بإعلان نتيجة انتخابات جولة الإعادة لمحافظات المرحلة الثانية، تنتهى انتخابات مجلس النواب، المجلس الذى يتألف من 568 نائبا منتخبا، أصبح الآن مكتملا، باستثناء مقعد دائرة دى مواس.
فى المجمل يتألف المجلس الجديد من 14 من القوى السياسية هى 13 حزبا والمستقلين، مقابل 20 حزبا والمستقلين فى البرلمان السابق. خرج من البرلمان 8 أحزاب هى المصريين الأحرار الذى انشق منذ ثلاثة أعوام بفعل تدخلات خارجية، والمحافظين، والسلام، ومصر بلدى، والناصرى، والصرح، وحراس الثورة، والحركة الوطنية. لكن لا الإحصاء الذى يحمل رقما أكبر لعدد الأحزاب فى المجلس السابق يعد ميزة، ولا القلة فى المجلس التالى تعد عيبا، بعبارة أخرى، الأمر يتصل بحجم ونوع التواجد وليس التمثيل الشكلى.
يرتبط بما سبق القول، إنه ضمن 13 حزبا حزب واحد هو مستقبل وطن حصد 316 مقعدا منها 171 بالفردى على الأقل (نقول على الأقل لأن بعض رموزه غير معروف مجمل عددهم ترشحوا كمستقلين فى الفردى) ونحو 145 بالقائمة، بنسبة 55,7% من جميع عدد المنتخبين، وذلك كله مقابل 53 مقعدا فى البرلمان المنقضى بنسبة 9% فقط من المنتخبين، ما يعنى اليوم أن الأحزاب الأخرى والمستقلين حصلوا على فتات المقاعد، وهو ما يشير فى التحليل الأخير لوجود تشوه كبير فى النظام الحزبى، عبر عن شكل التمثيل فى إحدى المؤسسات السياسية التى يفترض أن يكون التمثيل السياسى فيها واضحا، وذلك كله على عكس ما أتت به قوانين الانتخابات من الاهتمام الشديد بتشكيل مؤسسة يغلب عليها تمثيل الفئات الاجتماعية لا السياسية، من شباب ومسيحيين وذوى إعاقة وامرأة ومصريين بالخارج، وأضيف لهم بحكم الأمر الواقع أسر شهداء.
حزب الوفد هو من أكبر الخاسرين فإضافة إلى أن الانتخابات سببت انشقاقا كبيرا داخله، علاوة على ما به أصلا من خلافات، حصل على نحو 10 مقاعد منها 6 مقاعد تقريبا بالقائمة المطلقة و4 بالفردى، وذلك مقابل 35 مقعدا فى المجلس المنقضى، الشعب الجمهورى وهو رديف الحزب الوطنى المنحل كان أحد أبرز الفائزين بعد مستقبل وطن، فمن 13 مقعدا فى البرلمان المنقضى، حصد اليوم 22 مقعدا فى الفردى علاوة على القائمة المطلقة، ليشكل ما ناله ضعف المقاعد أو يزيد، أيضا المصرى الديمقراطى الاجتماعى والبناء والتنمية من 4 مقاعد و3 مقاعد لكل منهما فى المجلس السابق إلى 7 مقاعد للأول بالقائمة المطلقة التى كان يعارضها بشدة هو وحزب الإصلاح والتنمية، اللذان خرجا اليوم صفر اليدين من الفردى. التجمع أيضا زاد 6 أضعاف، فمن مقعد واحد بالبرلمان السابق حصد 6 مقاعد اليوم منها 5 بالقائمة المطلقة.
أكبر الأحزاب التى رشحت بالفردى وفازت، مستقبل وطن فالنور. الأول فاز 61% من مرشحيه، والثانى 46,7% منهم؛ حيث فاز 7 من 15 مترشحا، وكان له بالمجلس السابق 11 مقعدا.
الفائزون المستقلون، الذين ينتمى إليهم تقريبا أكثر من 95% من الناخبين، كانوا أحد أكبر الخاسرين، وكان السبب الرئيس فى خسارتهم شكل النظام الانتخابى الذى أنزل نسبتهم مقابل القائمة المطلقة من 79% إلى 50% فى المقاعد الفائزة، نتيجة ذلك كانت خسارتهم من 325 مقعدا فى البرلمان السابق، إلى 70 بالفردى (مع ملاحظة أن بعض المستقلين الفائزين كانوا أصلا من مستقبل وطن)، يضاف للرقم السابق عدد محدود من المستقلين فى القائمة الوطنية.
فى الفردى نافس مستقبل وطن نفسه فى 10 دوائر فى القاهرة والوجهين القبلى والبحرى، وكذلك فعل حماة وطن فى 6 دوائر. وكان مستقبل وطن الأكبر فى جنوب سيناء ومطروح والقاهرة فالقليوبية فالجيزة بنسبة 100% و100% و84% و81% و80%. وخرج صفر اليدين من دمياط والأقصر والوادى الجديد.
المسيحيون المنتخبون حصلوا على 3 بالفردى بعد أن كانوا فى السابق 12 مقعدا، أما القائمة فكانت كما هى فى المجلسين أى 24 مقعدا حكما. السيدات فى الفردى حصلوا اليوم على 6 مقاعد بعد أن كانوا 19 فى البرلمان السابق. لكن ما رفعت نسبتهم بكثرة ارتفاع الكوتة من البرلمان السابق من 56 إلى 142 فى البرلمان القادم.
بالطبع ينقص هذا التحليل نسبة الأصوات التى حصلت عليها القائمة الوطنية والقوائم الأخرى فى كل قطاع من القطاعات الأربعة، بل وفى كل محافظة. كما ينقصه فى الشق الفردى نسبة الأصوات التى حصل عليها كل مرشح، وكذلك نسبة المشاركة على مستوى الدوائر، ونسبة البطلان فيها، وهو ما لم تعلنه الهيئة الوطنية للانتخابات. لكن الثابت أن نسبة المشاركة العامة أكبر قليلا من المشاركة فى الانتخابات السابقة. كما كانت نسبة البطلان فى التصويت للقوائم قد وصلت للربع، وهى نسبة صارخة تعبر عن رفض أسلوب القائمة المطلقة، الذى يعنى فى الأخير تعيينا مقنعا أو تزكية.