الخطأ الخطيئة: ومع ذلك فإن قضية فلسطين لن تموت - فيس بوك - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخطأ الخطيئة: ومع ذلك فإن قضية فلسطين لن تموت

نشر فى : الأحد 13 سبتمبر 2020 - 7:15 م | آخر تحديث : الأحد 13 سبتمبر 2020 - 7:15 م

نشر الكاتب لبيب قمحاوى مقالا على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى... جاء فيه ما يلى:
عندما يصل العقل إلى نقطة يعجز فيها عن التفسير المنطقى لما يجرى حوله من خطايا وآثام وطنية وقومية ودينية، يفقد القلب قدرته حتى على الغضب، لأن ما يجرى حولنا لا يمكن للغضب أن يستوعبه.
وحتى لا يتم اتهامنا بالتجنى أو الظلم، على المرء أن يبدأ بنفسه ومن ثم ينطلق إلى الآخرين. الخطأ الخطيئة الأولى ارتكبتها القيادة الفلسطينية أصلا فى أوسلو عندما قامت بمقايضة الحقوق الوطنية الفلسطينية من أجل حكم ذاتى تافه من خلال سلطة هى فى واقعها ذيل للاحتلال.
الجريمة الأساس ارتكبتها القيادة الفلسطينية فى أوسلو، وهذا شكّل نقطة الانطلاق والضوء الأخضر للآخرين لفعل ما فعلوه ويفعلونه الآن.
لو أراد محمود عباس أن يأخذ موقفا حقيقيا فاعلا مما يجرى الآن لكان عليه أن يعلن إلغاء اتفاقات أوسلو وكل ما تمخض عنها، وأن يعلن بالتالى حل السلطة الفلسطينية وأن يقلب الطاولة على رأس الجميع من خلال إعلان الانتفاضة وعودة الكفاح المسلح داخل فلسطين عوضا عن الذهاب إلى الجامعة العربية مستجديا دعما يعلم جيدا أنه لن يحصل عليه، ولكنه لم يفعل ذلك ولن يفعل أى شىء قريب من ذلك لأن فيه نهايته ونهاية سلطته.
قضية فلسطين لن تموت مهما تمادت خطوات الاستسلام العربية، والشعب الفلسطينى لن يموت مهما تمادت قيادته فى عمالتها للاحتلال، ومهما بالغ الاحتلال فى ظلمه للشعب الفلسطينى. فهذا الشعب لن يختفى، وطالما بقى هنالك قلب فلسطينى ينبض، ستبقى القضية الفلسطينية حية بالرغم من فداحة ما يجرى لها الآن على يد الأخ والقريب.
الفلسطينيون لا ينكرون ولن ينكروا فضل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ودورهم فى دعم القضية الفلسطينية وفى توفير الطوق الحامى للحقوق العربية الفلسطينية فى فلسطين. ولكن هذا لا يشكل ولا يجب أن يشكل عذرا للتنازل عن تلك الحقوق من قبل البعض المتنفذ، وإباحة الجسم الفلسطينى للأفاقين يعبثون به كما يشاءون.
سيأتى يوم تحاسب فيه الشعوب العربية حكامها عندما يستفحل النفوذ الإسرائيلى إلى حد الهيمنة على ثروات وسيادة واستقلال تلك الدول العربية المطبعة، ومعاملتها كأشباه دول تدور فى الفلك الإسرائيلى. عندها قد يندم البعض حيث لا ينفع الندم.
الجميع يعلم أن لا قيمة فعلية لأى شىء يتم الحصول عليه بالمجان. التطبيع المجانى والاعتراف المجانى بعدو شرس مثل إسرائيل هو فى هذا السياق. حتى مثل ذلك العدو لا يحترم من يعطيه شيئًا بالمجان.
قد يكون هذا الكلام بالنسبة للبعض كلامًا غاضبًا وعاطفيًا ولكنه مع ذلك يبقى حقيقيًا وحقيقيًا جدًا، وهنا تكمن خطورته وأهميته.

التعليقات