كتالوج تجديد السلطوية .. مهام الحكم التمهيدية - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 9:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتالوج تجديد السلطوية .. مهام الحكم التمهيدية

نشر فى : الأحد 21 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 21 سبتمبر 2014 - 8:00 ص

1 ـ اصدر أو استصدر سريعا حزمة من القوانين التى تتيح لك تهجير المواطن من المجال العام وتهديده بالقمع والتعقب إن لم يمتثل لقراراتك ويمتنع عن معارضتك والتنديد بانتهاكات الحريات ـ مصريا، قانون التظاهر.

2 ـ اصدر أو استصدر سريعا حزمة من القوانين التى تمكنك من إخضاع التجمعات الطوعية للمواطنات وللمواطنين تحت رقابتك الكاملة وتضمن لك توجيهها أو الإنهاء الفعلى لوجودها إن لم تقبل هى الرقابة وغياب الاستقلالية ـ مصريا، المشروع الجديد لقانون الجمعيات الأهلية.

3 ـ امتنع عن إصدار أو استصدار قوانين تكفل للمواطن الحق فى الحصول على المعلومات وتؤهله للاهتمام الرشيد بالشأن العام بعيدا عن التأييد الأحادى لقراراتك وسياساتك والخوف من أدوات قمعك وتعقبك، والأنجع سلطويا إن استطعت هو أن تصدر أو تستصدر من القوانين ما يلغى حرية تداول المعلومات ـ مصريا، غياب قانون حرية تداول المعلومات، وإعداد الدوائر الحكومية لمشروع بقانون لحماية الأمن القومى يضع فى خانات السرى / المغيب عن الرأى العام المعلومات الاقتصادية مع المعلومات العسكرية.

4 ـ إن حضرت الأحزاب السياسية فى دولتك ومجتمعك، فالأفضل لك هو أن توظف بشأنها استراتيجيات متنوعة: تستطيع استتباع البعض عبر مزيج من التهديد بالقمع والتلويح «بالعوائد» المتمثلة فى شىء من التمثيل فى مؤسسات وأجهزة السلطة التنفيذية وفى الهيئات التشريعية إن كانت قائمة فى دولتك ومجتمعك، اضغط على الأحزاب التى تبدى رفضا للخضوع لمزيج التهديد بالقمع والتلويح بالعوائد وضيق مساحات فعلها وتواصلها مع المواطن، اعتمد على سياسة «فرق تسد» فى التعامل مع الأحزاب لكى يكون لك دوما بين صفوفها من يريد رضاك ويجهر بتأييدك. لا تنسى أن الأحزاب السياسية هى فى التحليل الأخير بمثابة الشر الذى لابد منه شأنها شأن النقابات العمالية والمهنية والهيئات التشريعية، وأن دورك هو أن تجعل المواطن ينصرف عنها والرأى العام يتجاهلها عبر الإطلاق المستمر لحملات تشويهها والبحث عن العوائد فى مواسم الانتخابات مصريا، التوجهات المعلنة للسلطة التنفيذية فى التعامل مع الأحزاب السياسية.

5 ـ افرض سيطرتك الكاملة على وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة وعلى نحو يضمن ولاء الإعلام العام والخاص، ولتعلم أنك تستطيع التعامل مع المصالح الاقتصادية والمالية المالكة للإعلام الخاص إن حضر فى دولتك ومجتمعك وفقا لثنائية التأييد والاستتباع فى مقابل العوائد وضمان الأرباح. سيطرتك على الإعلام ستكفل لك مساحة مضمونة ومؤثرة لتبرير سياساتك وقراراتك، وتمكنك من أن تروج بين الناس لخيانة وتآمر المعارضين إن لم يمتثلوا للصمت ولفساد المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية ولتهافت الأحزاب السياسية إن لم يقبلوا الرأى الواحد والصوت الواحد وكذلك لبارانويا الخطر والخوف التى حتما ستعتمد عليها لتمرير إنهاء الإجراءات الديمقراطية وانتهاكات الحقوق والحريات ولتزييف وعى الناس باتجاه قبول مقايضاتك؛ إما الأمن وإما الحرية، إما الحفاظ على الأمن القومى وإما تداول المعلومات، إما تأييد الحكم وإما الوقوع فى براثن المؤامرات الداخلية والإقليمية والدولية، إما الحكم وإما الفوضى ـ مصريا، تحضر سيطرة الحكم على وسائل الإعلام العامة والخاصة، وتوظف بالفعل على النحو المشار إليه.

ملحوظة: لا ينبغى أن يستغرق تنفيذ جميع المهام التمهيدية هذه من الزمن ما يتجاوز العام الميلادى بكثير، وتليها مباشرة مهام التوطيد الشامل للسلطوية الجديدة بحسم إجراءات تعاقب الحكام واستكمال حلقات إخضاع المواطن والمجتمع والقضاء على جميع أنماط التنظيمات الطوعية من أحزاب ونقابات ومنظمات وجمعيات.

غدا.. هامش جديد للديمقراطية فى مصر.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات