آفة حياتنا الهوى.. ! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

آفة حياتنا الهوى.. !

نشر فى : الإثنين 18 مايو 2020 - 9:15 م | آخر تحديث : الإثنين 18 مايو 2020 - 9:15 م

** مبدئيا لا يجب تسطيح قرار قضية استئناف الدورى أو إلغاء الدورى بأنه قرار بفوز الأهلى باللقب أو بعدم فوزه باللقب.. وقد كنت أفضل أن يكون النقاش خاصا بأيهما الأفضل استئناف الدورى الذى توقف أم التخطيط للدورى الجديد وكيف يمكن إصلاح الخلل الواقع فى الكرة المصرية؟
** مبدئيا أيضا إذا سألتنى ما هو الفريق الذى يستحق الفوز بالدورى فستكون الإجابة قولا واحدا: الأهلى استنادا على مستوى الفريق وعروضه. وهنا هو مجرد رأى فى الفريق الذى يستحق، وليس رغبة فى منح اللقب للأهلى.. هناك فرق، واضح فى المقصود وفى الشرح وفى اللغة العربية!
** شأن كثير من المناقشات الرياضية وغير الرياضية يحكم الرأى الهوى. ففى مسألة عودة أو استئناف دورى كرة القدم سوف يكون هناك قرار من الحكومة ومن وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة بعودة النشاط واستكمال الدورى أو عدم عودة النشاط وإلغاء الدورى. وفى تلك الحالة على الجميع إحترام القرار لأن صدوره سيكون مستندا على المصلحة العامة، ومصلحة الاقتصاد ومصلحة النشاط المهم الذى يعد صناعة.. ثم هناك السؤال الأهم: «ماذا بعد إلغاء الدورى؟ ماذا بعد؟ ولماذا يتحدث كثيرون عن عودة صناعات لتعزيز الاقتصاد دون عودة نشاط كرة القدم باعتباره صناعة، يعمل بها آلاف العاملين والعديد من الشركات ولا أتحدث هنا عن اللاعبين؟».
** ماذا بعد فى حالة إلغاء الدورى.. وماذا بعد استمرار فيروس كورونا ضيفا خسيسا على الكوكب وعلينا؟ هل نلغى كرة القدم سنوات؟ هل نوقف الأنشطة كلها سنوات؟ هل نعطل حركة الاقتصاد سنوات أم نفعل مثل العالم نتعايش ونمضى وفقا لإجراءات صحية ملزمة؟ وسيقول هواة الجدل.. ولكننا حالة خاصة. ووعى المواطن لا يكفى. ولكن عليك أن تلاحظ أن وعى المواطن يرتبط بقوة القانون وسلطته على تنمية هذا الوعى، ورفع درجته شأن كل دول العالم أيضا. فالقرارات الصعبة يلزمها جهد فائق فى تطبيقها بالقانون حتى يصبح احترام القرار والقانون حالة ووعيا تلقائيا..!
** أستعين بكلام للزميل الصحفى صبرى على بجريدة الاتحاد الإماراتية الذى كتبه على صفحته فى الفيس بوك: «عدد المشاركين فى مباراة داخل الملعب أقل من عدد ركاب المترو وحافلات النقل العام والقطارات. وعدم عودة مباريات الكرة يعنى أنه من الناحية الصحية يجب أيضا إيقاف المترو والمواصلات العامة وإلغاء أى تجمع بشرى يزيد العدد فيه أو يحدث من خلاله تقارب فى المسافات»!
** أكرر أننى لا أناقش مسألة عودة كرة القدم أو منح الدورى للأهلى من عدمه. والذين يسخرون ويرفضون فكرة استكمال المسابقة هم غالبا يرفضون فوز الأهلى باللقب باعتباره الأقرب.. وأيضا ليست تلك هى القضية إطلاقا ولا يجب أن تكون.
فنحن نعلم جميعا أن إلغاء الموسم يترتب عليه خسائر اقتصادية وإيقاف الأنشطة المختلفة يسبب خسائر اقتصادية مفزعة لا تتحملها الدول. ثم إلى متى نجمد كل شىء..؟
** مرة أخرى.. كنت أفضل أن يكون النقاش الجاد العلمى والصحى والرياضى هو استئناف الدورى الذى توقف وفقا لقواعد صحية صارمة جدا أم التخطيط للدورى الجديد فى الموسم وكيف يمكن إصلاح الخلل الواقع فى الكرة المصرية؟!
** للأسف كل نقاش عام يدور فى فلك الهوى.. آفة حياتنا الآراء المسطحة والانطباعية والعاطفية.. آفة حياتنا الهوى والنسيان وغيرهما!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.