الزمن الصعب.. حينما تفكر المصرية بقلبها - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الزمن الصعب.. حينما تفكر المصرية بقلبها

نشر فى : الجمعة 19 يونيو 2020 - 8:10 م | آخر تحديث : الجمعة 19 يونيو 2020 - 8:10 م

كالنار تظهر الأزمات طبيعة المعادن، ولأن نصيبنا تلك المرة كان ثقيلا فقد عَلَا مَدُّ الأزمة وتعاظمت التداعيات. فاجأتنا ردود فعل غير متوقعة كانسحاب كل الأدوية التى أعلن عنها كعلاج أو حتى للوقاية رغم التأكيدات بأنه حتى الآن ليس هناك دواء بعينه يعالج عدوى فيروس كوفيد أو يقى من الإصابة به. وإذا بقى أقل القليل فهى الأدوية المستوردة والتى لم تكن تلقى رواجا لارتفاع أسعارها.

أيضا ظاهرة التقاط الكمامات المستعملة بعد أن تخلص منها أصحابها وإعادة بيعها فى إشارات المرور أو إعدادها للبيع على أنها جديدة. أما ما أذهلنا حقا فهو موقف المتعافين من المرض الذين لم يترك اقترابهم من حافة الموت فى نفسهم أثرا يذكر يدفعهم لسداد بعض من مستحقات تلك النعمة الإلهية التى حظوا بها ليساعدوا غيرهم على التعافى بل عرضوا منحة الشفاء للبيع مقال المال. بالطبع أقصد عرض المتعافين لبلازما الدم وما تحتويه من أجسام مضادة للفيروس للبيع بعد الإعلان عن أنها قد تمنح المرضى فرصة لدعم مناعتهم فى مواجهة عدوى الفيروس الضارى.
أما الحديث عن أصحاب المستشفيات الخاصة فأرجئه لحديث آخر تتضح فيه الرؤى وتتجلى الحقيقة.

ألقت تلك الظواهر السلبية ظلا ثقيلا على نفسى خلال الأيام الماضية، لكن فى المقابل كانت هناك ظواهر إيجابية أخرى بددت تلك السحب الداكنة وأعادت لنفسى بعضا من التفاؤل حتى ظهر لى فى نهاية النفق المظلم ما تمنيت من ضوء قد يجلو العتمة ويبدد الظلمة.

تجربة بديعة لجمع صغير من سيدات مصر التى بحق تبقى فى خواطرنا... كنا نتحدث بأسى عن تلك الظواهر التى شوهت ملامح الشخصية المصرية فى أيام الزمن المر وكيف يمكن أن ندعم التصدى لها. كانت الأفكار متعددة أختار منها اليوم واحدة راقتنى ربما لأننا قد عرضنا لها فى صفحتنا سابقا.

طبلت منى صديقاتى أن أحدد قائمة بألوان الطعام التى قد تعزز مناعة الإنسان فى مواجهة خطر العدوى الفيروسية والتى تعلو فيها محتوياتها من مضادات الأكسدة والمكملات الغذائية المحتوية على فيتامينات (و، د، ب6) مع الأحماض الدهنية الجديدة إلى جانب الحديد والحبوب الكاملة.

كان الغرض من تلك القائمة تقديم هدية للأسر التى تعرضت دخولها للأذى فى ذلك الزمن الصعب: إخوتنا من أصحاب الدخول المحدودة أو الدخول المعلقة بيوم يعملون فيه وآخر يصدمون بقسوته المفرطة خاصة من لديه منهم أطفال وأصيبوا بالفعل بالعدوى. هدية تعينهم على أعباء الحياة اليومية وترشدهم إلى نوعيات من الطعام تعزز مناعة الإنسان بصورة طبيعية قد تكون أفضل أثرا من تلك المستحضرات الطبية الصناعية التى انسحبت من الصيدليات لتباع فى سوق الانتهازية السوداء.

ضمت تلك القائمة: التونة والسلمون والسردين، العسل الأبيض والأسود، البقوليات: العدس، الفول، اللوبيا، الفاصوليا البيضاء، الحمص، الأرز والمكرونة والسكر، حبة البركة والكركم والجنزبيل، بذور الكتان مع زيت الزيتون والشوفان. ما ملاحظة مبسطة عن أهمية تلك المواد الغذائية وكيف نتحصل منها على أقصى فائدة.

هى بلا شك فكرة بديعة تعكس درجة عالية من رغبة الإنسان فى التكافل أهديها لكم جميعا أعزائى ولكم بالطبع حرية تنفيذها بالصورة التى تتفق وإمكاناتكم.

هو جهد خالص لوجه الله تعالى وواجب تفرضه نكبة ألمت بنا جميعا، فلنتدبر أمرنا ونقدم على كل ما يثبت أننا قد وعينا الدرس وأنا بالفعل أهل مروءة وإنسانية.

فلنعد إلى الشخصية المصرية ملامحها بكل ما نملك من قدرة على العمل فى جمبع المجالات وبكل الأفكار ولنتعاون على وأد تلك الظواهر السلبية التى هى بلا شك أكثر خطورة من الفيروس.

التعليقات