الصدام الشامل يقترب - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصدام الشامل يقترب

نشر فى : الجمعة 20 ديسمبر 2013 - 8:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 20 ديسمبر 2013 - 8:25 ص

هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة فى الصراع بين غالبية المجتمع وتنظيم الإخوان؟!.

للأسف يبدو أن الإجابة هى نعم.. الشواهد والمؤشرات والأحداث والتطورات الأخيرة تقول ذلك، وتكشف أن معركة كسر العظم سوف تتواصل لفترة فى المستقبل.

أول الشواهد هو إعلان جماعة الإخوان مقاطعتها للاستفتاء على الدستور، وإعلان بعض أنصارها خصوصا من الشباب نيتهم إفساد الاستفتاء والتظاهر أمام اللجان وحض الشعب على المقاطعة، بل وهناك اتهامات بتوزيع وترويج نسخ مزورة من الدستور.

الشاهد أو المؤشر الثانى هو إصرار الجماعة وأنصارها على التظاهر المستمر، بل وقطع الطرق وتعطيل المواصلات والإصرار على نقل المعركة إلى الجامعات بعد أن خسرت الجماعة تقريبا معركة التظاهر فى الشارع.

المؤشر الثالث هو سلوك قادة وكوادر الجماعة داخل قاعات المحاكم وعدم اعترافهم بالمحاكمات واستهانتهم بالقضاء بحجة انه منحاز. المؤشر الرابع هو التصعيد الخارجى عبر استمرار شن هجمة دبلوماسية وإعلامية ضد السلطات المصرية ــ هدفها حصار الحكومة خارجيا.

الهدف الواضح لجماعة الإخوان وأنصارها هو إفشال وإسقاط النظام القائم بكل الطرق حتى لو كان ذلك يقود إلى انهيار البلاد وتقسيم الجيش، ولا تخفى الجماعة وقادتها نيتها بل وتتبنى شعار «على وعلى أعدائى» أو «أنا ومن بعدى الطوفان».

لدى جماعة الإخوان ومن يؤيدها يقين ــ لا أعلم من أين جاءت به ــ بأنها قادرة على إسقاط المجتمع بأكمله عبر أساليبها الراهنة من مظاهرات فى الشارع والجامعة أو عبر العمليات الإرهابية فى سيناء وبعض مدن القناة.

بطبيعة الحال تعتقد الجماعة ان كل ما تفعله مبرر طالما انها كانت منتخبة وتم إسقاطها بصورة غير شرعية، غير عابئة بانقلاب المجتمع عليها بالكامل قبل وأثناء 30 يونيو.

فى المقابل توصلت الحكومة إلى نتيجة نهائية خلاصتها ان انصاف الحلول لا تجدى مع الجماعة وبالتالى فقد رأينا سلسلة عمليات القبض على غالبية قادتها وكوادرها واحالتهم إلى القضاء فى قضايا متنوعة والتضييق عليهم وعلى حركاتهم.

المعلومات شبه المؤكدة ان المواجهة الحكومية للجماعة صارت محسومة ونهائية ولا رجعة فيها إلا إذا حدثت معجزة.

يقين الحكومة الذى لا يتزعزع ان الجماعة صارت تخوض الآن مواجهة صفرية مع كل المجتمع وليس ضد الحكومة أو الجيش أو الشرطة فقط. مواجهة اما تكسبها الجماعة أو تخسر كل شىء.

بهذا المنطق فالمتوقع اننا سوف نشهد من الآن وحتى موعد الاستفتاء وخلاله وبعده العديد من محاولات الإفساد المنظمة والممنهجة.

سوف نسمع تسريبات وشائعات وربما عمليات عنف وتهييج بهدف وحيد ألا يذهب الناس إلى لجان الاستفتاء أو أن يذهبوا ويرفضوه، المهم فإن الهدف الإخوانى الجوهرى فى المرحلة المقبلة هو إسقاط الاستفتاء بكل الوسائل لأن تمريره يعنى عمليا ان هناك شرعية قانونية ودستورية جديدة بديلة لشرعيتهم التى سقطت شعبيا فى 30 يونيو.

مقابل ذلك علينا أن نتوقع ضربات أمنية استباقية ضد من يحاولون تعطيل الاستفتاء.

السؤال الأخير: هل معنى ذلك ان كل فرص التهدئة والعودة إلى ممارسة السياسة قد ذهبت أدراج الرياح؟!.

الإجابة هى لا، لأن السياسة لا تعرف المستحيل، وكل شىء وارد لكن متى وكيف. هذا هو السؤال الجوهرى الآن.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي