اثنا عشر كتابًا.. ودرويش ! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 10:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اثنا عشر كتابًا.. ودرويش !

نشر فى : الأربعاء 19 يوليه 2017 - 9:35 م | آخر تحديث : الأربعاء 19 يوليه 2017 - 9:35 م
نشرت جريدة البيان الإماراتية مقالا للكاتبة عائشة سلطان قالت فيه؛ بتسلم ما يقارب اثنى عشر كتابا أتت بها صديقتى العزيزة مساء البارحة تحملها لى من القاهرة، أكون قد رميت الصيف والفراغ بأجمل الأحجار على الإطلاق، فحين نقول إننا اصطدنا عصفورين بحجر نكون كمن أنجز صفقة كبيرة بذكاء ساطع، والكتب حين تأتى من مصر يكون لها وقع مختلف، طعم آخر، وأصوات كثيرة، هناك حكاية أو حكايات حقيقية من لحم ودم تقبع خلف تلك الكتب التى أوصيت على بعضها، وأتانى بعضها كهدايا، بالنسبة لى فإن تلك الحكايات هى القيمة الإنسانية التى تجعل من الكتاب رابطة دم بين أناس يتحركون فى مدارات مختلفة على هذه الأرض!.
يقول محمود درويش فى قصيدته (على هذه الأرض) ما يلى:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبز فى الفجر، آراء امرأة فى الرجال، كتابات أسخيليوس، أول الحب، عشب على حجر، أمهات يقفن على خيط ناى، وخوف الغزاة من الذكريات.
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: نهاية أيلول، سيدة تترك الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس فى السجن، غيم يقلد سربا من الكائنات، هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، وخوف الطغاة من الأغنياتْ.
فهل تكون تلك من الصدف الغريبة أن تكون الكتب الاثنا عشر تقول كل هذه التفاصيل التى فى قصيدة درويش؟ فدوريس ليسينج تقص فى كتابها الجميل جدا (الدفتر الذهبى) حكايات نساء تشبه حكاية المرأة التى تغادر الأربعين بكامل مشمشها، حكاياتهن مع الحرية، والثقة والمآسى والعنفوان والزواج والغرام، فى حين تقودنا الروائية الأميركية الشهيرة فرجينيا وولف إلى حقيقة المرأة كذات أنثوية تريد أن تكون أنثى ومبدعة، زوجة وأما وروائية ناجحة، فتقول فى روايتها الشهيرة (غرفة تخص المرء وحده) ملخصة نظريتها (إنه إذا أرادت امرأة أن تكتب الأدب، فيجب أن تكون لها غرفة تخصها وحدها، وبعض المال) أى أن تكون كالسائر على خيط الناى تماما، أمهات، وزوجات ومبدعات مستقلات، يا الله كم تبدو عبارة درويش نحتا عبقريا فى مسارب اللغة!.
تبدو رواية (لعبة الملاك) للإسبانى كارلوس زافون، عملا فائق الإبداع، يكمل كجزء ثانٍ لرواية (ظل الريح) وسيتبعها كما أعلن المترجم معاوية عبدالمجيد أجزاء أخرى، أما الجميل إبراهيم نصرالله فله نصيب من قراءاتى دوما منذ أن سقطت فى بحر إبداعه الشاهق يوم قرأت روايته الملحمية (قناديل ملك الجليل) و(زمن الخيول البيضاء) ضمن سلسلة رواية ملحمة الملهاة الفلسطينية.
الكتب من أجمل الأشياء التى على الأرض والتى تستحق الحياة فعلا... شكرا لأصدقائى الذين أرسلوا لى بهذه الهدايا العظيمة، التى تحمينا من هذا القحط الماثل فى كل مكان، هذا التوحش والتوعر الذى سطا على كل الأمكنة، عدا تلك التى تسكنها الكتب!.

البيان ــ الإمارات

 

التعليقات