عن تشويه الموضوعات الإخبارية بالعناوين والصور - قضايا إعلامية - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 10:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن تشويه الموضوعات الإخبارية بالعناوين والصور

نشر فى : الأربعاء 10 مايو 2017 - 9:15 م | آخر تحديث : الأربعاء 10 مايو 2017 - 9:15 م
نشرت مجلة Columbia Journalism Review الأمريكية مقالا لـ«ريان كراجس» – المحرر الأمريكى بعدة مواقع إخبارية ــ حول الموضوعات الصحفية، وتحديدا الاجتماعية منها، التى لا تخرج للقراء بالشكل المأمول وذلك لاختيار عناوين أو صور سيئة لها، إضافة إلى إهمال أمور أخرى تؤثر سلبا على المستوى الذى تظهر به، ويتطرق المقال إلى أغلب هذه الأخطاء وضرورة تجنبها باقتراح عدد من النصائح التى ينبغى اتباعها.
يستهل الكاتب المقال بالتأكيد على أهمية اختيار عناوين الموضوعات التى يتم نشرها لعموم الناس، فالعنوان واختياره بدقة وشكل ملفت للقارئ بات أمرا أساسيا لا غنى عنه أكثر من أى وقت مضى، وبخاصة فى عصرنا هذا، عصر وسائل التواصل الاجتماعى ــ فيسبوك، تويتر،.. إلخ. ولكى تضمن جهة إخبارية ما زيارة القراء لموقعها فليس أمامها سوى لفت اهتمامهم من خلال اختيار عنوان رئيسى جيد وصورة لكل موضوع أو خبر يتم نشره، ولابد من التأكيد على أن عدم وضع ذلك فى الحسبان يؤثر كثيرا على مدى انتشار الخبر والتفاعل معه، مهما كانت جودة محتواه. لكن ذلك لا يعنى اختيار عناوين غير أخلاقية أو غير صحيحة لجذب القراء، فهذا بالطبع أمر غير مهنى على الإطلاق ولا يتفق وأخلاقيات مهنة الصحافة.
فى السياق ذاته لابد من التأكيد على أنه لا داعى مطلقا للعناوين النارية والصور المدوية وبخاصة إن كان الموضوع لا يتطلب ذلك؛ لذا على المحررين والكُتاب تحرى الدقة فيما يكتبونه، وأن يفكروا فيما يود القارئ معرفته، وهنا الحديث موجه بشكل خاص إلى المحرر؛ ولاشك أن هذه المهمة قد تستغرق بعض الوقت ولكن الأمر يستحق، فالكاتب أو الصحفى يمكث وقتا طويلا ويبذل جهدا كبيرا من أجل كتابة موضوع ما، لهذا يأتى دور المحرر لإبراز ذلك الجهد وتقديره باختيار عنوان جيد ولائق، وصورة مناسبة ــ إن اقتضى الموضوع ذلك، فهو مدين للكاتب والجمهور بإخراج قصة صحفية جيدة مكتملة الأركان.
على صعيد آخر يقول «كراجس» بأنه تفاديا لهذه الأخطاء هناك عدد من المعايير التى يجب أن يضعها المحرر فى الاعتبار حتى لا يصل إلى عرض صحفى غير مرغوب فيه مما يضر بالقارئ ولاشك الكاتب.
***
من تلك النصائح ضرورة الابتعاد عن تناول الموضوعات التافهة أو المفبركة؛ فكثيرا ما يحدث أن يقوم المحرر بإعداد موضوع بناء على معلومات لا قيمة لها بالنسبة للقارئ، فالأمر لا يعدو سوى قصاصات من هنا وهناك من أجل ملء المحتوى فقط، لهذا لابد أن يوضع فى الاعتبار أهمية أن يطرح الموضوع معلومات وأخبار جديدة تستحق أن تنشر ليعرفها القارئ. إضافة لذلك فلابد بالطبع من تناول أخبار وموضوعات حقيقية، حيث يحدث كثيرا أن تقوم منصات إخبارية بخلق وفبركة موضوعات لجذب القارئ أو لعدم امتلاكها ما تنشره، ومع تكرار ذلك تفقد الجهة الإخبارية ثقة القارئ تدريجيا الذى يوقن مع الوقت أن لا جديد لديهم سوى إعادة تدوير الأخبار والموضوعات القديمة المستهلكة أو خلق الأخبار التى لا أساس لها من الصحة، مما قد يؤدى على المدى الطويل إلى إغلاق هذه المنصة تماما لعزوف الجماهير عن زيارتها.
كذلك على الكاتب أن يهتم بإعطاء القارئ ما يريد معرفته، وفى تلك النقطة يقول «كراجس» أنه على المحررين ــ وبخاصة المبتدئين منهم ــ أن يعرفوا ما يفضله جمهورهم ليتم تغطيته، وما لا يفضله ولا يثير اهتمامه حتى يتم تجنبه. كما ينبغى أن يجيب الموضوع عن جميع التساؤلات التى قد تُثار فى عقل القارئ أثناء تصفحه للمحتوى؛ فمثلا إذا تطرق الحديث إلى شخصية غير معروفة للقارئ لكنها ذات صلة بالموضوع ينبغى أن يتم تعريفها فى كلمات قليلة لا تتعدى الأربع كلمات إلى القارئ لتضح الصورة فى ذهنه بشأنه ويعرف سبب ذكره فى ذلك الموضوع.
لابد أيضًا من استخدام نقاط موجزة ذات صلة بالموضوع؛ فمن الضرورى فى ذلك العصر الذى يتميز بالسرعة أن يتم استخدام نقاط موجزة عن الموضوع الذى يتم التطرق إليه وأن تكون ذات صلة مباشرة به بما يمكن القارئ من قراءة المحتوى فى أقل وقت ممكن، فكما ذكر معهد رويترز أنه ينبغى أن يشمل المحتوى نقاطا موجزة تسمح للقارئ بمعرفة أهم ما يتضمنه فى ثوانٍ قليلة.
كما أكد الكاتب أهمية استخدام عنوان يعبر مباشرة عن الموضوع. وينبغى فى هذا الإطار ألا يخدع المحرر القارئ بأن يضع عنوانا ملفتا لكنه غير ذى صلة بموضوعه الأصلى وذلك ليجذب القارئ للدخول على الرابط الأصلى لقراءته، ولكن سرعان ما يُصدم القارئ لأنه لا يجد بالمحتوى ما قد أشار إليه العنوان، وذلك لاشك يضعف ثقة القارئ بهذه الجهة الصحفية ومصداقية ما تقدمه له.
أما فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعى، فيفضل كتابة موجز عن الموضوع ينشر مع المحتوى بما أن أغلب المنصات الصحفية باتت تنشر موضوعاتها على هذه المواقع، فينبغى لجذب القارئ أن يتم وضع ولو فقرة موجزة عن ما يحتويه ذلك الموضوع أسفل العنوان، وذلك لإيفاد القارئ بملخص إن كان وقته لا يسمح بالدخول إلى الموقع الأصلى للخبر من خلال الرابط المرفق به.
كذلك يجب أن يتم تناول كل ما يهم القارئ. فإذا كان الموضوع يتعلق بشكل أو آخر بالقارئ فينبغى توجيه الكلام إليه بضمائر مخاطبة مباشرة «أنت مثلا» ليصل إليه أن الموضوع قد أعد خصيصا له ولإفادته. كما أنه ينبغى أن يتم التطرق إلى كل ما يهم القارئ حتى وإن كان فى نظر البعض غير هام (كأحدث صور زفاف المشاهير أو ما قاموا بنشره على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، أو السعرات الحرارية بالأطعمة السريعة،.. إلخ)، أى كل ما يمكن أن يشكل جذب وتفضيل من قبل القارئ، وذلك يؤكد النصيحة المتعلقة بضرورة معرفة القارئ جيدا لمعرفة ما يمكن أن يكون مهتما به ــالتى سبق التطرق إليها.
وأخيرًا لابد من استخدام الصور الملائمة للعنوان؛ فلا شك أن ما يجذب القارئ فى البداية الصورة المرفقة بالموضوع، لذا من المهم أن تكون الصورة ملائمة للمحتوى الذى يتم التحدث عنه، وأن يوليها المحرر نفس الاهتمام الذى يعطيه لاختيار العنوان، كما أنه يُفضل إن أمكن أن تكون صورة حديثة قامت الجهة عن طريق مصوريها بالتقاطها، وإن تعثر ذلك فينبغى استخدام صورة حديثة، وفى حال استخدام صورة قديمة ينبغى الإشارة إلى أن هذه الصورة قديمة، وبالطبع إن استخدمت صورة التقطتها جهة أخرى أن يشار إليها احتراما للمعايير الصحفية وحقوق الملكية الفكرية المتفق عليها.
***
يختتم الكاتب بالتأكيد مرارا وتكرارا على ضرورة أخذ هذه النصائح فى الاعتبار عند عرض أى محتوى للجمهور من أجل الوصول إلى موضوع صحفى ذى محتوى جيد ولائق ليكون جديرًا بالنشر ويحترم عقلية القارئ بل وقبل ذلك يقدر معايير مهنة الصحافة ولا يخل بأخلاقياتها والتى باتت تنتهك كثيرا هذه الأيام.

النص الأصلى:

 

التعليقات