلة الاستثمار فى مثل هذا المجال الضيق، ناهيك عما إذا كان يمكنه جنى الأرباح من ذلك.

أما الآن، فما زالت النيويورك بوست والديلى نيوز، تواصلان استفزاز الصحف الأخرى بعناوينها الرئيسية التى لا تقاوم عادة، حتى مع استمرار تراجع عدد الصحف المطبوعة الرجعية. ولا يقف كشك للصحف اليوم بمحاذاة شارع أو داخل محل عند منعطف الطريق، بينما تطالع الجماهير العناوين المغرية على تويتر أو الفيسبوك قبل اختيار ما تقرأ.

وتعتبر لعبة صحافة التابلويد فى جوهرها نفس الشيء القراء يريدون الأبطال، والأشرار، والآراء، تماما مثلما اعتادوا دائما. ويقول هالن إن القواعد الأساسية هى التى تغيرت، مضيفا «الانترنت يأخذ ظاهرة مبيعات أكشاك الصحف، ويطبق ذلك على كل قصة إخبارية فى كل لحظة».

نقلا عن مجلة كولومبيا جورناليزم ريفيو

التعليقات