صانع المحتوى الآلي - صحافة عربية - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 9:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صانع المحتوى الآلي

نشر فى : الخميس 15 ديسمبر 2022 - 7:45 م | آخر تحديث : الخميس 15 ديسمبر 2022 - 7:45 م

نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتبة صفية الشحى تناولت فيه مزايا التطور التكنولوجى الجديد الباحث الروبوت «شات جى بى تى»، مشيرة إلى أنه يمكن أن يخدم الشركات الكبرى فى مجال خدمة العملاء أو التسويق بالمحتوى، لكن هل هذا النظام التكنولوجى الجديد يمكن أن يحل محل البشر؟ فالإجابة لا، لأن التدخل البشرى ضرورى للتأكد من مدى سلامة تلك التجربة وإجراء الصيانة الدورية له.. نعرض من المقال ما يلى.
هناك نظام جديد بدأ يثير بهجة الكثيرين وقلقهم فى آن، فهذا الباحث الروبوت «شات جى بى تى»، يتمتع بمهارات البحث والاتصال بشكل ملحوظ، ويمكن للباحث أن يطرح أسئلة مختلفة ليجد إجاباتها خلال ثوانٍ معدودة، كما أنه قادر على تحضير وثائق، نشرات وكذلك مدونات متوسطة الطول حول آلاف المواضيع، وقد يكتب شعرا رديئا أو قصة غير متناسقة بلغة ممتازة عربية أو إنجليزية ولم أجرب اللغات الأخرى بعد، فما هو؟، وكيف سيغير عالم صناعة المحتوى؟.
شات جى بى هو نموذج تعلم آلى تم تدريبه بواسطة «أوبن أى آى» قادر على الاقتراب من تجربة الإنسان فى الكتابة حتى اللحظة، ويمكنه شرح موضوعات معقدة ببساطة مثل الحوسبة، أو كتابة نصوص إبداعية بمناسبة عيد ميلاد، أو تقديم حلول لمعالجة خطأ حوسبى أثناء برمجة تطبيق ما، وهو ذو قدرة كبيرة فى التذكر، والتفاعل مع الطلبات المتتالية للمستخدم، كما أنه مدرب على رفض الإجابة عن الطلبات غير الأخلاقية، وغير قادر على تقديم معلومات شخصية ومستقبلية.
مما لا شك فيه أن هذا النظام سيمثل فائدة كبيرة للشركات؛ حيث إنه يمكن أن يدعم خدمة العملاء عبر إجراء المحادثات وتوفير المعلومات عن الخدمات والمنتجات، كما يمكن استخدامه لجمع المعلومات واستطلاعات الرأى، بالإضافة إلى التسويق بالمحتوى، من خلال الاستفادة من معالجة اللغة الطبيعية وتقنية «جى بى تى ٣» لإنشاء محتوى ملائم لتلبية احتياجات الجمهور المحددة، كما أنه قادر على البحث عن المحتوى وتنظيمه من مصادر مختلفة، مما يمكن أن يساعد فى إنشاء استراتيجية محتوى متسقة وقيّمة، تعزز فرص المشاركة وتوجيه تدفق الجمهور للمواقع الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعى.
للوهلة الأولى يبدو هذا النظام حلا سحريا لكتاب المحتوى والمسوّقين على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ إن مخرجاته معقولة ومقبولة، ولكن مع غياب اختبار للصحة لا يمكننا أن نكون متأكدين من الحقائق التى ينتجها، والأمر أشبه بالتحدث مع شخص تتجاوز ثقته كفاءته، مما يعنى أنه لا يعلم حقا ما الذى يتحدث عنه ولا يهتم. كما أنه محدود كنظام قيد التجربة العامة لا يعتمد على الشبكة فى إجاباته، وهو غير مطلق الدقة، وقد ينتج توجيهات ضارة أو منحازة، كما أن معلوماته لا تشمل ما بعد عام ٢٠٢١، مما يجعل التدخل البشرى ضرورة لا بد منها لإنشاء محتوى عالى الجودة، سمته التفاعل الإنسانى والذكاء العاطفى، الذى تفتقر إليه هذه الأنظمة.

التعليقات