الكرة الذهبية التى ألغيت هل كان قرارا صائبا..؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكرة الذهبية التى ألغيت هل كان قرارا صائبا..؟!

نشر فى : الثلاثاء 21 يوليه 2020 - 9:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 21 يوليه 2020 - 9:15 م

بمعايير سحر اللاعب وشهرته يتقدم رونالدو على ليفاندوسكى
وبحساب درجة الصعوبة يستحقها بنزيمة ومحمد صلاح ومانى!
«لقب التاريخى لميسى» وهو مهزوم
يؤكد أن أرقام كرة القدم ليست بالكم وإنما بالكيف وبالدور..!
الجوائز يمنحها مشجعون
يرتدون ثوب خبراء ومدربين وصحفيين مسحورون بأندية ونجوم!
** أحترم الأرقام فى الرياضة. وتعلو قيمة الرقم فى المنافسات الفردية مثل السباحة، والجمباز، والعدو، ورفع الأثقال. ففى الألعاب الفردية تتحدى القدرة البشرية الزمن والمسافة والوزن. لكن الأرقام فى اللعبات الجماعية ليست على نفس الدرجة من الأهمية. ومن أسف أن كبار الخبراء، وأكبر الصحف العالمية والمواقع الرياضية، تنظر للرقم بالكم، ولا تهتم برقم الكيف. وأوضح بأن صحف إسبانيا التى أخذت تتسابق فى إبراز إنجاز ميسى بفوزه بلقب هداف الليجا للمرة السابعة برصيد 25 هدفا هذا الموسم تجاهلت بنزيمة الذى لعب دورا مهما فى فوز ريال مدريد باللقب، لأنه سجل أهدافا أقل من ميسى بفارق 4 أهداف.. فأيهما يستحق التحية؟
** ميسى صاحب العدد الأكبر وربما يكون سجل بعض أهدافه فى مباريات سهلة سقط فيها الخصم بالقاضية أم بنزيمة الذى سجل أهدافا صعبة فى مباريات صعبة ولكنها حاسمة فى فوز فريقه بالدورى؟
** ميسى عندى هو اللاعب رقم (1) فى العالم. وتقييمى يستند على قدر المهارات وعلى قدر الإبداع الذى يقدمه فى ساحة كرة القدم الجماعية. فهو منفرد بتميزه وبمهاراته. وهو اللاعب الأول فى العالم الذى تحب أن تذهب إليه الكرة كى ترى ما يفعله بها. لكن أن يكون هو بطل الليجا بعدد أهدافه على حساب بنزيمة وحتى راموس بقيمة أهدافهما، فهذا ليس عدلا فى التقييم.
** الأمر يمتد إلى الجوائز، فهل تذهب جائزة الكرة الذهبية مثلا للاعب على مهاراته، وإبداعه، ثم دوره مع فريقه وأهمية هذا الدور، ثم إلى البطولة التى شارك فى صناعتها مع زملائه بالفريق أم هى تذهب إليه لمجرد ارتباطه بفريق حقق بطولة دورى محلية أو بطولة أوروبية أو كأس العالم؟
** أعلم أن هناك معايير. لكننى لا أراها كلها معايير عادلة. وعندما قررت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية الشهيرة إلغاء جائزة الكرة الذهبية هذا الموسم كانت محقة، بسبب فيروس كورونا وقالت: إن إلغاء بعض بطولات الدورى المحلية وتأجيل بطولتى كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2020) لا يسمح بمنافسة عادلة على الجائزة، وقالت: «أحداث استثنائية، وقرارات استثنائية.. مثل هذا العام الاستثنائى لا يمكن ولا يجب التعامل معه مثل عام عادى».
** لكن سرعان ما اعترض البعض، لأن كريستيانو رونالدو كان يستحق الجائزة هذا الموسم من وجهة نظرهم، لدوره فى تعزيز موقف يوفنتوس فى الدورى الإيطالى، وقد اقترب الفريق بالفعل نحو لقبه التاسع على التوالى بعد أن سجل رونالدو هدفين فى مرمى لاتسيو أحدهما من ركلة جزاء، ليزيد من ضعف البطولة الإيطالية وليس من قوة يوفنتوس، مثل البطولة الألمانية، وبطلها كما تعلمون بايرن مونيخ 33 لقبا ومنها 8 ألقاب على التوالى. وتوصف بأنها منظومة مكسورة، وكذلك الكالتشيو أيضا أنها، بطولة مكسورة، مهما قيل عن منافسة عن إنتر ميلان و اتالانتاو لاتسيو.. فكيف يكون رونالدو أحسن لاعب فى العالم عام 2020 دون منافسة، ولو كان التقييم عادلا واستنادا على معايير الجوائز المعتادة فإن بنزيمه يستحق، وصلاح يستحق المنافسة وكذلك ساديو مانى قياسا بدرجة صعوبة الامتحان الإسبانى والإنجليزى، وبقيمة الدور الذى لعبه كل منهم..!
** الجوائز تذهب للنجوم. نعم تذهب بهوى مدربين وصحفيين وخبراء ومشجعين، وتذهب إلى نجوم فى فرق كبيرة لها أنصارها فى مجتمع كرة القدم كله. فهناك المدريديون والكتالونيون، والإيطاليون، والإنجليزيون. ومن الصعب أن ترى ألمانيون وفرنسيون. فلماذا لم يوضع مثلا ليفاندوفسكى فى دائرة المنافسة والضوء للبرتغالى رونالدو، أو لمحمد صلاح، وقد سجل ليفاندوسكى 34 هدفا وتصدر قائمة هدافى الدورى الألمانى (بوندسليجا) وفاز بلقب الدورى مع بايرن ميونيخ وهى المرة الخامسة فى مسيرته الكروية التى يفوز خلالها بلقب الهداف
كما سجل 51 هدفا مع بايرن فى مختلف البطولات حتى اليوم؟!
** الجوائز يمنحها الهوى هذه الأيام. يمنحها المشجعون لفرق ولنجوم ولدول حتى لو كان هؤلاء المشجعون يرتدون أثواب الخبراء والمدربين والصحفيين!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.