هل حقا إسرائيل حليف مميز لأمريكا؟! - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 1:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل حقا إسرائيل حليف مميز لأمريكا؟!

نشر فى : السبت 9 ديسمبر 2023 - 8:35 م | آخر تحديث : السبت 9 ديسمبر 2023 - 11:28 م
نشرت مجلة Chronicles مقالا للكاتب توم بياتاك، تحدث فيه عن أشكال دعم الولايات المتحدة الأمريكية للدولة العبرية، سواء من جانب الرؤساء الأمريكيين أو أعضاء الكونجرس، ثم تناول كيف تتعامل إسرائيل فى المقابل مع أمريكا (هجوم إسرائيل على البحرية الأمريكية يو إس إس ليبرتى عام 1967، وتجسس جوناثان بولارد على واشنطن لصالح إسرائيل)، متسائلا فى ختام مقاله هل إسرائيل فعلا حليف خاص لأمريكا؟... نعرض من المقال ما يلى:
كان الهجوم الذى شنته حماس من غزة على إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023 وحشيًا وبربريًا بشكل لا يمكن تخيله. ولكن على الرغم من فظاعة هذا الهجوم، قامت إسرائيل باحتلال غزة ثم حصارها بشكل كامل منذ عام 1967، كما تقوم بشكل روتينى بقطع أو تقييد تدفق الكهرباء والمياه والسلع وحركة الأشخاص الذين يدخلون إلى غزة ويخرجون منها، قطاع غزة هذا لديه فرصة كبيرة لأن يصبح مستقلا كما هو الحال فى محمية باين ريدج الهندية فى داكوتا الجنوبية.
سيطرت إسرائيل على غزة لعقود من الزمن، ولا تحتاج إلى أى مساعدة من الولايات المتحدة للتعامل مع التهديد الفعلى الذى تشكله حماس. ومع ذلك، فإن واشنطن ملتزمة «بمساعدة إسرائيل فى الحفاظ على قدرتها على مواجهة وهزيمة أى تهديد عسكرى من أى دولة منفردة أو تحالف محتمل من الدول أو من جهات فاعلة غير حكومية، لتتكبد الحد الأدنى من الأضرار والخسائر»، بحسب ما جاء فى تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
ولضمان الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على الشرق الأوسط بأكمله وليس على غزة فقط، تقدم الولايات المتحدة سنة بعد سنة ضمانات لإسرائيل بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات والأسلحة المتقدمة التى لا يتقاسمها أى حليف آخر للولايات المتحدة، كما تتعهد واشنطن بالحماية المفتوحة لإسرائيل من خلال استخدام حق النقض فى الأمم المتحدة، وحماية الترسانة النووية السرية واسعة النطاق لإسرائيل، والتى طورتها إسرائيل دون موافقة القانون الدولى وفى تحد لسياسة أمريكا المعلنة.
بالإضافة إلى ذلك، غزت الولايات المتحدة العراق فى عام 2003 وأطاحت بصدام حسين لمساعدة إسرائيل. وقد قامت بتوزيع أفراد عسكريين أمريكيين فى مختلف أنحاء المنطقة لنفس السبب، أما فى نوفمبر الماضى نشرت البحرية الأمريكية حاملة طائرات ثانية فى شرق البحر الأبيض المتوسط لردع أى دولة بالمنطقة عن مقاومة محاولة إسرائيل لمعاقبة حماس بعد عملية «طوفان الأقصى».
يمكن القول إذن أن الطبقة السياسية الأمريكية أكثر حماسا للدفاع عن إسرائيل من حماسها للدفاع عن أمريكا. حتى أعضاء الكونجرس الجمهوريين، وحتى الجمهوريين الذين يترشحون للانتخابات الرئاسية أثبتوا أن «إسرائيل أولا» بمجرد أن وجهت نشرات الأخبار انتباهها بالكامل إلى غزة على مدار الساعة. بعبارة أوضح، سعى العديد من هؤلاء الذين يرفعون شعار «أمريكا أولا» إلى فصل التصويت على مبلغ إضافى قدره 14 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل عن مشروع قانون الإنفاق الشامل الذى يتضمن أيضا 60 مليار دولار لأوكرانيا. لقد أرادوا حصول إسرائيل على أموال الضرائب على الفور، دون أى تأخير بسبب التردد فى تمويل الحرب الأوكرانية. وتضم هذه المجموعة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، جيه دى فانس، الذى قال إن «احتجاز الدعم لإسرائيل رهينة 60 مليار دولار إضافية لأوكرانيا هو بمثابة صفعة على وجه أصدقائنا الإسرائيليين فى ساعة حاجتهم».
أما رئيس مجلس النواب الجديد، مايك جونسون، فقد حرص على التأكد من أن أول عمل له هو الإشراف على تمرير قرار يعبر عن الدعم الأمريكى لحرب إسرائيل ضد حماس، بل إن الصهاينة الأكثر حماسا داخل الحزب الجمهورى، مثل السيناتور ليندسى جراهام من ولاية جنوب كارولينا، وأكبر مشجع لإسرائيل القس جون هاجى ــ الذى يزين مكتبه بصور كل رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل ــ شرعا أيضا فى الضغط من أجل العمل العسكرى ضد إيران، وكأن الولايات المتحدة لم تتعلم شيئا من غزوها لأفغانستان والعراق. تعلمت فقط أنها قادرة على غزو أى دولة فى الشرق الأوسط، لكنها غير قادرة على تغيير الثقافة السياسية لأى دولة تغزوها بقواتها.
لذلك لا داعى للاستغراب من سبب كره العالم الإسلامى لواشنطن بعد دعم حملة القصف الإسرائيلية فى غزة، والتى أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص، بما فى ذلك أقارب مسيحيين فلسطينيين لعضو الكونجرس الجمهورى السابق، جوستين عماش، قُتلوا عندما قصفت إسرائيل أراضى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية فى غزة.
ختاما، يرى كثر أن إسرائيل تستحق دعم الولايات المتحدة لأنها حليف «خاص». وفى الواقع، إنه خاص فعلا، إذ لم يحصل أى حليف أمريكى آخر على هذا الكم من دولارات الضرائب. ولم يهاجم أى حليف آخر سفينة أمريكية فى وضح النهار لمدة ساعتين، مما أسفر عن مقتل 34 أمريكيًا (هجوم يو إس إس ليبرتى، 1967)، والسبب وراءه هو دفع الولايات المتحدة للدخول فى حروب المنطقة، حتى تتمكن إسرائيل من التنحى جانبا والمحافظة على جنودها، وترك المهمة لأمريكا فى محاربة الدول العربية. كما لم يتجسس على أمريكا أى حليف آخر وقدم بعض المعلومات إلى السوفييت، وعامل الجاسوس الإسرائيلى (جوناثان بولارد) كبطل.
يبدو أن إسرائيل تمكنت ــ بطريقة أو بأخرى ــ من أن تصبح «أعظم حليف» لأمريكا دون أن ترسل أى قوات للقتال إلى جانبها. حليف آخر غيرها قد يفعل هذا.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:

التعليقات